![]() |
رئيس "فرط صوتي"!
نشر بتاريخ: 25/06/2025 ( آخر تحديث: 25/06/2025 الساعة: 16:43 )
![]() بقلم: د. صبري صيدم كتب أحد الأصدقاء: مصارع برتبة رئيس، عائد إلى السلطة بعقلية الانتقام والوعيد، تجتاحه النرجسية في مواقفه وتصرفاته. لا تعرف ماذا يريد حتى إن أحد مقربيه الذين هجروه شكك في أن يعرف هو ما الذي يريده. متغطرس، متعنصر، متقلب، متسلط ومليء بحب الذات. له من الأنفة ما تزعج كيانك، ومن العنجهية ما يؤذي روحك. يدعي العظمة بينما يرفع شعار الرغبة في استعادتها لبلاده. مهووس بحب الذات، وعضلات جيشه، وترسانته العسكرية وتقدم بلاده التقني وسطوتها على العرب والعجم وما بينهما، إنه الرئيس الفرط صوتي (حسب صديقنا) دونالد ترامب.
وصف يدعمه صاحبنا بقوله: ترامب الذي أغرق أمريكا بالوعود والصوت، لم يقدم حتى اللحظة ما يبرهن نجاعة أفكاره ولا رجاحة عقله ولا حتى صداً مقنعاً لصوته. أغرق البشرية بالقول بأنه: سيوقف حرب إبادة الشعب الفلسطيني، فاعتقد العالم انه فعل مع الهدنة الأولى لتكتشف البشرية أن تلك الهدنة التي انهارت بعد منتصف آذار الماضي بأيام، لم تكن إلا لترسم معالم خطة إبادة أكبر للفلسطينيين على أرضهم وتمهد لجولة جديدة من المحق بفعل الدمار والتهجير والتجويع والقتل تحت وطأة الجوع، أو حتى حصول الفلسطينيين على الغذاء في غزة، بينما يستشري سرطان الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية وتضيق مساحة الفلسطيني في دولة حرة مستقلة.
ويذكرنا صاحبنا بما وعد به ترامب إزاء الحرب الروسية الأوكرانية والتي قال فيها ترامب بأنه سينهيها باتصال هاتفي واحد، فلا سكتت نيران فلسطين ولا توقفت مدافع أوكرانيا، ولم يتحقق أي من الوعود البرّاقة، بل توسعت مساحات الشقاق في العالم مع إقدام ترامب على مقارعة العالم ضرائبياً ليفتح حروباً اقتصادية مع أوروبا والصين وجميع دول العالم تقريباً.
ويشير كتاب نار وغضب لبوب ودورد والصادر في ايلول من العام 2020 والذي حاول ترامب بالمناسبة حجبه دون أن ينجح، إلى حجم الورطة التي يعيشها البيت الأبيض والعالم بأسره مع إنسان أهوج مجنون متكبر نصاب وكاذب ومعتوه وعنصري كما يقول الكاتب، مستدلا على عنصرية ترامب مثلا بكراهيته لأبناء العرق الأسمر متهما إياهم بعدم الوفاء.
وفي إطار عنجهيته العسكرية يتحدث ترامب حسب الكاتب عن امتلاكه لسلاح فتاك لا تعرف عنه روسيا والصين واصفا إياه بالقادر على إفناء البشرية، ليضيف الكاتب مفجر فضيحة ووترغيت قبل عقود طويلة من الزمن وتحديدا في سبعينيات القرن الماضي، بأن ترامب فاقد للأهلية العقلية وغير قادر على قيادة الجيش أو التحكم بأسرار أسلحة الدمار الشامل الأمريكية، بصورة جلبت لأمريكا العزلة وأكثرت من معسكر الأعداء الكارهين حسب الكاتب، مشيرا إلى علاقة غريبة جمعت الرئيس الأمريكي ذات يوم برئيس كوريا الشمالية إلا أنها انتهت بصورة دراماتيكية.
ويتهم الكتاب ترامب أيضاً بالاستجابة لغرائزه وجشعه من أجل الفوز بالانتخابات الأخيرة على حساب قضايا وطنية حساسة كملف كورونا الذي حاول ترامب فيه مجانبة الحقيقة وإخفاء الواقع لخوفه من تأثير هذا الملف على إعادة انتخابه وتسببه أي ترامب في مقتل مئات الآلاف من الأمريكيين.
ويرى بعض المحللين داخل أمريكا بأن إشغال البلاد بأولويات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنما يشكل انحرافاً كبيراً عن الأولويات الداخلية، بل إن البعض يتساءل عن ماهية خوض أمريكا لحروب إسرائيل بالإنابة عنها. ويذهب بعض المتابعين إلى القول بأن ابتزاز دول الخليج مالياً، وسحق الفلسطينيين، وقتل حل الدولتين، وخدمة حكومة إسرائيل اليمينية، ومواجهة العالم مالياً، لن تشكل مجتمعة مساحة النجاة الحقيقة لعهد ترامب الثاني في السلطة، بل إن أكبر وأجدى وأسمى وأثمن فعائله ستكون في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية ورد الحقوق لأهلها، عندها سيدخل ترامب التاريخ من أوسع أبوابه، ليرى العالم بأن الرئيس الأمريكي إنما كان لفرط صوته أثراً كبيراً في الفعل والمكانة والأثر… هل يفعلها ترامب حسب سؤال البشرية قاطبة؟ ننتظر ونرى… |