وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دحلان: خطاب هنية يصلح برنامجاً انتخابياً لكتلة طلابية في الجامعة.. حماس لن تعترف بالمنظمة الا اذا سيطرت عليها

نشر بتاريخ: 28/03/2006 ( آخر تحديث: 28/03/2006 الساعة: 11:29 )
القدس- معا- قال محمد دحلان عضو المجلس التشريعي المنتخب عن حركة فتح إن برنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة الذي عرضه رئيس الوزراء المكلف اسماعيل هنية يصلح برنامجاً انتخابياً لكتلة طلابية في الجامعات ولا يمكنه ان يمثل برنامج عمل الحكومة.

واضاف دحلان:" امام التحديات القاسية والمؤلمة التي يواجهها شعبنا الفلسطيني, فان برنامج الحكومة يخلو كثيراً من السياسة وليس فيه تطرق للقضايا الاقتصادية اما اسوأ مافي هذا البرنامج فهو خلوه من اي ذكر للمقاومة مثلما هو يخلو من الحديث عن المفاوضات او العلاقات الدولية".

وفي حديث خاص بـ "معا" قال دحلان:" تدرك حماس جيداً ما هو مطلوب منها اذ عليها اولا: الالتزام بالقانون الاساسي, والتعاطي مع المجتمع الدولي ثم عليها ان لا تتصرف في الحكم وكأنها تدير حزبا, فمن يدير حزبا يستطيع ان يمارس ما يحلو له, ولكن حين تكون مسؤولا عن ادارة حكومة فعليك اتخاذ اجراءات حتى لو تعارضت مع مباديء حزبك".

واضاف" لهذا فوجئنا من برنامج حماس فلا هو برنامج مقاومة, ولا هو برنامج مفاوضات, اذن نحن امام واقع سيجعلنا فريسة يرفع شعاراً اليوم مفاده "لا شريك في الجانب الفلسطيني".

وشدد دحلان على اهمية التواصل مع المجتمع الدولي والشرعية الدولية, لكنه اعترف بارتكاب السلطة على مدى العشر سنوات الماضية اخطاءً كان يفترض تقييمها ومعالجتها وقال:" لا يمكن ان نعيش بمعزل عن العالم, وعن الشرعية الدولية".

وفي ظل الواقع الدولي القائم والدعم اللا محدود الذي تتلقاه اسرائيل من الولايات المتحدة وغيرها قال:"نحن بحاجة الى ضمانات وحماية دولية تؤمن لشعبنا سياجا سياسيا يوفر له الامن المطلوب.

وأضاف" نحن طرف في المعادلة ومن خلال الاعوام الماضية: اقترفنا من الاخطاء ما يكفي وهي اخطاء كان يجب ان نقيمها لكن لا نستطيع تقييم التجربة الماضية بشكل مجتزأ".

وقال دحلان:" صحيح ان اسرائيل ارتكبت خطايا كثيرة في مفاوضاتها معنا, ولم تلتزم بكثير من الاتفاقيات ولم تنفذها, لكن حماس في المقابل عطلت اداء السلطة, هذه السلطة التي نجحت عبر المفاوضات في تحرير اكثر من تسعة الآف اسير, كنت اتمنى على حماس ان تنجح وتفرج عن هؤلاء بالطريق الذي سلكته, اذن فالمفاوضات ليست ترفاً بالنسبة الينا, انما هي وسيلة لتحقيق طموحات شعبنا في التحرر من الاحتلال".

وردا على سؤال حول ضرورة اعطاء حماس فرصة كي تنفذ برنامجها وما وعدت به, قال دحلان:" نحن لسنا اصحاب نزع الفرصة من حماس, الشعب فوضها لمدة اربع سنوات وهو صاحب الامتياز في سحب هذا التفويض, واجبنا كمعارضة ان نكشف الحقيقة امام شعبنا ولن نكون معارضة مسلحة لهذه السلطة الجديدة, كما فعلت حماس حين كانت فتح في السلطة.

واضاف" في المحصلة نحن حركة سياسية ولسنا حركة شؤون اجتماعية وبرنامجنا يقوم على اساس: كيف نستطيع ان نحقق انجازات لا ان نلهث وراء المشاعر والعواطف, لهذا فعلاقتنا بامريكا والمجتمع الدولي قائمة على اساس اننا جزء عن معادلة دولية, لا نستطيع ان نعيش بعيدا عنها ونأمل في تواصلها.

واعرب دحلان عن سعادته لوجود حماس في السلطة الآن وقال:" على كل عاقل في فتح ان يشكر الله مائة مرة في اليوم لوجودنا الآن في المعارضة فيما حماس تتولى الآن السلطة لقد عرضنا عليهم ان يكونوا في هذه السلطة عام 1996 لكنهم رفضوا, وبعد عشر سنوات عادوا وقبلوا عرضنا, وانا سعيد جداً اليوم لرؤية اسماعيل هنية رئيساً للحكومة تحت سقف "اوسلو" وسقف خارطة الطريق, وندعو الله ان تستمر حماس في السلطة لسنوات اربع قادمة.

وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة الاميركية من حكومة حماس واعلانها انها ستواصل الدعم للشعب الفلسطيني عبر مؤسسة الرئاسة, وحركة فتح قال دحلان:" لا اعرف شيئا عن آلية الدعم الامريكي الجديدة للشعب الفلسطيني, ولكن لا يجوز معاقبة شعبنا على اختياره الديمقراطي, وفي المقابل من حق المجتمع الدولي الاستمرار بعلاقته مع ابو مازن بالطريقة التي يراها مناسبة".

حل السلطة:-

ويرى دحلان ان الدعوة التي اطلقت مؤخراً ونادت بحل السلطة هي دعوة متأخرة لاكثر من سبع سنوات وقال:" كنت واحداً من بين مجموعة من الاخوة طرحنا هذه القضية على الرئيس الراحل ياسر عرفات, وتحميل اسرائيل المسؤولية الكاملة عن احتلالها للاراضي الفلسطينية اذ لايمكن ان نترك الاحتلال دون ان يتحمل عبء احتلاله, الا ان الرئيس عرفات في حينه رفض طلبنا, اما ما يطرح من دعوات لحل السلطة فقد يفهم على انه محاولة لوضع العراقيل امام حركة حماس لهذا انا ضد هذا الطرح ولا اؤيده وان كنت مع من يفكرون في تحميل الاحتلال المسؤولية عن احتلاله".

اعتراف حماس بمنظمة التحرير:-

وفيما يتعلق باعتراف حماس بـ "م.ت.ف" باعتبارها ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني قال دحلان:" حماس لا تعترف بالمنظمة منذ العام 1982 وقد سمعنا موقفهم هذا في الاتحادات والنقابات وعلى جميع المستويات, وانا استغرب من بعض المتشددين في "م.ت ف" الذين يطالبون حماس الآن بأن تعترف بالمنظمة.

واعترف دحلان بأن المنظمة تحتاج فعلا الى عملية اصلاح جذرية وقال:" من هذه المنظمة لم يبق منها الا الاسم والشرعية السياسية والنضالية والوطنية, وفي رأيي ان حماس ستعترف بالمنظمة اذا سيطرت عليها, واذا لم تسيطر عليها فلن تعترف بها".

واضاف دحلان": كان الاجدر بالسلطة التي تنبت الانتخابات التشريعية وحرصت على اجرائها ان تشترط اولا على كل حركة او حزب او فصيل الاعتراف بالمنظمة قبل ان يسمح له بخوض الانتخابات".