وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الكتابة الإبداعية بالإنجليزية تفتح آفاقاً جديدة في جامعة الخليل

نشر بتاريخ: 03/05/2025 ( آخر تحديث: 03/05/2025 الساعة: 23:31 )
الكتابة الإبداعية بالإنجليزية تفتح آفاقاً جديدة في جامعة الخليل

الخليل-معا- "الكاتب المبدع يمكن صناعته، وهو لا يولد مبدعاً فقط". هذا ما قالته أستاذة اللغويات التطبيقية في جامعة الخليل سارة زلوم خلال تنفيذها واحدة من المبادرات التعليمية المتميزة التي تعكس تطور التعليم الجامعي في فلسطين، “الكتابة الإبداعية باللغة الإنجليزية“.

وتؤكد زلوم بأن الهدف ليس مجرد تعليم الكتابة كمهارة لغوية فقط، بل فتح أبواب التعبير الفني والحر عن الذات، وتعزيز ثقة الطلبة على استخدام الإنجليزية كوسيلة للتفكير واكتشاف للقدرات.

وتضيف زلوم:" في بداية المحاضرات، لاحظت أن معظم الطلبة ينظرون إلى اللغة الإنجليزية كعائق، لا كأداة للتعبير بحرية. وكان الخوف من الخطأ، أو الشعور بأن الكتابة الإبداعية هي خاصة للمتحدثين الأصليين أو الأفراد الأجانب المقيمين في الدول التي تعتبر الإنجليزية لغةً الأم فيها، يشكل حاجزًا أمام انطلاقهم. وهنا بدأت رحلتي معهم، من خلال كسر ذلك الحاجز، وتحويل اللغة الإنجليزية من عائق إلى جسر للتعبير".

تقول الطالبة أزهار:" انتابني شعور غريب بين الحماس والرهبة. كنت متحمسة لأنني سأتعلم كيف أعبّر عن أفكاري ومشاعري بطريقة جميلة، وكيف أصنع من الكلمات عالماً خاصاً بي. وفي نفس الوقت، كان هناك قلق من فكرة أن أكتب أمام الآخرين، وأن تُقرأ كتاباتي وتُقيّم".

المنهجية التي اعتمدتها زلوم

صممت زلوم محاضرات الكتابة الإبداعية لتكون تفاعليةً، تجريبيةً، ومبنيةً على التجربة وتحويل الأشياء المجردة الى ملموسة خلال استخدام الألفاظ ودمجها بالخيال. وبدأت من الكتابة الحرة، مروراً بتمارين في الخيال والوصف، وصولًا إلى كتابة القصص والمذكرات الشخصية. لم يكن الهدف هو الكمال اللغوي، بل الصدق في التعبير، والقدرة على بناء نص له صوت وهوية.

واستخدمت زلوم أساليب مثل: تمارين العصف الذهني لتنشيط الخيال. والكتابة الجماعية التي عززت التعاون والثقة. بالإضافة الى دمج التكنولوجيا في المحاضرات.

من جانبها تقول الطالبة رنا:" شعرت خلال المحاضرات بتنافس لغوي في عقلي حول الكلمات والأفكار فاستنبطت أفضلها في كل محاولة للكتابة، وتمكنت خلال التدريب من التطرق لكلمات ومفردات جديدة واستخدام صور حية من الحياة الطبيعية، واستشعار الحواس الخمس في كل مشهد".

ثمار التجرب

شيئًا فشيئًا، بدأت زلوم تلاحظ تحولات واضحة في أداء الطلبة الذين بدأوا يكتبون عن مواضيع مختلفة تشمل أحلامهم وتعبر عن طموحاتهم، لكن بلغتهم الثانية بعض النصوص كانت تعبر عن تجارب ذاتية، وبعضها يتسم بالعمق ومليء بالرمزية. وتمكّن العديد من الطلبة من دمج أساليب بلاغية درسوها في مساقات الأدب واللغة.

تجربة وإلهام

وفي هذا الصدد تقول الأستاذة سارة:" تجربتي في تعليم الكتابة الإبداعية بالإنجليزية لطلبتي بجامعة الخليل كانت من أكثر التجارب الهامة في مسيرتي الأكاديمية. فقد ألهمتني بطرق تمكن الطلبة من التأثير في كلماتهم، وكيف يمكن أن يستخدموا اللغة لتصبح صوتًا صادقًا. أردتُ أن أزرع بذور الإبداع، واليوم أراها تنبت، رغم كل شيء، من بين الصخر".

لقاء مع رئيسة الجامعة: دعم متواصل للإبداع

وفي لقاء خاص مع رئيسة جامعة الخليل د. رغد الدويك، حول رؤية جامعة الخليل في دعم الإبداع والمبدعين؟

تقول الدويك:" في جامعة الخليل، نؤمن أن الإبداع ليس رفاهية بل ضرورة في التعليم الجامعي المعاصر. رؤيتنا تتمثل في خلق بيئة محفزة تُشجّع الطلبة على التفكير النقدي، والتعبير الإبداعي، والانخراط في مشاريع تعكس هويتهم وتجاربهم. نحن نعمل على توفير المساحات التي تتيح للطلبة أن يكونوا أكثر من متلقين للمعرفة داخل قاعات المحاضرات، نريدهم مطبقين وناشرين ومنتجين لها، وفاعلين في مجتمعاتهم".

واضافت:" هذه مرحلة الجيل الرابع من الجامعات في العالم والذي لا يكتفي بتعزيز المعرفة والبحث العلمي وتشجيع الريادة والابتكار فقط، بل يسعى – وهو الأهم – إلى إحداث أثر حقيقي في المحيط الاجتماعي للمؤسسة والافراد. نريد لخريجينا أن يتخرجوا بفكر مبدع، وقلب واعٍ، وإحساس أنساني عميق، وشعور بالمسؤولية تجاه قضايا مجتمعهم".

أما رسالة الدكتورة رغد الدويك الى الطلبة في التخصصات المختلفة، فهي:" رسالتي لطلبة جامعة الخليل في كل التخصصات هي: أن لا تضعوا حدودًا لأحلامكم، ولا تكتفوا بالتعليم التقليدي. أنتم جيل قادر على التغيير، والإبداع موجود في كل تخصص، سواء كنتم تدرسون الطب أو القانون أو اللغة أو التكنولوجيا. اكتشفوا ذاتكم من خلال ما تتعلمونه، ولا تخشوا التجربة. الأهم من كل شيء: احرصوا أن تكون لكم بصمتكم الخاصة في مسيرتكم الجامعية والمهنية وفي مجتمعاتكم الصغيرة ووطنكم الكبير".

مستقبل بدأ بخطوة

هي خطوة أولى تركت أثراً واضحًا في نفوس الطلبة، الذين عبروا عن امتنانهم لهذه الفرصة.

كتبت الطالبة هدى، في أحد نصوصها :"في هذا الفصل، لم أتعلم فقط كيف أكتب، بل كيف أكون."

وهكذا، تشكل تجربة الكتابة الإبداعية في جامعة الخليل نموذجًا لما يمكن أن يحدث عندما يلتقي الشغف بالإبداع، والدعم المؤسسي بالإرادة الفردية. إنها قصة من الخليل، ولكن صداها يتجاوز هذه الجغرافيا.