![]() |
جنود مزدوجو الجنسية.. "عيدان ألكسندر" نموذجا في مفاوضات الأسرى
نشر بتاريخ: 12/05/2025 ( آخر تحديث: 12/05/2025 الساعة: 16:56 )
![]() بيت لحم- معا - مع كل عملية تبادل أسرى أو إعلان عن هوية جندي أسير لدى المقاومة الفلسطينية، يتكرر ظهور جنود يحملون جنسيات أجنبية، ما يسلّط الضوء على ظاهرة لافتة: عدد كبير من الجنود في الجيش الإسرائيلي ليسوا فقط إسرائيليين، بل أيضًا مواطنين لدول أخرى، أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا وكندا. آخر الأمثلة هو الجندي الأسير عيدان ألكسندر، الذي أعلنت كتائب القسام نيتها الإفراج عنه ضمن صفقة إنسانية. ألكسندر، الذي أُسِر خلال الحرب على غزة، يحمل الجنسية الأمريكية، ما أعاد طرح تساؤلات قديمة متجددة حول ازدواج الجنسية للجنود الإسرائيليين وانخراط مواطنين أجانب في حرب إسرائيل ضد الفلسطينيين. تجنيد إجباري... ومزدوج الجنسية وتشير تقارير غير رسمية إلى أن نسبة كبيرة من الجنود الإسرائيليين، خاصة في وحدات النخبة، يحملون جنسيات أخرى، وخصوصًا الأمريكية. كم عدد مزدوجي الجنسية؟ لا تنشر الحكومة الإسرائيلية إحصاءات رسمية عن عدد الجنود مزدوجي الجنسية، لكن تقديرات غير رسمية وإعلامية تشير إلى أن نحو 30% من الجنود الإسرائيليين يحملون جنسيات أجنبية، فيما تصل النسبة إلى أكثر من ذلك في بعض الوحدات القتالية. ويُقدّر عدد الإسرائيليين الحاملين للجنسية الأمريكية، بحسب ما اعلن عنه السفير الامريكي قبل عدة ايام، بنحو 700 ألف شخص، كثير منهم في سن التجنيد. كما أن برامج مثل "تجنيد المهاجرين الجدد" تُشجّع صراحةً على التحاق المهاجرين اليهود من الخارج بالجيش، حتى مع احتفاظهم بجنسياتهم. ووفقًا لتقارير إعلامية، فقد هاجر أكثر من 100 ألف إسرائيلي إلى الخارج منذ 7 أكتوبر 2023، معظمهم من حاملي الجنسيات الأجنبية. هذا يعزز الاعتقاد بأن الجيش الإسرائيلي يتكوّن جزئيًا من جنود لديهم خيارات إقامة وجنسية في بلدان أخرى. توزيع اليهود عالميًا • الولايات المتحدة: حوالي 6.3 مليون يهودي. كما يشكّل هذا التوزع الجغرافي أرضية دائمة لتدفق مجندين محتملين نحو الجيش الإسرائيلي، في ظل وجود حملات منظمة تستهدف يهود الشتات لإقناعهم بـ"العودة" والانخراط في الخدمة العسكرية. كما تُفرض الخدمة العسكرية الإلزامية على جميع الإسرائيليين من الذكور والإناث عند بلوغهم سن 18 عامًا، حيث يُلزم الرجال بالخدمة لمدة 36 شهرًا، بينما تُلزم النساء بالخدمة لمدة 24 شهرًا. بعد إتمام الخدمة الإلزامية، يُصبح الأفراد جزءًا من قوات الاحتياط ويُستدعون عند الحاجة. أسئلة قانونية وأخلاقية • هل يحق لمواطن أمريكي أو فرنسي أن يخدم في جيش متورط في انتهاكات حقوق الإنسان؟ غالباً ما تُظهر حكومات بعض هذه الدول اهتمامًا خاصًا بسلامة جنودها الأسرى، بل وتضغط دبلوماسيًا من أجل الإفراج عنهم، في تجاهل صارخ لسياق الحرب والانتهاكات التي قد يكون هؤلاء شاركوا فيها. وفي عدة لقاءات للرئيس دونالد ترامب أيضًا بعائلات الجنود الأميركيين الأسرى، أكد دعمه لهم، في خطوة تعكس البعد السياسي للملف داخل الولايات المتحدة، حيث تحوّل مصير الجنود الأمريكيين الأسرى إلى قضية انتخابية حساسة. ومن المقرر أن يتم الإفراج عن عيدان ألكسندر اليوم، ضمن مبادرة إنسانية أعلنت عنها كتائب القسام، ما قد يشكّل سابقة في شكل ومستوى التدخل الأمريكي في ملف الأسرى. |