![]() |
"غرناطة" في ندوة علمية دولية بمدينة سبيطله التونسية: إمكانية استلهام تجربة من الماضي لبناء نموذج في الحاضر
نشر بتاريخ: 04/05/2025 ( آخر تحديث: 04/05/2025 الساعة: 08:55 )
![]()
تونس - معا- نظم معهد العلوم التطبيقية للإنسانيات بمدينة سبيطله التونسية التابع لجامعة القيروان، الذي يتولى عمادته الدكتور محمود عباس العامري، ندوة علمية دولية محكمة عن " غرناطة: أثار ووقائع وأفاق" على مدار أيام 22-24 نيسان الماضي. الندوة تأتي في سياق إعادة قراءة تجربة العرب في الأندلس، هي الثانية التي يعقدها المعهد بعد الندوة الأولى التي تمت في العام الماضي، واسست لسلسلة من الندوات السنوية التي تسعى للتأطير المعرفي الشامل والعميق للحضور العربي في الاندلس وتفاعلاته وما ترتب عنه في كل شأن، من وقائع وأحوال وشواهد وأثار مادية وثقافية لا زالت أصدائها تتردد في الزمن. غرناطة وتجربتها بخصوصياتها، كانت موضوع الدورة الحالية، وقد جرى تناولها من خلال محاور عديدة ركزت على أهمية استلهامها في الأزمنة الحديثة، سواء بالنسبة للعرب المعنيين بالأمر أو الأسبان وأخرين كثر، ممن اهتموا بالحالة التي مثلتها غرناطة كنموذج ثقافي حضاري وكخيار، وإعادة بناء معانيها ودلالاتها التي ظلت قادرة على إعادة تجديد نفسها عبر الزمن وبقيت قادرة على اعادة الوعي والوجدان الفردي والجمعي لأناس كثيرين نحوها. أوراق علمية متنوعة لمشاركين، من: المغرب والجزائر وتونس ولبنان ومصر والسعودية وفلسطين، قدمت أمام الندوة، تناولت تمثلات المدينة عند العرب والأسبان وغيرهم، في الشعر والفكر والذاكرة والابعاد الاجتماعية والجمالية والتربوية واهمية العدالة التاريخية في قراءة التجربة بموضوعية عند كل المهتمين بها أيا كانوا. ورغم إشارة الأوراق والنقاشات الغنية التي تمت في الندوة لكثافة وغنى النموذج الذي مثلته غرناطة بتجلياته المختلفة ثقافيا وحضاريا واجتماعيا وسياسيا إلا أن اهتمامها الرئيسي انصب على أهمية استحضار غرناطة ونبضها كخيار ثقافي حضاري يقوم على التنوع والتعددية وغناها ويساهم في اعادة بناء الراهن العربي والاسباني والروابط بينهما وبين ضفتي المتوسط عموما على أساس التشارك والتفاهم والاستثمار الإيجابي في التاريخ الماضي. يشار الى أن معهد سبيطله للعلوم التطبيقية في الإنسانيات، هو من مؤسسات عربية قليلة، التي تسعى لمقاربات معرفية منظمة ومنهجية ومتواصلة بشأن الاندلس والقضايا الأخرى التي يهتم بها، الأمر الذي يمنح انشغالات المعهد وادارته بعدا إيجابيا مختلفا الى حد بعيد عن جري عادة اهتمام المؤسسات العربية الأخرى، ويتيح له تحقيق فضائل الاهتمام المركز والمتواصل وما يفضي اليه من نقاش عميق ومن تأطير للجهود ومن توليد للأفاق المعرفية ومتابعتها. ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |