وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نادي الاسير: 47 اسيرا استشهدوا جراء الاهمال الطبي و70 نتيجة التعذيب

نشر بتاريخ: 18/08/2009 ( آخر تحديث: 18/08/2009 الساعة: 14:00 )
سلفيت- معا- ذكر نادي الاسير الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، أن الحالات المرضية بين الأسرى في سجون الاحتلال في ازدياد يومي وفي كافة السجون والمعتقلات، ما هو الا دليل على استمرار إسرائيل في سياسة الإهمال الطبي المتعمد للأسرى، حيث أصبح سياسة مبرمجة ومتعمدة من قبل إدارة السجون.

وذكر نادي الأسير أن أكثر من 1500 أسير مريض في سجون الاحتلال يتعرضون يومياً للموت البطيء بسبب الإهمال الطبي المتعمد الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية بحقهم، وتكشفت سياسات الاهمال الطبي من قبل مصلحة السجون الاسرائيلية حيث اصيب عدد من الاسرى في سجن عوفر بمرض انفلونزا الخنازير، الذي انتقل الى الاسرى عن طريق السجانين ومع ان اعراض المرض كانت باديه عليهم الا ان ادارة المعتقل تعاملت مع الموضوع بنوع من الاهمال الى ان استفحل المرض بهم واصاب 24 اسيرا منهم اربعة اسرى كانوا في حالة حرجة، وبعد الضغوطات على ادارة السجن تم الاهتمام بهم.

كما أفاد نادي الأسير أن سجون الاحتلال تشهد غياباً للطواقم الطبية المتخصصة وهناك بعض السجون التي لا يوجد بها طبيب وفي حال وجوده فإن دوامه في السجن لا يتجاوز الساعتين، حيث أصبح الإهمال الطبي في السجون الإسرائيلية أحد الأسلحة التي تستخدمها سلطات الاحتلال لقتل الأسرى وتركهم فريسة سهلة للأمراض الفتاكة، فكثيرة هي الحالات المرضية التي تم رصدها من قبل نادي الاسير من بينها حالات خطيرة مصابة بأمراض الكلى، والسرطان، والسكر، والقلب، والشلل، وفقد البصر، فمنهم الاسير محمد مصطفى عبد العزيز من غزة معتقل منذ تاريخ 1/7/2000 ومحكوم بالسجن 12 عاما مصاب بشللل نصفي، وكذلك الاسير خالد جمال من جنين معتقل بتاريخ 25/5/2007 محكوم بالسجن المؤبد، وكذلك الاسير اشرف ابو ذريع من الخليل اعتقل بتاريخ 14/5/2006 ومحكوم 6.5 سنة، اما الاسير ناهض الاقرع اعتقل بتاريخ 20/7/2007 ويعاني من بتر رجله واصابة الاخرى والاسير حمزة طرايره من الخليل وهو مصاب بالسرطان.

وبين نادي الاسير ايضا بأن المرض فتك بالعديد من الأسرى داخل السجون الاسرائيلية بحيث بلغ عدد الاسرى الذين استشهدوا في سجون الاحتلال نتيجة الاهمال الطبي 47 اسيرا من مجمل 197 اسيرا استشهدوا منذ العام 1967 في سجون الاحتلال، اولهم الاسير خليل الرشايدة من بيت لحم والذي اعتقل يوم 28/4/1968 وتعرض لنوبه ولم يقدم له العلاج، واخرهم الاسير جمعة اسماعيل من القدس استشهد بتاريخ 23/12/2008، وخلال سنوات الإنتفاضة الأولى السبع استشهد نتيجة الإهمال الطبي 11 أسير، وهم قنديل علوان وعطا عياد ومحمد حماد وعبد المنعم كولك وعمر القاسم ومحمد الريفي ورائق سليمان وجاسر أبو ارميلة وحسين عبيدات ويحيى الناطور وأحمد اسماعيل، بينما خلال إنتفاضة الأقصى استشهد 12 أسير هم : محمد الدهامين وأحمد جوابرة ووليد عمرو وبشير عويس وفواز البلبل ومحمد أبو هدوان وراسم غنيمات وعبد الفتاح رداد وبشار بني عودة وجواد أبو مغصيب وسليمان محمد محمود درايجة وجمال السراحين.

واشار النادي الى ان 70 اسيرا استشهدوا نتيجة تعذيبهم في مراكز التحقيق الاسرائيلية كان اولهم الاسير يوسف الجبالي من نابلس الذي اعتقل بتاريخ 4/1/1968م واستشهد في سجن نابلس نتيجة ممارسة شتى انواع التعذيب بحقه، و اخر من استشهد نتيجة التعذيب الاسير وائل القراوي من حي الطور في القدس حيث تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح بعد اعتقاله بتاريخ 9/3/2007، وشهدت الفترة في اوائل السبعينيات الى توقيع اتفاقية اوسلو ذروة قتل الاسرى عن طريق تعذيبهم حيث استشهد في تلك الفترة 54 اسيرا .

واضاف النادي بان 73 اسيرا تم قتلهم بدم بارد فور اعتقالهم واول من استشهد منهم الاسرى: احمد النويري وخليل كامل وزكي هاشم من مخيم النصيرات بتاريخ 8/6/1967 ، واخر من استشهد منهم فواز عوني فريحات من بلدة اليامون في جنين وبتاريخ 7/1/2008م .

وجاء في التقرير ايضا بان 7 اسرى استشهدوا اثناء محاولتهم الفرار من المعتقل او داخل المعتقل نتيجة قمعهم، او نتيجة اطلاق الرصاص عليهم من قبل حراس السجن، حيث ان الاسيرين اسعد الشوا من غزة وبسام الصمودي من اليامون اطلق عليهم الرصاص من قبل حراس معتقل النقب بتاريخ 16/8/1988م ، والاسير نضال زهدي من رام الله استشهد في معتقل مجدو بتاريخ 8/2/1989 برصاصة من حارس السجن والاسير صبري منصور من قرية الجيب برصاص حراس سجن عوفر اثناء محاولته الهرب بتاريخ 7/7/1990 والاسير موسى عبد الرحمن من نوبا برصاص حراس المعتقل بتاريخ 18/1/1992م ، والاسير محمد صافي اصيب بعيار ناري في معتقل النقب خلال قمع الاسرى من قبل الوحدات الخاصة.

وأوضح نادي الأسير أن غالبية المعتقلين الفلسطينيين يواجهون مشكلة في أوضاعهم الصحية نظراً لتردى ظروف احتجازهم في السجون الإسرائيلية، فخلال فترة التحقيق يحتجز المعتقلون في زنازين ضيقة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الصحة العامة، حيث يتعرضون لسوء المعاملة والضرب والتعذيب والإرهاق النفسي والعصبي، مما يؤثر على أوضاعهم الصحية بشكل سلبي، وهذه الزنازين عادة ما تكون مزدحمة ومكتظة تفتقر إلى أدنى المقومات المعيشة والصحة فلا يوجد بها أغطيه كافية ولا تهوية مناسبة ولا امكانية للاستحمام، والطعام الذي يقدم للأسرى رديء وكمياته قليلة واحيانا يكون منتهي الصلاحيه.

كما يعاني المعتقلون من نقص شديد في مواد التنظيف والتعقيم مما يحول دون إمكانية تصديهم للأمراض والحشرات ومثال ذلك سجن الشارون، كما تعاني السجون من افتقارها إلى الطواقم الطبية المتخصصة، فهناك بعض السجون لا يوجد بها طبيب وغالباً ما يكون الأطباء في السجون أطباء عاميين ،لذا ينتظر الاسرى فترات طويلة ليتم عرضهم على طبيب متخصص، فقد أصبح الإهمال الطبي في السجون الإسرائيلية أحد الأسلحة التي تستخدمها سلطات الاحتلال لقتل الأسرى وتركهم فريسة سهلة للأمراض الفتاكة.

واكد نادي السير أن إداراة السجون الإسرائيلية سواء التابعة للجيش أو لمصلحة السجون تنتهك كافة الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالرعاية الطبية والصحية للمعتقلين المرضى، وخاصة المادة (92) من اتفاقية جنيف الرابعة التى تنص على انه ( تجرى فحوص طبية للمعتقلين مرة واحدة على الأقل شهرياً والغرض منها بصورة خاصة مراقبة الحالة الصحية والتغذوية العامة والنظافة وكذلك اكتشاف الأمراض المعدية، ويتضمن الفحص بوجه خاص مراجعة وزن كل شخص معتقل، وفحصا بالتصوير بالأشعة مرة واحدة على الأقل سنويا )، كما ان العشرات من المعتقلين الذين اجمع الأطباء على خطورة حالتهم الصحية، وحاجتهم الماسة للعلاج وإجراء عمليات جراحية عاجلة بما فيهم مسنين وأطفال ونساء ترفض إدارة السجون نقلهم للعيادات أو المستشفيات، ولا زالت تعالجهم بحبة الأكامول التي يصفها الأطباء لجميع الأمراض على اختلافها.

واضاف النادي أن تأخر إدارة السجون المعتمد في إجراء بعض الفحوصات والتحاليل الطبية وصور الأشعة والتي تكتشف المرض في مراحله الأولى أدى الى تمكن المرض واستفحاله فى أجساد بعض الأسرى، فقد ينتظر الأسير المريض لشهور طويلة ولسنوات لكي تسمح له إدارة السجن بإجراء تحليل أو صورة أشعة، كذلك أدى التأخر المتعمد فى إجراء عمليات جراحية عاجلة لبعض الأسرى الذين يعانون من أمراض خطيرة وصعبة الى انعدام الأمل فى الشفاء وتعرض الأسرى الى خطر حقيقي على حياتهم .

وبين نادي السير أن إدارة السجون تعمد إلى استغلال مرض الأسرى وحاجتهم للحصول على العلاج، لابتزازهم على التعامل مع الاحتلال أو تقديم معلومات عن أنفسهم وغيرهم من المعتقلين وإلا لن تقدم لهم العلاج، وخاصة الأسرى الذين يخضعون للتحقيق والذين يُعتقلون بعد إصابتهم بالرصاص، والضغط عليهم بعدم إسعافهم أو علاجهم لكي يقدموا اعترافا أمام جهاز المخابرات الصهيوني المسؤول عن التحقيق معهم.

وناشد نادي الاسير كافة المؤسسات الحقوقية والمدافعة عن الاسرى في سجون الاحتلال العمل على فضح كافة الانتهاكات التي تمارس بحق الاسرى في سجون الاحتلال.