![]() |
وأسواق عكاظ فتحت أبوابها ...
نشر بتاريخ: 18/05/2025 ( آخر تحديث: 18/05/2025 الساعة: 10:08 )
![]() يداهمنا الشوق للاشتباك مع حقيقتنا ، ويداهمنا الشوق لكرامة الأنبياء ومنهم نتعلم ونسطر معانينا ومرامي مفرداتنا ، ونتوق للعيش في فسحة الأمل من عطاء عودة الشهداء الى المشهد وهم العائدون بابتسامة محيرة مقلقة لمن يتربص بصرخة الطفل القابض على لعبته في الدروب العتيقة ،،،،، وهناك بارض البيداء العربية كان وما سيكون ، واللحظة الفارقة بالاستقبالات المهيبة لراعي البقر سيد البيت الأبيض ، وأسواق عكاظ فتحت أبوابها للتجارة الرائجة في ظل عصر الرقيق ودفع الجزية من جديد واعادة تسمية الأشياء بمسمياتها ويكون لنا ان نقول والقول هنا هو الفصل الفاصل في تاريخ المنطقة والتساؤل له علاقة بماهية توصيف المرحلة وما هيه وقائع الواقع الراهن وهل من الممكن ان يكون التحرير للأرض السمراء وإقامة دولة الحلم والحق بتقرير المصير والانعتاق من عبودية الفعل والأفعال والعودة لممارسة الحياة بمقاييس الحاضر المستند لتطلعات الغد والمستقبل ، وحرث الأرض ولن يحرثها الا عجولها ... ومن يؤمن بالصمود وامكانياته يتوه بخربشة مفردات الوطن ، والعيش في ظل الروابي والتلال التي أضحت أمكنة من الممنوع ان تطأ اقدامنا فيها فثمة رعاة الغنم الجدد الناطقون بالعبرية يسيطرون على التلال الخضراء، وحادي العيس بالعواصم البلاستيكية يحاول ان يتمظهر بتاريخ الصحراء لترى العراة الحفاة يتطاولون بالبنيان ويتراكضون خلف السراب لحماية عروشهم الكرتونية واميرهم صغير وصغيرهم كبير ومالك المُلك حامي البيت العتيق وللبيت رب يحميه وتظل المحرمات واحدة من أفعال الشياطين المرابطة بالقرب من حماة الحلم والديار وهم المؤمنون بالقدرة على مناطحة العين للمخرز ويظل أبو لهب من سادة قريش والتاريخ لن يرحم حمالة الحطب ومن غادر الجبل وفر بساحات الوغى... ومواكب السبايا كن بالاسقبالات العظيمة والرقص سيد الموقف يا سادة اللغة العربية ... أيها الليل لا تنقشع وخلي ظلمتك حالكة ، والصبح اذا عسعس أبان عوراتنا القبيحة ، ونحن المذنبون والمجرمون وقد نكون الشركاء في الجريمة ، في ظل عصر الرعاع والروبيضة تلك الناطقة من على منصات الحكم والتحكم بالمصير... هو الليل الذي لا بد أن يسود في ظل صمتكم، وفي ظل خنوعكم وهدوئكم، والفتات من موائد الرحمان تكفيكم... ويا أيها الجالسون على جوانب الطرقات بعبور مواكب سادة القوم من أمامكم انحنوا قليلا حتى تمر مواكبهم لتعودوا لممارسة عنتريات رجولتكم بعد أن ضاعت معاني الرجولة بمواقفكم، ولعل هذه الرجولة خُصيت فيكم، ولتتصارعوا على ما تبقى من فتات. كنتم الأسياد والسادة حينما كنتم تدركون حقيقة المعادلة التي من خلالها تفهمون حقيقة الواقع، وحساباتكم كانت بلحظتها بسيطة الحرية تعني حريتكم، والاستقلال يعني سيادتكم، وحق تقرير المصير يعني أن تكون إنسانا حرا وسيدا بهذا المسمى بالوطن بصرف النظر عن أوامرهم وآرائهم وحساباتهم ومفاوضاتهم.. يا عبيد اللحظة والشهوة انظروا جيدا إلى ما أنتم فاعلون، وكيف تقضون نهاركم وراقبوا سلوككم اليوم، والأمس ليس ببعيد عن غدكم، في ظل كل هذا العبث بموروثكم وبآدميتكم، وهويتكم قد أضحت محل خلاف واختلاف عند أولي الأمر فيكم، وقد تصبحون بلحظة خارج منطق التاريخ، مجرد أرقام في حسبة صناعة الزعماء، ولصناعة القادة مستلزمات وأدوات تستدعي فعل التنسيق تارة، وفعل المهادنة وإجادة العبثية تارة أخرى، وللكلام الموزون والدقيق أيضا حساباته بصرف النظر عن الناظر والمنظور على المدى القريب وذلك البعيد، وتبقى الأهداف في بنوك الاستثمار من تحدد حقيقة وطبيعة المصير، ومصائر الشعوب قد أصبحت خاضعة لمنطق البيع والشراء. يا أرباب اليمين والمتمسكين بالنصوص بصرف النظر عن مكنوناتها، والجالسين عن يسار المشهد أصحاب المعادلات الحسية الملموسة إحساسكم باللحظة قد قتل.... وأصبحت هذه اللحظة مجردة من وقائعها وتفاعلاتها لا معنى لها والقتل بحلبة صراع العبيد متواصل ومستمر والقيصر يعتلي المدرج ويعطي أوامره بمصارعة العبيد، والقاتل لا بد أن يكون مقتولا في الجولة التالية. هي اللحظة الراهنة التي من خلالها نلاحظ أننا نُساق إلى الحلبة، والكل يُباع ويُشترى والمزاد العلني يتواصل على الرابح والخاسر، وحتى يستوي المشهد فالقيصر والنبلاء وسادة القوم والعبيد وجموع الرعاع المصفقون ينحشرون معا في تلك الساحة، والكل هنا يمارس دوره بدقة وعناية. والعبيد أيضا لهم الدور الرئيسي بحلبة القتل والقتال، ومعشر العبيد يُراد لهم أن يعايشوا النمطية والروتين، ولهم أدوار مخطط لها ليصبحوا ورقة في أوراق وملفات مطالباتهم حتى تستوي الرذيلة وممارسة كل أشكال فنون العهر والتعهير بحق إنسانيتكم، لتصبح الثورة بلا عنوان وبلا جدوى في ظل استكانة العبيد، وأن يكون الصراخ مجرد ارتدادات الصدى بالأودية السحيقة ولا حياة لمن تنادي. المجد للفرعون الذي يحيا في كنفكم ومن لا يواجهه بوصايا الأنبياء لا يستحق أن يعيش إلا عبدا منفذا لأوامره وصلواتكم ستصبح مجردة من ابتهالاتها ومفرغة من تراتيل كلام الرب وحكمته من خلقكم لتثوروا. وارفضوا كل دساتيرهم وقوانينهم واعملوا لو القليل من خلال قناعاتكم التي لا بد أن تسود في ظل حكم فرعون والفراعنة ومن يتفرعن على حسابكم. مارسوا ضجيجكم وارفضوا كل ما يأتونكم به، واعلموا ان حكمة خلقكم لن تستوي في ظل رضوخكم وهدوئكم وأن تساقون الى مقصلة الحياة... تهرولون في الصباح الباكر عابسة وجوهكم كالقطيع لتكونوا مجرد أرقام في أتون مؤامرات سادة وأولي أمركم أو هكذا هم يعتقدون. أيها الخاضعون الخانعون، لا تستمعوا كثيرا للخطب المنطلقة من حناجرهم ولا تقبلوا زوجاتكم فقد يعلن الرفض على هدوئكم القاتل وهن يغتصبن على مرأى ومسمع منكم، ولا تقبلوا الجميلات بالخفاء فقد أدركن أنكم مجرد ذكور غادرتهم رجولة الموقف والمواقف، واعلموا أن الفارس حينما يمتطي اليمامة الزرقاء تطارده عيون كل النساء، وينتظرن عودته المظفرة، ويكفي أنه مارس قناعاته، وتمرد على من يدعي أنه السيد الآمر الناهي. أيها العابرون بين ثنايا الخيوط الدقيقة ما بين الحلال والحرام، إنما الحرام وجودكم في ظل خوفكم وقعودكم منتظرين عطاياهم. والميدان قد لفظكم ورفضكم وكل ساحات الوغى صارت بلا معنى وصارت بلا أسماء والقتلى يتساقطون، وأنتم كما أنتم تأكلون وتشربون وتمارسون متعة الشهوة بلا رضى. واعلموا أنكم عطشى وإن شربتم من المياه الراكدة والبحر كالصحراء لا يروي العطش. أيها العبيد أخلوا أماكنكم ومساكنكم فالحدائق التوراتية ستشيد على أنقاض أحلامكم. والملك داود سيعود لممارسة فسحة الركض عصرا بجوار البيت العتيق، وحيث أنكم عبيد قاعدون حيث انتم فلا مكان لكم بين أشجار التين والزيتون، وبالتالي اذهبوا حيث يجب أن تكونوا على هوامش صناعة التاريخ... فأمراؤكم يعتلون منصات الكلام لمجرد الكلام، ويبقى من ليس له سوى الانتظار أن يرضى بما سيكون له أن يكون. |