وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اختتام فعاليات الندوة العربية حول الإعلام الشبابي في تونس

نشر بتاريخ: 20/10/2009 ( آخر تحديث: 20/10/2009 الساعة: 17:54 )
طوباس - معا - رائد جعايصة - عقد بمقرّ اتحاد إذاعات الدول العربية من الرابع إلى الثامن من هذا الشهر فعاليات الندوة العربية حول الإعلام الشبابي في الجمهورية التونسية تحت شعار «نحو إعلام شبابي متلائم مع تطلعات الشباب العربي» وحضر الجلسة الافتتاحية السيد سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية التونسي والسيد هاني مصطفى الوزير المفوض ممثل جامعة الدول العربية والسيد حفيظ الرحوي الأمين العام للاتحاد التونسي لمنظمات الشباب والسيد إبراهيم الوسلاتي المدير العام للمرصد الوطني للشباب والسيد عبد الباقي الهرماسي رئيس المجلس الأعلى للاتصال والسيد مهدي الزعفوري المدير العام للشباب التونسي وعدد من الإعلاميين والمختصين في مجال الإعلام الفضائي والمسموع والمقروء إضافة إلى ممثلي وزارات الشباب والرياضة العرب من اثنا عشر دولة عربية هي فلسطين والأردن وسوريا والعراق ومصر والسعودية وقطر واليمن والجزائر والسودان وليبيا إضافة إلى البلد المضيف تونس وذلك في إطار السعي المشترك لتطوير الإعلام الشبابي العربي .

وقد عملت وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية التونسية (الإدارة العامة للشباب) بالتعاون مع جامعة الدول العربية (الأمانة العامة الفنية لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب) على تنظيم هذه الندوة الشبابية والإشراف عليها وتقديم كل التسهيلات الممكنة لنجاحها وتحقيق الغايات المرجوة من عقدها .

وبناء على توجيهات من السيد موسى أبو زيد وكيل وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية فقد كلف رائد جعايصة من مركز الشهيد صلاح خلف لاعداد القادة الشباب لتمثيل الوزارة في هذه الندوة الشبابية .

وقد افتتحت الندوة اعمالها بكلمة السيد المهدي الزعفوري مدير عام الشباب التونسي الذي أكد على ضرورة وضع إستراتيجية عربية إعلامية موحدة للشباب والتي تأتي لدراسة واقع الإعلام العربي الموجه للشباب والذي يصنعه الشباب بواسطة الوسائل الكلاسيكية والمتطورة مضيفا أن العالم المتحوّل بسرعة يفرض علينا جميعا مجاراة نسق التحوّل والسرعة حتى لا نصبح خارج الفضاء الاتصالي العالمي.

وفي كلمة الجامعة العربية أكد السيد الوزير هاني مصطفى على ضرورة الاتصال والتواصل وعقد الندوات الشبابية لمجاراة الثورة الإعلامية والمعلوماتية من اجل بناء نهج سياسي واقتصادي مستقل وطنيا وقوميا وقادر على مواجهة التحديات التي تفرضها العولمة الجديدة .

وأكد مصطفى بان الشباب بحاجة إلى مساحة إعلامية واسعة لمناقشة قضاياهم بأساليب علمية وفنية دقيقة متطورة وتبادل الخبرات والتجارب في مجال الإعلام الشبابي بين جميع الأقطار للخروج برسالة عربية وإسلامية موحدة. وأشاد بالجهود التي تقوم بها تونس من اجل توحيد صفوف الشباب العربي معربا عن أمله في أن تحقق هذه الندوة الأهداف المرجوة وتخرج بتوصيات هامة تخدم تطلعات الشباب وتستجيب لطموحاته.

وتطرق السيد سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية إلى تبادل التجارب في مجال الإعلام الموجه للشباب وتدارس سبل تطويره في العالم العربي.

وأوضح الوزير أهمية هذه الندوة باعتبار التحديات الجديدة التي تفرضها الثورة الاتصالية في مجال الشباب مشيرا إلى أن الظواهر الشبابية المطروحة في وسائل الإعلام أصبحت مشتركة بين جميع الأقطار العربية وهو ما يدعو كافة الأطراف إلى ضرورة الوقوف بجدية أمام هذه التحديات وإيجاد الوسائل الناجعة لاحتوائها.

وأكد على أهمية دور الأعلام في مواكبة التحولات المتسارعة التي يعيشها الشباب العربي في مجال تكنولوجيا الاتصال الحديثة حتى يقدم صورة تعبر بصدق وواقعية عن تطلعات الشباب وهمومه بشان عدد من المسائل المتعلقة بالتشغيل والتعليم والصحة.

كما تطرق في هذا السياق إلى مبادرة رئيس الدولة بجعل سنة 2010 سنة دولية للشباب وعقد مؤتمر دولي للشباب في السنة نفسها برعاية منظمة الأمم المتحدة ويتوج بإصدار ميثاق دولي.

وتضمن جدول أعمال هذه الندوة ثلاث ورشات وهي «نحو إعلام متفاعل مع قضايا الشباب العربي» و «نحو تطوير قنوات الإعلام الموجهة للشباب العربي» و «الإعلام الشبابي العربي في مواجهة العولمة الثقافية».

وقد قسمت أشغال الندوة إلى ثلاث ورش عمل تولى السيد محمد الغوالي المقرّر العام للندوة تلاوة مجموع المقترحات الخاصة بالورشات الثلاثة والتي تم التحاور والنقاش حولها طيلة أيام الندوة.

الأولى (نحو إعلام متفاعل مع قضايا الشباب العربي) أدارت الورشة د. زهرة الغربي مديرة معهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس وقدمت خلالها العديد من المقترحات ومن أهمها بعث مراكز دراسات عربية متخصصة لتحديد أولويات قضايا الشباب العربي حتى يتم تناولها إعلاميا بالصيغ الايجابية. وضرورة ضبط إستراتيجية إعلامية عربية تهدف إلى بناء صورة ناصعة للشباب العربي تبتعد عن الأحكام المعيارية القيمية وتنظر إلى الآخر باختلافه نظرة حضارية إضافة إلى إشراك القطاع الخاص في بلورة منتوج إعلامي شبابي يستجيب لاحتياجات وتطلعات الشباب العربي ومن بين التوصيات إنشاء اتحاد إعلاميين الشباب العربي وإحداث قناة عربية شبابية تشرف عليها جامعة الدول العربية وإنشاء مركز للبحوث والدراسات والإعلام حول قضايا الشباب العربي إضافة إلى إقرار قمة عربية للشباب في إطار مقترح سيادة رئيس الجمهورية التونسية لجعل سنة 2010 سنة دولية للشباب.

وجاء في ورشة العمل الثانية (نحو تطوير قنوات الإعلام الموجهة للشباب العربي) والتي أدارها السيد د. الياس بن مرزوق عضو مجلس المستشارين وعضو المجلس الأعلى للاتصال إلى ضرورة تشريك الشباب ومرافقته في صناعة المحتويات الإعلامية الموجهة له وإنتاج البرامج الشبابية بفكر شبابي حداثي يكرّس ثقافة الاعتدال والتسامح والتضامن وتجديد الخطاب الإعلامي الموجه للشباب من خلال تعديل الصورة النمطية والكلاسيكية في التعامل مع الشباب العربي إلى جانب عدة توصيات هامة من بينها إحداث بوابة إعلامية ومنتديات افتراضية على شبكة الانترنت خاصة بالشباب العربي وإدراج التربية على وسائل الإعلام ضمن المقررات المدرسية في الدول العربية إضافة إلى وضع إستراتيجية إعلامية عربية مشتركة للإعلام الشبابي من خلال إثراء المضامين في البرامج الموجه للشباب .

أما الورشة الثالثة وجاءت تحت عنوان (الإعلام الشبابي العربي في مواجهة العولمة الثقافية)والتي ترأسها السيد صلاح الدر يدي المدير العام للإعلام التونسي » فقد أفضت كذلك إلى عدّة مقترحات وتوصيات والتي من أهمها إحداث بوابة تفاعلية بين الشباب العربي ومركز الدراسات يختص باستطلاع آراء الشباب في الانتاجات الإعلامية الخاصة به وتشريك القطاع الخاص للإعلام لدعم تبادل وتجارب ونماذج من المواد الإعلامية الموجهة لشريحة الشباب . كما تم التشديد على تعزيز حضور المرأة ومشاركتها في مجال الإعلام الموجه للشباب وتعزيز دور الأسرة والفضاءات التربوية في تمكين الشباب من تنشئة سليمة تتماشى مع قيمه العربية والإسلامية الأصيلة .

ووجه رائد جعايصة ممثل فلسطين باسم المشاركين في ختام أعمال الندوة برقية شكر وتقدير وعرفان إلى سيادة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تضمنت التقدير لرعاية الشباب التونسي وتثمين دعوته إلى تخصيص سنة 2010 سنة دولية للشباب .

وقال جعايصة إن تونس تبقى سبّاقة في مجال العمل الشبابي والإعلامي على المستوى العربي. وفي هذا السياق تأتي هذه الندوة تلبية لطموحات الشباب العربي واحتياجاته التي تتغير من جيل إلى آخر ومن حقبة إلى أخرى خاصة أمام التحديات الراهنة سواء على المستوى الاقتصادي والسياسي في ظل الظروف الراهنة وفي ظل العولمة التي تفرض واقعا جديدا تحتّم علينا إيجاد سبل وبدائل مستحدثة لمواجهة سلبياتها والمطلوب في هذه المرحلة هو صياغة موقف إعلامي وشبابي موحد في ظل المتغيرات العالمية.

ومن هذا المنطلق تأتي المشاركة الفلسطينية من أجل تبادل الخبرات في ما يتعلق بالإعلام الشبابي للاستفادة من التجارب المختلفة وتطوير هذه الوسائل الإعلامية وبرامجها وصولا إلى إعلام عربي موحّد يتلاءم وتطلعات الشعوب العربية عامة وفئة الشباب خاصة التي لها رؤى وتطلعات وجب علينا مواكبتها وإدراجها ضمن البرامج المسطّرة لكل دولة.

وكما أهدى ممثل وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية وزيري الشباب والرياضة والاتصال التونسيين وممثل جامعة الدول العربية درع المسجد الأقصى والكوفية الفلسطينية والعلم الفلسطيني تقديرا لهم ولرعايتهم الدائمة للشباب.

كما واشتملت أعمال الزيارة بتفقد وزيارة أضرحة شهداء الثورة الفلسطينية وعلى رأسها قبر الشهيد صلاح خلف أبو إياد وأبو الهول في تونس.