وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

شركاء في كرت الإعاشة والماركسية/بقلم : وليد الشيخ

نشر بتاريخ: 19/03/2006 ( آخر تحديث: 19/03/2006 الساعة: 15:17 )
كعادته ، ارتكب زياد خداش إثماً حرك به مياه رام الله الثقافية الهادئة ، رغم ضجيج رجال ونساء السياسة المنهمكين والمنهمكات في التشكيلة الوزارية الجديدة.
وزراء على مين ، لا أحد يعرف ؟

وزياد ابن مخيم الجلزون ، الذي انتصر له ، ليس لأنني من مخيم الدهيشة ( نحن شركاء في اللجوء وكرت الإعاشة وحليب وكالة الغوث الدولية وبيض السمك والماركسية) ، لكني انتصر لحريته الفالتة من عقالها ، ولبوحه الخاص والحميم وإيمانه العميق بأن الآخرين - كل الآخرين - لا بد وأن يغفروا له ، وزياد المولع بالكلام الإباحي واللذائذ المسروقة في الغرف الضيقة والطرقات المعتمة ، المهووس بالكرز وبإتصالات الراحل مروان برزق ، يرى أن من حقه الكتابة عن مدينته وناسها كما تمليه عليه مخيلته.

وإن اختلفت معه في بعض ما جاء من مقالته التي نشرتها جريدة الحياة الجديدة وأثارت حنق أصحاب المقاهي والمطاعم في رام الله ، فإنني لا اختلف معه على الحرية المطلقة في التعبير.

القانون يعاقب من يخدش الحياء العام في بلادنا ، وهذا يثير الضحك والبكاء في آن ، فهل هناك حياء عام؟ وهل هناك قيم مجتمعية واحدة ومتفق عليها؟ لا أعرف هذا الإصرار العنيد غير المبرر على أن المجتمع يحمل قيماً واحدة ، يتفق أعضاؤه عليها ويتداعون لحمايتها ، هذا محض إفتراء وتشويه لروح الإنسان ، وتغييب لإرادته ومصادرة لحقه في الذهاب إلى طرق لم يسلكها الآخرون .

وهل تسبب الكتابة خدشا يمكن علاجه بقليل من اليود والألم؟

أنا مع نزيف في جسد الحياء العام ، مع تصفيته على دوار المنارة أمام أعين الخلق وعلى الجزيرة مباشر إن أمكن .