كراهية الصهاينة للمسلمين والتحالف مع أوروبا بين نكران الجميل والمصالح الاستعمارية
نشر بتاريخ: 02/06/2025 ( آخر تحديث: 02/06/2025 الساعة: 11:53 )
لعل الذي يقرأ التاريخ جيداً يعرف حجم الفرق في التعامل مع اليهود في زمن الخلافة الاسلامية وفي أوروبا، حيث عومل اليهود في العهد الإسلامي مُعاملة "أهل الذمة"، أي من أهل الكتاب، حيث كانوا تحت حماية الدولة ويعيشون بُحرية ويتمتعون بُحرية العبادة، و كانت أيضاً معابدهم محمية، ولم يجبروا على الدخول في الاسلام.
وقد عاش اليهود في الأندلس في كنف الخلافة الاسلامية، حيث ظهر منهم في تلك الفترة العلماء في الطب والعلوم ووصل منهم العديد إلى قصر الخليفة كمستشارين.
وفي أوروبـا ، مُنع اليهود من العمل في كافة المجالات، سوى في مهنة الصرافة والتعامل بالربا من أجل خلق جوٍ من الكُره عليهم من قبل تلك الشعوب التي يعيشون بينهم في دول عده .
في تلك الأثناء ظهرت الحركة الصهيونية والتي أصبحت تتبنى القومية الصهيونية والتي استغلت هذا الكُره وهذه المعاملة السيئة من قبل الحكومات والشعوب في أوروبا و تحالفت مع حكومات هذه الدول كي تُحقق مُبتغاها في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
ولأن فلسطين هي مركز الإلتقاء بين عرب أفريقيا وعرب آسيا، فكان من مصلحة هذه الدول الاستعمارية إنشاء جسم غريب يكون لمنع الوحدة الجغرافية للعالم العربي، هذا الجسم الذي يُحقق مصلحتين : الأولى الخلاص من اليهود الذين يُسيطرون على اقتصاد البلدان التي يعيشوا فياها وإنشاء كيان لهم في هذه المنطقة، والثانية هو أن تكون هذه الدولة الرائدة حليفةً لهم تكون نقطة ارتكاز وسيطرة على العالم العربي .
إن هذا الجسم السرطاني الذي زُرع في فلسطين هو صنيعة لفكرة صهيونية تقوم على مُعاداة العرب والمسلمين قومياً وعقائدياً ويكون أيضاً قاعدة قوية لتلك الدول الداعمة لهذا الكيان.
ما بين نكران الجميل والتقاء مصالح استعمارية أصبح الشعب الفلسطيني ضحيةً لهذا الفكر التوسعي، حيث شُرد مئات الالاف من هذا الشعب وهدمت قراه ومدنه وعاش في المنفى، ومازال يتعرض لأبشع أنواع القتل والدمار في العصر الحديث، على الرُغم من صدور عشرات القرارات من الأمم المُتحدة وهيئاتها تجرم هذا الاحتلال، إلا شريعة الغاب التي تحكم العالم جعلت منه وحش لا يكترث لأي أحد غيره لعدم وجود الرادع الحقيقي .
من يقرأ التاريخ أيضاً يعلم جيداً أن عجلة التاريخ تبقى في حالة دوران مستمر، وتدور معها موازين القوى ولن يبقى هذا الحال على وضعه وسيرى كل من تجبر وتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني كيف سيكون حاله في السنين القادمة عندما تنهار منظومة تحالفاته وتظهر قوى وتحالفات جديدة، واعتقد اننا في المرحلة الاخيرة من "الدوران" وتغيير موازين القوى .