وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لماذا يعاقبون هذه السيدة

نشر بتاريخ: 12/07/2025 ( آخر تحديث: 12/07/2025 الساعة: 00:44 )
لماذا يعاقبون هذه السيدة

يسري فودة

قبل يومين أعلن وزير خارجية ترمب فرض عقوبات على السيدة فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن حقوق الإنسان في فلسطين منذ عام 2022، كي تضاف إلى قائمة المغضوب عليهم.

وسط ملايين الأصوات الناقدة والغاضبة أمام ما يحدث في غزة حول العالم، ما الذي يجعلهم يختارون فلانًا أو فلانة كي يسبغوا عليه أو عليها هذا "الشرف".

أولًا، من وجهة نظر إس.رIئيل ودوائرها:

منذ قيامها، تتمتع هذه بقدر كبير من "حكمة الطناش" وقدرة عالية على استيعاب النقد والصياح والسباب. لا يضرهم مثلًا أن تقوم بهذا أنظمة عربية من خلال إعلامها أو حتى بشكل مباشر. بل إنني أزعم أنهم يبادرون في بعض المواقف بحث هذه الأنظمة على اتخاذ هذا الموقف لأن تقديراتهم لحالة الشعوب - وهي العدو الحقيقي - تتطلب ذلك.

لكن الأمر يختلف من وجهة نظرهم إذا توفرت بعض الشروط في طرف ما، من أبرزها:

- يفهم جوهر "اللعبة" الدولية ويلم بالتفاصيل

- لديه ما يكفي من الشجاعة لتسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية

- يكون في موقع يسمح له بالتأثير

- يبقى مثابرًا في إيصال الرسالة

ومن الواضح أن هذه الشروط جميعًا تنطبق على السيدة ألبانيزي، بل إنها زادت عليها قدرة متميزة على الاستقصاء والربط والتبسيط.

ثانيًا، من وجهة نظر أمريكا:

ربما لا تعني هذه الشروط شيئًا كبيرًا إلا بمقدار الضغط الذي تتعرض له من دوائر الطرف الأول. لم يكن هذا في رأيي ما دعا إدارة ترمب إلى اتخاذ هذه الخطوة. لقد كان السبب ببساطة هو التقرير الأخير الذي رفعته ألبانيزي إلى الأمم المتحدة تحت عنوان "من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة". في هذا التقرير عددت ألبانيزي الشركات الأمريكية والأوروبية التي تنتفع من وراء إبادة غزة .. سمتها وأفصحت عن أنشطتها، من شركات أسلحة إلى شركات بلدوزرات ومعدات ثقيلة إلى شركات تقنية إلى مصارف وشركات مالية وصناديق استثمارات.

تحرك ترمب ضد محامية حقوق إنسان لا تملك إلا شرفها لأنها دعت محكمة الجرائم الدولية في نهاية تقريرها للتصدي لتلك الشركات ولمدرائها التنفيذيين وللمسؤولين في الحكومتين الإس.رIئيلية والأمريكية.

باختصار، وضعت يدها في عش الدبابير.

في أول رد فعل لها بعد إعلان العقوبات، قالت ألبانيزي: "يبدو أنني لمست عصبًا حسّاسًا لديهم". هذا صحيح.