![]() |
أول أسير في الثورة- يستلهم روح الشباب وحكمة العجائز للنهوض بفتح
نشر بتاريخ: 03/08/2009 ( آخر تحديث: 03/08/2009 الساعة: 21:33 )
بيت لحم- معا- يبدو وكأنه في ريعان الشباب، يتدفق حيوية ونشاطا رغم سنوات عمره الـ 73 المليئة بالعطاء والتضحية، محمد بكر حجازي "أبو بكر" أول أسير في الثورة الفلسطينية حضر من القدس إلى بيت لحم ليشارك في المؤتمر السادس، مفعما بالامل في ان يحقق هذا المؤتمر كل ما يتمناه من إصلاح وتقدم للحركة التي لا ينكر انها عانت كثيراً في السنوات الاخيرة.
"أبو بكر" كان أول فلسطيني يقع في قبضة الاحتلال اثناء تنفيذه عملية تفجير أحد الجسور قرب بلدة بيت جبرين في اراضي 48 بمحاذاة الخليل من الجهة الغربية، وذلك في 18/ 1/ 1965، وهو يتذكر جيدا تفاصيل تلك العملية التي نفذها 6 أشخاص لا يعرفون بعضهم، وقعوا في كمين للجيش الاسرائيلي فاصيب هو بجراح، ومن ثم أسر ليكون أول اسير في الثورة الفلسطينية. ويتذكر "أبو بكر" لحظات الافراج عنه في تبادل للاسرى بين حركة فتح واسرائيل، في 28 شباط 1971 حيث تمت عملية التبادل (أسير مقابل أسير) كما أصر على ذلك أبو عمار، وفعلا جرى التبادل برعاية الصليب الاحمر بمنطقة رأس الناقورة، وتوجه "أبو بكر" إلى لبنان، بينما افرجت فتح عن الجندي شموئيل روزنفايز الذي اسر في عملية "شعب لن يموت" بجنوب لبنان عام 1968. وهنا يقف "أبو بكر" بذاكرته ممتناً للقائد الراحل أبو عمار الذي رفض الافراج عن جميع الاسرى الفلسطينيين البالغ عددهم 52 اسيرا في سجون اسرائيل آنذاك، بل أصر على ان يكون التبادل (أسيراً مقابل أسير) كي يحقق اعتراف "العدو" بالثورة. وعاد محمد حجازي إلى ارض الوطن مجددا في العام 1994 ضمن قوات الامن التابعة للسلطة الفلسطينية، وعينه الرئيس الراحل ياسر عرفات في قطاع غزة ليعمل في قيادة المنطقة الجنوبية بعد أن حمل رتبة لواء، وبقي على رأس عمله حتى تقاعد قبل أن تسيطر حماس على القطاع. وعن نظرته لمؤتمر فتح السادس، يرى أن المؤتمر يعني اعادة الروح الى الجسد، "إذا ما أُعيدت الروح أُعيدت الوحدة الوطنية وبصقنا الأنا". ولا يتشجع "أبو بكر" لفتح باب المحاسبة خلال المؤتمر، لانه يرى في ذلك افشالا للمؤتمر، وعند سؤاله عن البديل قال: إن البديل يكمن في وضع برنامج لكل شيء، (لملفات المفاوضات مع اسرائيل ومحاسبة المخطئين وبناء المؤسسات السياسية والاقتصادية والعلمينة بناء جيدا بدون سيطرة من أحد). وعن إمكانية طرح ملف "اغتيال" الرئيس الراحل ياسر عرفات خلال المؤتمر، قال إن أي طرح يؤدي الى خلاف مرفوض، ولكن يجب متابعة ملف ابو عمار، وان يأخذ المؤتمر قرار بمتابعة ملف الرئيس دون الخوض في التفاصيل وتكلف لجنة أمينة وصادقة لمتابعة هذا الملف، وملف غزة ايضا وملف الاختلاسات المالية وملف التقصير في الواجب الوطني، من أجل تصحيح المسيرة. وفيما يتعلق "بصراع" الحرس القديم والشباب في فتح، وصف "أبو بكر" هذه المقولة بالاكذوبة، متسائلاً "من هم الشباب؟ إنهم أولادي وجيراني وأبناء بلدي، أنا أريد ان اسلمه الراية وزنده قوي أرفده بالتجارب ويستصلح ما يناسبه". ودعا كافة أبناء فتح في المؤتمر أن يختاروا الصالح منهم لقيادة الحركة قائلا "اللي بتزرعوه بتحصدوه". |