طلبة الهندسة في"العربية الأمريكية" يعرضون مشاريع تخرجهم الإبداعية

جنين- معا- بين أروقة مبنى كلية الهندسة في الجامعة العربية الأمريكية، عرض عشرات الطلبة من برنامجي هندسة أنظمة الحاسوب والهندسة الكهربائية والطاقة المتجددة، أكثر من 50 مشروع تخرج، بالإضافة إلى عدد من مشاريع طلابية نفذها طلبة الهندسة المعمارية.

هذه المشاريع كانت في معرض نظمته كلية الهندسة في الجامعة، تحت رعاية وحضور القائم بأعمال رئيس الجامعة العربية الأمريكية الدكتور براء عصفور، وبحضور محافظ جنين الأستاذ كمال أبو الرب، ونواب رئيس الجامعة ومساعديه، وعمداء الكليات، ونقابة المهندسين وممثلين عن المؤسسات الأمنية وممثلين عن القطاع الخاص والحكومي والهيئات المحلية، وممثلي الشركات الخاصة في الضفة.

في المعرض يقدم الطلبة عرضا وشرحا لمشاريعهم، من بين هذه المشاريع، "النظام الذاتي للتحكم بالغاز"، نفذ من قبل الطالبات حنين شهاب وأماني معالي ووعد حمد، هدفه حماية المنزل من تسرب الغاز أو حدوث أي حريق، وأشارت الطالبات أنه في حال تسرب الغاز من الفرن يعطي إشارة للحساس الذي يرسله إلى تطبيق في جهاز الهاتف الخلوي وينذر صاحب المنزل، كما أن الحساس في حال أنه استشعاره بعدم وجود حركة ناس بالقرب من مقود الغاز خلال 25 دقيقة يرسل إشعارا إلى التطبيق.

مشروع آخر بعنوان "القفاز الذكي"، والذي يخدم ذوي الإعاقة من الصم والبكم، حيث يحول لغة الإشارة إلى كتابة نصية وصوت، وبالتالي يتمكن ذوي الصم والبكم التعامل مع المجتمع المحلي بكل سهولة ويستطيعون إيصال رسالتهم وصوتهم، تقول الطالبات اللواتي نفذن المشروع ماسة عياد، ودينا عابد وأنوار بشارة، أن هذا المشروع يتكون من حساسات يقرأ حركات أصابع اليد من القفاز الذكي، ويحولها إلى نص مكتوب أو صوت حسب اختيار الشخص، ويتم إرسال ذلك إلى تطبيق في الجهاز الخلوي.

وفي إحدى الزوايا في كلية الهندسة، يعرض كلا من الطلبة نظام جمال، ورفاه حوشية وشمس فريحات روبوت لدعم الأطفال الذين يعانون من التوحد، يهدف لخلق بيئة آمنة ومسلية للأطفال المتوحدين، الروبوت كما أشار الطلبة مزود بشاشة فيها مجموعة من الألعاب الترفيهية والتعليمية والتواصلية ومؤثرات صوتية وحركية، موضحين أن الهدف من اختيارهم هذا المشروع وتنفيذه بعد قيامهم بأبحاث عدة تبين أن الطفل الذي يعاني من التوحد يتفاعل مع مجسم الروبوت أكثر من البشر، مؤكدين أن مشروعهم ينفذ في المراكز المهتمة بأطفال التوحد.

القائم بأعمال رئيس الجامعة الدكتور براء عصفور، وبعد جولته في معرض كلية الهندسة أعرب عن إعجابه الكبير بالمشاريع حيث قال، " يسعدني أن أكون بين هذه الكوكبة المتميزة من طلبة كلية الهندسة في الجامعة العربية الأمريكية، مشاريع التخرج التي قدّمها الطلبة عبّرت بحق عن مستوى عالٍ من الإبداع، والقدرة على تحويل المعرفة النظرية إلى تطبيقات عملية تخدم المجتمع الفلسطيني، لقد سررتُ كثيراً بما شاهدته من مشاريع تميزت بالابتكار، والدقة، والانسجام مع احتياجات المجتمع المحلي، إن هذه المشاريع ليست مجرد متطلبات أكاديمية، بل هي حلول واقعية لقضايا يواجهها مجتمعنا، وهي دليل على وعي الطلبة بمسؤوليتهم المجتمعية".

وأكد الدكتور عصفور أن الجامعة ، ومن خلال طاقمها الأكاديمي والإداري، تولي أهمية كبيرة في توفير بيئة تعليمية محفّزة وداعمة، مع الحرص التام على تمكين الطلبة وتزويدهم بكل ما يلزم من موارد، ومختبرات، ودعم فني، وأطر تدريبية، حتى يتمكنوا من الوصول إلى هذا المستوى المتقدم في التفكير الهندسي والتصميم والإبداع، مثمنا الجهود التي بذلها الطلبة والمشرفون، موجها الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا المعرض، ووجه رسالته الى الطلبة قائلا لهم، "أنتم فخر للجامعة، وركيزة أساسية في مسيرة التنمية والبناء، وأدعوكم لمواصلة الإبداع، فأنتم الجيل الذي نعوّل عليه لرسم مستقبل أفضل لوطننا".

من جهته، أوضح عميد كلية الهندسة الدكتور محمود عبيد، أن المعرض ينظم سنويا في نهاية كل عام أكاديمي، حيث يعرض الطلبة مشاريع تخرجهم أمام مؤسسات المجتمع المحلي، وقد أظهرت قدرة عالية على ربط الجانب الأكاديمي بالتطبيق العملي، حيث تقدم حلولا لمشاكل سواء في المجالات الصحية، أو الخدماتية، أو في تحسين كفاءة الطاقة واستدامتها، موضحا أن هذه ليست مجرد أفكار نظرية بل مشاريع قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، وقد بدأت بعض المؤسسات المحلية بالفعل بإبداء اهتمام كبير بتبنيها.

وقال، " أن هذا المعرض السنوي أصبح محطة مهمة نعرض من خلالها إبداعات طلابنا أمام المجتمع، ونُطلع الزائرين من مؤسسات وشخصيات اعتبارية على المستوى المتقدم الذي وصلت إليه الكلية من حيث التأهيل الأكاديمي والدعم العملي للطلبة"، موجها الشكر للطلبة المبدعين ولمشرفيهم من أعضاء الهيئة التدريسية الذين لم يدخروا جهداً في دعمهم وتوجيههم، لتحقيق إنجازات نابعة من واقع مجتمعنا واحتياجاته.