![]() |
زيارة ترامب للخليج.. ملفات حساسة وترقب فلسطيني لصفقة أمريكية شاملة
نشر بتاريخ: 05/05/2025 ( آخر تحديث: 05/05/2025 الساعة: 17:54 )
![]() الرياض – خاص معا- تتجه الأنظار منتصف الشهر الجاري إلى السعودية ، حيث الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والحرب في غزة وتنامي مساعي التطبيع بين السعودية وإسرائيل. ويعلق الفلسطينيون آمالاً كبيرة على هذه الزيارة، على أمل أن تسهم في كسر الجمود السياسي ووقف الحرب على قطاع غزة، خاصة بعد أن أكدت السعودية مرارا أن أي تقدم في مسار التطبيع مع إسرائيل مرهون بإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. وفي هذا السياق، أوفدت السلطة الفلسطينية حسين الشيخ الذي تم تعيينه مؤخرا نائبا للرئيس عباس إلى السعودية في مهمة تهدف إلى بحث سبل دعم الموقف الفلسطيني، ومحاولة تأمين مساعدات مالية عاجلة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها السلطة، وكذلك ايجاد دور للسلطة في قطاع غزة. ومن المقرر أن يشارك ترامب في قمة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي تُعقد في العاصمة الرياض، في إطار جولة دبلوماسية ذات طابع سياسي واقتصادي رفيع المستوى. أجندة مشتعلة: سلام مع إسرائيل ووقف إطلاق نار في غزة وكشفت مصادر مطّلعة لـ"معاً" أن جدول زيارة ترامب يتضمن ملفات إقليمية حساسة، أبرزها بحث اتفاق سلام محتمل بين السعودية وإسرائيل، في خطوة ستكون غير مسبوقة على صعيد العلاقات العربية-الإسرائيلية. كما سيبحث ترامب توسيع "اتفاقيات أبراهام" لتشمل دولًا عربية إضافية، إضافة إلى طرح مبادرة أمريكية لوقف إطلاق النار في غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتصاعد الكارثة الإنسانية هناك. استثمارات ترليونية وتعزيز الشراكات الاقتصادية الشق الاقتصادي من الجولة لا يقل أهمية، إذ يتوقع أن يناقش ترامب سبل تعزيز التعاون الثنائي مع دول الخليج، لا سيما السعودية والإمارات وقطر، في مجالات الاستثمار، البنى التحتية، والتكنولوجيا. وقد أعلنت الإمارات عن استثمارات بقيمة 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة، فيما التزمت السعودية بمبلغ 1 تريليون دولار. أما قطر، فلم تُعلن بعد عن تفاصيل مساهمتها، إلا أن مصادر تشير إلى أنها ستكون "كبيرة واستراتيجية". غياب إسرائيل ومصر يثير التساؤلات
ويرى مراقبون أن هذا الغياب قد يشير إلى توجه أمريكي للتفاوض مع العواصم العربية بشكل مباشر، وربما لإعادة توزيع الأدوار الإقليمية. مخاوف من فرض حلول أحادية من جهة أخرى ، ورغم الترحيب الرسمي المرتقب في بعض العواصم الخليجية، فإن زيارة ترامب تثير مخاوف بسبب مواقفه المتغيرة. إذ يحذّر مراقبون من أن الرئيس الأمريكي قد يعلن عن "حل سياسي شامل" ويعمل على فرضه على الأطراف المعنية، دون مشاورات أو توافقات واسعة. الخشية أن تؤدي سياسة الصفقات السريعة التي ينتهجها ترامب إلى تسويات سطحية لا تعالج جذور الأزمات، خاصة إذا تجاهلت الحقوق الفلسطينية أو تجاوزت المرجعيات الدولية. حسين الشيخ يزور السعودية على الصعيد الفلسطيني، تسود حالة من القلق والترقب. وتخشى القيادة الفلسطينية أن تؤدي زيارة ترامب إلى محاولات لتجاوز القضية الفلسطينية أو فرض تسويات لا تستند إلى الشرعية الدولية. مصادر في رام الله وصفت التحركات بأنها "استمرار لنهج الضغط وتصفية الحقوق الفلسطينية تحت غطاء التسويات الإقليمية". وقبل وصول ترامب إلى السعودية، قررت السلطة الفلسطينية إيفاد نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، إلى السعودية خلال الأيام المقبلة في زيارة رسمية. أما في إسرائيل، فقد التزمت الحكومة الصمت، لكن وسائل إعلام عبّرت عن "انزعاج خلف الكواليس" من عدم شمول تل أبيب في الجولة، رغم ما تحمله من ملفات تمسّ مصالحها المباشرة، مثل اتفاق السلام مع السعودية ووقف إطلاق النار في غزة. وافادت صحيفة معاريف بان زيارة ترامب الثانية للخليج تشكل معضلة استراتيجية لإسرائيل: احتمال اتفاق تطبيع تاريخي مقابل المخاوف بشأن صفقات الأسلحة والبرنامج النووي السعودي، بينما يتخطى ترامب تل أبيب ، مما قد يُشير إلى أنه لا يرى أي فائدة تُذكر من زيارتها، ربما في ضوء ما يبدو أنه طريق مسدود في صياغة صفقة جديدة لإعادة المخطوفين. ويرى شاي هار تسفي، رئيس قسم الشؤون الدولية والشرق الأوسط في معهد السياسة والاستراتيجية في جامعة رايخمان أن زيارة ترامب السعودية كان يفترض أن تُمثل فرصةً عظيمةً لها، للدفع باتفاقية التطبيع التاريخية. هذه اتفاقيةٌ قد تُحدث تغييرًا جذريًا في بنية الشرق الأوسط، وتُمهد الطريق لإسرائيل لتوقيع اتفاقيات مماثلة مع دول أخرى في العالمين العربي والإسلامي، بل وتُؤدي في الواقع إلى تعميق التحالف الاستراتيجي مع الدول العربية. |