وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جورج حاوي على موعد مع عصافير الجليل المحملةبالياسمين

نشر بتاريخ: 24/06/2005 ( آخر تحديث: 24/06/2005 الساعة: 10:09 )
بقلم العميد يوسف شرقاوي - بيت لحم
شامخاً كنت في إستشهادك مثلما كنت شامخاً في حياتك لأنك سليل شموخ مسقط رأسك ( بتغرين) .
كما الخيول الجميلة تغادر الحياة تمتطي صهوة الموت فأنت كالفرسان حياً وشهيداً .
فقد كنت دائماً أحد أركان العمل الوطني اللبناني اليساري الديمقراطي من مدرسة فرج الله الحلو ، وحسين مرٌوة ، ونقولا شاوي وأحمد المير الأيوبي .
من أين نبدأ مسيرتك من بتيغرين مشياً على الأقدام للإتصال مع زعماء ثورة 1958 لتذكرهم بأنه من المتن انطلقت الدعوة لإرتباط لبنان بمحيطه العربي ضد الإستعمار والهيمنة، أم من رحلتك الى جبال سيراماسترا في كوبا عام 1961 لتشارك في تأسيس تجربة المدراس الحزبية مع رفاق العقيدة وعلى راسهم الثائر تشي جيفارا ، أم من ثورة شعب فلسطين وأنتم أول من فتح لها الصدور قبل الدور مع رفاق الدرب كمال جنبلاط ومعروف سعد ومهندس اليسار القومي العربي الأ برز الحاضر دائما في السياسة العربية محسن إبراهيم ومع من حافظ معكم على عروبة الجبل والمتن، القومي السوري الاجتماعي عبدالله سعادة.
أنت القائل أيها الشهيد ناصحا رفاق الدرب الفلسطينين : لا مجال لحلول وسط مع هذا المشروع الصهيوني إلا بتغيير طبيعته والمفاوضات لا تغير طبيعة هذا المشروع ، لا تتغير طبيعة هذا المشروع الا بالمقاومة ، وحدها المقاومة الكفيلة بتغيير طبيعة هذا المشروع الأسود .
جورج حاوي أيها الرفيق القائد
نحن نعرف انك على اللائحة السوداء لائحة الشيطان ، أنت وكل من دافع عن عروبة لبنان ، أنت ومن أسس معك من الرفاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية لتدافع عن عروبة لبنان وتطوره الديمقراطي .
ولا تزال تحضرنا رسالتك للشهيد عرفات عندما غادر بيروت صيف عام 1982 ، رسالة الحركة الوطنية اللبنانية والتي كان مطلعها عندما يجف الدمع يا أبا عمار( ليس المهم يا أبا عمار من استقبلك من اللبنانيين عند نزولك من جبل الشيخ الى شبعا في جنوب لبنان عام 1968، المهم من ودعك وأنت تغادر بيروت عاصمة الأمل العربي ، عاصمة المقاومة )، وكنتم الأوفياء في مقاومة جيش الإحتلال من ناحية ، وحماية الشعب الفلسطيني من ناحية أخرى .
حينها أقسمت لفلسطين ولشعب فلسطين أن تعيد للبنان اسمه ومعناه وأوفيت لأنك الفارس في رحلة البطولة والشموخ حياً وشهيداً .
جورج حاوي أيها الر فيق القائد اللبناني المستنير والعلماني رفيق الأحرار في أكثر من قطر عربي، والجميع يذكر لك ولرفيق دربك الأمين العام التنفيذي للحركة الوطنية محسن إبراهيم
وللدكتور جورج حبش أحد أوائل مؤسسي حركة القوميين العرب
وجناحها العسكري الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
جهودكم في رأب الصدع بين تيارات الحزب الاشتراكي اليمني الموحد في عدن ، وجهودكم لتوحيد م.ت.ف في أزمتها بعد عام 1982م ، وجهودكم في توحيد الحزب الشيوعي السوداني وكذلك جهودكم في أن يبقى دور ليبيا فاعلاً في محيطها العربي والقومي .
جورج حاوي
لسنا في إنتظار تقرير مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي ولا بانتظار لجنة التحقيق الدولية لنعرف من قتلك أو لماذا قتلوك ، فنحن نعرف من قتلك ولماذا قتلوك ؟
قتلتك أمريكا وأداتها إسرائيل .
أما لماذا قتلوك ؟ فلأنك أحد أبرز رموز المقاومة اللبنانية والعربية وأنت القادر مع رفاقك على إعادة تشكيل الخريطة السياسية للبنان العربي وصونه ووحدته وتطوره الديمقراطي واستقراره و أحد دعامات السلم الأهلي فيه ، ولأنك صانع المفهوم الجديد لليسار الديمقراطي داعماً للخيار الديمقراطي في لبنان بمفهوم جديد لقوى اليسار لمواجهة المؤامرة على لبنان وشعب لبنان والسلم الأهلي فيه باعتبارك المفصل الأهم والأدق في حركة المستقبل فكان اغتيالك استهدافاً لمستقبلك ولدورك فأنت صوتاً استثنائياً عربيا ديمقراطياً وطنيا لبنانيا نقيضاً لقوى الشر والظلام لذلك أصروا على الغاء نقيضهم فهم مشابهون للذي صنعهم ويأتمرون بأمرة فمن هنا فإن حل لغز اغتيالك ليس صعباً بل سهلا أن يُعرف من قتلك .
جورج حاوي
أيها اليساري المعتق المبدع في المسيرة والمسار كنت مبدعاً في دخولك عقول وقلوب من كانوا معادين للعرب والعروبة ولمن أرادوا سلخ لبنان عن محيطه القومي العربي ، لأنك مخزون ثقافي هائل ومعين لا ينضب من العلم والمعرفة المؤمن دائما بأن حقائق التاريخ راسخة في العقل والوجدان ، ولئن اجتهدت فالإجتهاد من طبائع المتنورين دائماً وأول من آمن بأن وحدة المسارات رافعة للتحرير وليس عبارة لدخول السلم المذل .
جورج حاوي
صحيح أنك لم تكونا في الواجهة أنت ومحسن ابراهيم لكن دوركما معروفاً في المعارضة الوطنية الديمقراطية فمن هنا لا نستبعد أن يكون الهدف التالي على لائحة الشيطان ، المبدع المفكر محسن ابراهيم لتفريغ البلد من الطاقات ولجرح الثقافة في لبنان جرحا عميقاً يصعب التئامه
جورج حاوي
أنت من خاطب الشهيد أبو علي مصطفى يوم استشهاده بعبارات مؤثرة نتذكر منها .
(أيها القائد الذي اختار هو مكان استشهاده إن أرض الوطن هي الأكثر دفئاً وهي التي تحول جثمان الشهيد لآلآف ومئات آلآف البنادق والى ملايين حبوب الحنطة وزهور الليمون ، لقد كنتم لنا خير مثال فأصبحتم القدوة)
ونحن نقول لك وللبنان العربي :
يا من تقاسمنا معكم رغيف الخبز وقبر الشهيد والمتراس والخندق .
عاش لبنان عربياً سيداً حراً موحداً مستقلاً ومستقراً ونقول لك ولكل اللبنانيين وللمقاومة ولبتغرين الشامخة بشموخكم وللمقاومة أنتم على موعد في يوم عرسك مع عصافير الجليل محملة بالياسمين لتنثره عليكم .