![]() |
غزة بين نار "الجماعة" والمجاعة
نشر بتاريخ: 24/07/2025 ( آخر تحديث: 24/07/2025 الساعة: 09:07 )
![]()
![]() أمام هذه المقتلة واستمراريتها، ما الذي علينا فعله الآن؟ لأن السياسة فن الممكن، علينا أن نتوقع كل شيء، ربما ينتج أمر الصفقة ويتم الاتفاق مع حماس على وقف إطلاق النار. ما الذي علينا فعله الآن، وأثناء وقف إطلاق النار إن حدث؟ هنا خطورة الأمر، الحرب كما قلنا منذ بدايتها لم تكن حربًا متكافئة ولا يمكن وصفها إلا في إطار الإبادة والظلم. لكن وللأسف، أطراف عديدة ساهمت في إطالتها وصولًا إلى هذا الحد من الإجرام، حيث يموت يوميًا في غزة من 5 إلى 10 أفراد من أطفال وشيوخ جوعًا، فيما يسقط الشباب الباحثون عن الطعام من 100 إلى 120 شخصًا تزاحمًا على كيلو من الطحين. تلك هي قذارة العدو مجتمعة مع غباء وغضاضة المتفاوض عن حماس. بالعودة إلى ما علينا فعله، كما عرفنا عبر التاريخ، أن هناك مبدأ الحساب والعقاب لكل من كان سببًا في أية حرب أو أزمة. لا بد من النظر بالكيفية التي توقف هؤلاء عند هذا الحد من عدم المسؤولية وعدم الاكتراث لما حدث. ولهذا هنا يجب أن يبرز الدور الشعبي متمثلًا بالشباب والطاقات، بالإضافة إلى الدور المجتمعي من مجتمع مدني ومحلي ومخاتير ووجهاء وكبار الشخصيات التي يجب أن تلعب دورًا خلال الـ 60 يومًا التي ترى فيها حماس أنها تستعيد نشاطها، وتحكم سيطرتها على الناس من جديد. آن لنا أن نتخلص من الاحتلال وممن تسببا بهذه الحرب التي أخرجتنا من مضموننا الآدمي، إلى صورة مشينة لم يسبق وأن وُصم بها الفلسطيني، لكنها الحرب من أفرزت هذه الظواهر الغريبة والدخيلة على مجتمعنا. وعليه، فإن البقاء بغزة مرهون بالإرادة التي يجب أن تفرض نفسها، وليس الضلالية ممن يتصورون لأنفسهم لمجرد وقف الحرب سيعودون إلى حكم القطاع من جديد، وهذا والله جرم على جرم لا يستحقه أهل غزة. والخطير في الأمر إذا ما تُرِكنا وحدنا كالعادة التي نرى فيها أمتنا العربية والإسلامية، عندها تكون الكارثة. إذ تنتظر بعض الدول العربية هي الأخرى وقف الحرب لترى كيف يمكن أن تساعد الشعب الفلسطيني في تعافيه من الحرب أو تساهم في إعادة الإعمار، وهو ما لم يتم الحديث عنه لا من قريب ولا من بعيد. فالتفاوض الذي يجري، لأنه كما قلنا، يجري على أشياء لا تساوي حجم الدماء التي أُزهقت، ولا تناولت قضايا مهمة كنا نطالب بها سابقًا كحق العودة وتقرير المصير والعودة إلى نصوص الشرعية الدولية، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن 194، 242، 338، والقرارات ذات الصلة. رحم الله المفاوض الفلسطيني صائب عريقات. فرض الإرادة أم نترك الملعب للاحتلال يحدد من سيكون حاكمًا له في غزة بالعصا ليس إلا؟ وهو ما تستجديه حماس يوميًا، وكلفت نفسها الحديث مع ترامب مباشرة وقدمت له عِيدان عربون بقائها. كما ويجب أن نعلم أنه من غير المنطقي أن يسمح الاحتلال بوجود السلطة الفلسطينية، ومن غير الممكن أن يرضى بوجود غير حماس يحكم غزة. هذه المعادلة التي يجري العمل بها. هو من جهة يسير في مخططاته ويرى في حماس أداة تنفيذ رهيبة من خلال الأدوار التي تؤديها، إما بغباء أو بالخيانة. ولهذا، جولات التفاوض تعددت وطال وقتها، والناس فقدت صبرها، والمجاعة ضربت أطنابها، فيما وسائل الإعلام تعج بالتضليل. وبين لحظة الإعلان وعدمه، يوميًا أكثر من 120 شهيدًا. وعليه، أين إلارادة عند أهل غزة والعرب والمسلمين. اتجاه قضيتهم المركزية الأولى. |