وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

معدّات ثقيلة و45 ألف جندي.. ماذا وراء الاستنفار الإسرائيلي في جنوب سوريا؟

نشر بتاريخ: 18/07/2025 ( آخر تحديث: 18/07/2025 الساعة: 18:26 )
معدّات ثقيلة و45 ألف جندي.. ماذا وراء الاستنفار الإسرائيلي في جنوب سوريا؟

دمشق- معا- واصلت إسرائيل تعزيز وجودها العسكري في الجنوب السوري، ما رفع إجمالي عدد القوات في الجولان وجبل الشيخ والقنيطرة إلى نحو 45 ألف جندي من مختلف التشكيلات العسكرية.

وأفادت مصادر أهلية، بأن الجيش الإسرائيلي نشر بطاريات هاوتزر داخل الأراضي السورية، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1973، في خطوة قد تمهّد لتصعيد جديد ضد سوريا خلال الأيام القادمة.

وأكدت المصادر أن نشر المزيد من الجنود الإسرائيليين في جنوب سوريا جاء عقب الغارات التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مواقع سيادية في دمشق، من بينها مقر الرئاسة السورية ووزارة الدفاع، والتي جرى استهدافها بأكثر من 4 صواريخ، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين السوريين.

وأشاروا إلى نشاط غير مسبوق في تحركات الجيش الإسرائيلي في الجولان وجبل الشيخ وبقية المناطق المحيطة بهما، حيث وسّع الجيش نطاق توغله داخل الجغرافيا السورية، إذ اقتحم رتل عسكري ضخم بلدة قطنا في ريف دمشق، التي لا تبعد عن العاصمة سوى 20 كيلومترًا.

وأوضحوا أن توغل الجيش الإسرائيلي إلى قطنا للمرة الأولى منذ سقوط النظام السابق يُعد مؤشرًا على مخططات الجيش لاحتلال المزيد من الأراضي السورية، بهدف توسيع المنطقة العازلة التي أقامها منذ ديسمبر الماضي.

وكان الجيش الإسرائيلي قد عزز وجوده قبل أسبوعين في جنوب سوريا، حيث جرى نشر فرقة عسكرية تضم نحو 15 ألف جندي في الجولان المحتل ومرتفعات جبل الشيخ والمناطق المحيطة بها.

وتزامن هذا الحشد العسكري البشري الإسرائيلي، مع نقل معدات وآليات عسكرية ثقيلة، تشمل دبابات ومدرعات وناقلات جند ومعدات هندسية، بالإضافة إلى طائرات مروحية مقاتلة، وغيرها من المعدات الأخرى.

ونفذ الجيش الإسرائيلي عقب ذلك تدريبات مكثفة أقرب إلى المناورات العسكرية، شارك فيها جميع الجنود الذين جرى حشدهم، إضافة إلى الآليات الثقيلة والطائرات المروحية القتالية التي انطلقت من القاعدة الجوية الجديدة التي تم إنشاؤها في مرتفعات جبل الشيخ.

وتزعم إسرائيل أن نشر المزيد من قواتها في الجنوب السوري يستهدف تأمين الحدود والتصدي لأي هجمات محتملة قد تنفذها ميليشيات مسلحة موالية لإيران من داخل سوريا.

كما تتذرع إسرائيل بحماية الطائفة الدرزية في السويداء، بعد التوترات الأخيرة في المحافظة بين الحكومة السورية وفصائل درزية مسلحة، والتي أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.

وتقدّم إسرائيل نفسها كحامية للأقلية الدرزية في سوريا، بحجة العلاقات التاريخية التي تربطها بالدروز في الجولان، رغم رفض قادة دروز محليين لهذا التدخل الإسرائيلي.

وبحسب مراقبين، تؤكد الوقائع على الأرض أن كل هذه المبررات ليست سوى "ذرائع تستخدمها إسرائيل لتعزيز سيطرتها على المزيد من الأراضي في جنوب سوريا"، بهدف إنشاء حزام أمني دائم يمتد إلى ما وراء الجولان، كما ألمحت تصريحات العديد من المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في فبراير/ شباط 2025.

وتسعى إسرائيل، من خلال نشر المزيد من قواتها، إلى الضغط على الحكومة السورية وفرض شروطها بشأن تحديد مساحة المنطقة منزوعة السلاح، التي قال نتنياهو إنها تشمل جميع مناطق الجنوب السوري، ما يعني أنها تضم، إلى جانب الجولان والقنيطرة، محافظتي السويداء ودرعا أيضًا.

وبناءً على ما سبق، وبالنظر إلى سلوكات الجيش الإسرائيلي، فإن الوجود الإسرائيلي في الجنوب السوري لا يبدو وجودًا مؤقتًا، كما زعمت تل أبيب سابقًا، بل يشير إلى نية واضحة لإقامة المزيد من المستوطنات في هذه المناطق المحتلة.

ورغم تركيز الرواية الإسرائيلية عند الحديث عن الوجود في الأراضي السورية على "الدفاع الذاتي" و"حماية الدروز"، فإن توسعها على النحو الحالي يعكس طموحات احتلالية طويلة الأمد، ما يعزز استمرار حالة التصعيد والتوتر خلال الأيام القادمة بين البلدين.