وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

من طارق ابو الفيلات الى طارق الصوص وباسم خوري

نشر بتاريخ: 07/06/2025 ( آخر تحديث: 07/06/2025 الساعة: 23:46 )
 من طارق ابو الفيلات الى طارق الصوص وباسم خوري

لا نفرق بين احد من رسله.. السلام عليك ايها الوطن الحزين .السلام عليك يا فلسطين .السلام عليك ايها الفلسطيني المسيحي. السلام عليك ايها الفلسطيني المسلم. السلام على وطن يتنفس برئه مسيحيه ورئه مسلمه. السلام على وطن يبصر بعين مسلمه وعين مسيحيه. السلام على وطن تبنيه يد مسلمه واخرى مسيحيه. السلام على وطن تحمله قدم مسلمه وقدم مسيحيه. السلام على وطن قلبه مسلم تحوطه اضلاع مسيحيه..

في غفله عنا وباستخدام الغباء الاصطناعي تسللت اصابع الشيطان فاغوت شاب غر جاهل قليل الخبره عديم الدرايه فطلب منشورا تسويقيا يربط بين عيد الاضحى والخراف ويظهر الخراف في يوم قبل الذبح على انه يومها الاخير ، ظهر ذاك المنشور التسويقي المسخ الغريب العجيب ،ولم ينتبه ذلك الجاهل الذي ظن نفسه يحسن صنعا الى فداحه وعظم الخطا الذي ارتكبه وظن نفسه وان كان الاخير زمانه لات بما لم يات به الاوائل، فكان ما كان وتناقلت الصفحات هذا الشر المستطير وانا كفلسطينيي مسلم في هذا الوطن ابصرت بعين الوطن المسلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا محمد تحت عرش الرحمن وقد احمر وجهه غضبا وارتعدت فرائصه سخطا وهاج وماج وانكر واذان وصاح : من هذا الجاهل الذي اذاني في اخي النبي الفلسطيني عيسى بن مريم عليه الصلاه والسلام ؟

وهذا الوطن بعينه المسيحيه يكاد يبصر سيدنا عيسى عليه افضل الصلاه والسلام يهرول نحو اخيه سيدنا محمد عليهما الصلاه والسلام يربت على كتفه ويقول له يا اخي يا محمد هون عليك فانما هي غلطه جاهل وهفوه غر احمق وما ظن انه يسيء الي لانه يعلم ان من اساء الي فقد اساء اليك والامر كما اراه هفوه وزله على عظم هذه الهفوه اطمئن يا اخي يا نبي الله يا محمد فان النسيج المسلم الفلسطيني المسيحي اقوى واعمق من ان تهزه حادثه عابره مثل هذه الحادثه.

نحن في فلسطين لم يسبق لنا ان استعملنا مصطلح مسيحي ومسلم بل كنا دائما معدنا واحدا منصهرا لا تميز المسيحي عن المسلم ولا تفرق بين المسيحي والمسلم كنا وما زلنا اهلا واخوه اصدقاء نتبادل المصالح وندير التجاره بيننا والله ما خاف مسلم من مسيحي ولا خاف مسيحي من مسلم ولم يسبق لنا ان تطاول مسيحي على الاسلام ولا ان تطاول مسلم على المسيحيه على الاطلاق.

هذه الحادثه العابره هي موجه تكسرها صخره اسمها فلسطين مكونها المسلمون والمسيحيون صخره عميقه راسخه في الارض فلن تستطيع هذه الموجه ان تقتلع الصخره وكل ما سيحدث ان هذه الموجه ستتكسر على هذه الصخره.
لا اعتقد ولا اظن ان احدا في فلسطين قد خطر بباله ولو للحظه ان شركه القصراوي التي نعرفها جميعا والتي هي جزء اصيل من مكونات اقتصادنا الفلسطيني يمكن ان ترضى او ان تقبل او ان تسمح باي تطاول على نبي الله عيسى او على الدين المسيحي على الاطلاق حتى وان كان هذا المنشور كان يقصد منه هدف تسويقي لمنتجات هذه الشركه فان الاثر السيء والسلبي لهذا المنشور ما كان ببال احد لا الذي صمم المنشور ولا الذي كتب المنشور ولا صاحب الفكره ولا صاحب السلعة فكل الامور جرت دون ان يخطط لها احد ولا اعتقد ان عاقلا يمكن ان يحاجج ان في فلسطين كلها من يمكن يتعمد او يقصد ان يسيء الى رمز مسيحي او مسلم نحن.

المسلمون اذا اعتلى الخطيب منبرا للخطبه يوم الجمعه لا يمكن ان يمر على ذكر اسم عيسى دون ان يقول عليه السلام لا يمكن ولا تتخيل ان تسمع من احد منا لفظ عيسى مجردا بل نقول عليه الصلاه والسلام فنحن نعطيه من القدسيه والقداسه ما امرنا الله به لا نفرق بين احد من رسله فقداسه عيسى وقدسيته لا تقل عن قداسه محمد وقدسيته، صلى الله عليهما وسلم.

اسمحوا لي هنا ان استحضر بعض المواقف عن طبيعه العلاقه المسيحيه الاسلاميه في فلسطين ،عيسى هذا النبي الفلسطيني ومحمد صلى الله عليهما ما كانا يوما الا موضع تقدير وتبجيل واحترام فوق العاده فوق الوصف.

انا اسمي طارق ابو الفيلات ولي صديق اسمه طارق الصوص وصديق اسمه باسم خوري وصديق اسمه ماجد ابو فرحة واصدقاء مسيحيون كثر وكنت انا وطارق الصوص اعضاء في مجلس اداره الاتحاد العام للصناعات الفلسطينيه الذي في مرحلة سابقة تراسه الدكتور باسم صبحي خوري واعتدنا في نقاشاتنا ان نستخدم مصطلحات كثيره من الدارجه على السنتنا نحن المسلمين ونحن بالذات في مدينه الخليل بان نكثر من الصلاه على النبي وان نطلب من المحاور ان يصلي على النبي وكنا كل ما تناقشنا قلت صلي على النبي وكان الرد ياتيني من الحاضرين مسيحيين ومسلمين اللهم صل وسلم على النبي.

وانتبهت بعد فتره ليست بالقصيره ان اخي طارق الصوص كلما قلت صلي على النبي كان بتلقائية يقول علية الصلاة والسلام فسالته ممازحا في احدى المرات اخي ابا نيقولا انا اقول صلي على النبي وانت تقول اللهم صلي عليه واعذرني تقصد عيسى ام محمد فانا في معظم الوقت انسى انني احاور صديقا مسيحيا فانا استغرب منك سرعه الرد كما لو كنت مسلما فتبسم مستنكرا وقال انا استغرب ان تستغرب فكلهم انبياء الله وكلهم محط تقدير واحترام وذكرني بما ورد في قراننا ان المؤمنين لا يفرقون بين احد من رسله فاقنعني وافهمني واخجلني.

وموقف اخر يوم كنت رئيسا لاتحاد الصناعات الجلديه الفلسطينيه وكنا قد اعتدنا ان نقيم افطارا رمضانيا لاعضاء الاتحاد ولما كانت الاتحادات مرجعيتها وزاره الاقتصاد رغبت بتوجيه الدعوه الى وزير الاقتصاد ليشاركنا هذا الاحتفال وهذه الوليمه الرمضانيه، امسكت بالهاتف واتصلت بوزير الاقتصاد وبعد السلام والتحيه وجهت له الدعوه وما ان وجهت له الدعوه حتى تذكرت، يا ويحي انا اتحدث مع وزير مسيحي هو الدكتور باسم خوري الرجل المهذب الرجل الدبلوماسي اللبق الرجل الدمث المتواضع وكنت قد نسيت انني اتحدث مع وزير مسيحي ولكن كان الاوان قد فات حدثتني نفسي ان هذا الرجل البالغ في الدماثه شديد التهذيب سيعتذر بطريقه دبلوماسيه وآليت على نفسي ان لا الح عليه فانا افهم لو اعتذر واقدر لو لم يحضر لكنه فاجاني وقال يسعدني ويشرفني ان اشارككم هذه الوليمه الرمضانيه، وجاء الوزير المسيحي الى الخليل وشاركنا الافطار الرمضاني وكنا نستعد لنقاش اقتصادي مع الوزير بعد الافطار فانسحب الى احدى الزوايا وقال لي اخي ابا العبد صلوا فرض المغرب ونكمل حديثنا بعده.

هذه هي العلاقه المسيحيه الاسلامية في فلسطين المسلمه المسيحية،
ومن اغرب المواقف التي حصلت معي انني مثلكم مدمن على مشاهدة قناه الجزيره قدرنا ان نتابع اخبارنا عبر قناه الجزيره ومن خلال مراسليها وكنت استمع الى عشرات التقارير يوميا من المراسلة الشهيدة شيرين ابو عاقلة واقسم انني لم اعرف انها مسيحيه الا يوم شيعها المسلمون والمسيحيون من كنائس فلسطين.

هذه العلاقه وهذه اللحمه هل تفض عراها صوره خائبه؟

هذا التكافل وهذا الاندماج الغير مسبوق هل تشوهه هفوه من غر جاهل لم يعرف ماذا يصنع؟ كلا والف كلا. لا اظن ان ذلك.

انا كمسلم اذتني هذه الصوره بنفس القدر الذي اذت به كل مسيحي في فلسطين فوالله لو دخلت شركه القصراوي والتقيت من فيها من رئيس مجلس الاداره الى الحارس على الباب، وذكرت اسم المسيح عيسى بن مريم لقيل لك عليه افضل الصلاه والسلام.

فلا يظنن عاقل ان احدا من هذه الشركه وبكل مكوناتها من اصحابها وملاكها ومدرائها وموظفيها وعامليها قد دار في خلده ولو للحظه ان يتسبب او يوافق على اي اساءه كانت مباشره او غير مباشره لنبي الله عيسى بن مريم عليه افضل الصلاه والسلام.

شركه القصراوي بادرت واعتذرت واعتذرت لانها تعرف كرامه وعظم قدر النبي الذي تمت الاساءه اليه ولكن اذا كنا نريد العدل والانصاف فالذي اخطا هو الذي يجب ان يحاسب وشركة القصراوي من هذا الفعل براء.

نحن كمسلمين نقف في الصف الثاني بعدكم اخوتنا المسيحيين لياتي المخطئ معتذرا اليكم والينا معكم فعيسى نبيكم ونبينا ونحن في ديوانكم نترك لكم ان تتقبلوا الاعتذار نيابه عن الشعب الفلسطيني كله المسيحي والمسلم كونوا في الصف الاول يعتذر المسيء اليكم وبعدكم ياتي الينا ليعتذر الينا كمسلمين على ما بدر من اساءه بحق الرسول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم واذا جاء المسيء معتذرا نحن ندعم موقفكم فان قبلتم اعتذارا قبلنا مثلكم وان ابيتم الا ان يعاقب فنطلب ونشد على ايديكم وان عفوتم وصفحتم فلا قول لنا بعد قولكم ولا راي لنا بعد رايكم صلى الله وسلم على نبينا ونبيكم عيسى ابن مريم عليه افضل الصلاه واتم التسليم، اللهم صل على عيسى وعلى محمد وعلى سائر انبيائك المكرمين.