![]() |
أزمة أخلاق
نشر بتاريخ: 19/06/2025 ( آخر تحديث: 19/06/2025 الساعة: 11:49 )
![]() جورج كارلوس قنواتي أثبتت حرب الاحتلال على إيران أزمة أخلاقية يعيشها بعض أفراد شعبنا الفلسطيني، وطفت إلى السطح أمورٌ كنا نعتقد أنّها غائبة عنا، كنا نعتقد أنّ النظريات التي تتحدث عن شرّ الإنسان الداخلي لا تنطبق علينا، وأنّ شعبنا طيّبٌ بالفطرة ومتّحد، خاصة في ظلِّ الأوضاع الصعبة التي عاشها على مرّ السنين ولا زال يعيشها، وأثبتَ وحدته وتماسكه، ولكن...!!! أوجّه كلامي هذا إلى البعض - فما زلت على يقين تام أنّ معظم أبناء شعبنا طيِّبون، وفيهم من الخير الكثير لمجتمعهم وللآخرين - فتكفي إشاعة واحدة فقط لتجعل المحروقات إحدى أكبر الأزمات التي يعيشها شعبنا هذه الأيام، بالرغم من كافة إعلانات الحكومة بعدم الهلع أو الخوف من انقطاع المحروقات أو نقصها، وأصبحَ طريق الحصول على البنزين والسولار معبّداً بالضرب والصراخ والشتائم، وحتى استخدام الأسحلة والاعتداء على رجال الأمن، فكيف لو كانت هناك أزمة حقيقية في المحروقات؟ هل ستصبح استباحة الدم بيننا أمرٌ طبيعي؟! أصبحت مشاهد الطوابير على محطات المحروقات أمراً مألوفاً في أيِّ وقت، ليلاً نهارًا، و"الجالونات" تتصدر المشهد داخل محطات المحروقات، ناهيكم عن الصراخ والاعتداء والاقتتال بسبب الدور أو حتى لأسباب لا تذكر، حتى أصبح إيجاد لترٍ واحدٍ من البنزين أو السولار يحتاج جولة بين المحطات، ووقتًا طويلًا في الانتظار، وقد يسوء حظك فينتهي البنزين من المحطة عند البدء بتعبئة مركبتك. أما السوق السوداء، فحدّث بلا حرج، فقد أصبحت المحروقات تُباع باللتر أو اللترين أو بالقارورة وبأسعار لا تُصدّق، لنتعرّف على فئة جديدة من مجتمعنا وهم "تجّار الأزمة" الذينَ يستغلون معاناة المواطنين لتحقيق أرباحٍ خيالية، في وقت يُفترض أن يسند فيه الشعب بعضه لا أن يستغّل كل واحد الآخر! |