وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الأسيرة ايمان عامر تروي تفاصيل اعتقالها: قفزت من فوق الجدار ووقعت أرضاً فانهالوا عليّ ضرباً

نشر بتاريخ: 02/07/2005 ( آخر تحديث: 02/07/2005 الساعة: 14:19 )
قلقيلية- معا- الأسيرة ايمان نصر عامر البالغة من العمر سبعة وعشرين عاما من مدينة قلقيلية تروي قصة وظروف اعتقالها من خلف القضبان في سجن هشارون, فهي مطّلقة ولها طفل يبلغ من العمر عاما ونصف العام , اعتقلت على أيدي قوات الاحتلال المتمركزة على حاجز عزبة جبارة شمال مدينة قلقيلية , مساء الثلاثاء في الحادي والعشرين من شهر حزيران الجاري بينما كانت عائدة الى مدينتها ومنزلها في قلقيلية قادمة من نابلس .
قوات الاحتلال كعادتها انهالت عليها بالضرب ساعة اعتقالها طبقا لما روى شهود العيان في حينه , واقتادوها بعد تكبيل يديها وعصب عينيها الى جهة مجهولة .
وبعد أسبوع من الاعتقال والسؤال والبحث عنها , أفلح الأهل في العثور عليها في سجن هشارون وهي تقبع خلف القضبان في ظروف اعتقالية صعبة للغاية وغير انسانية كغيرها من الأسيرات الفلسطينيات. حيث أعلنت انتمائها الى حركة الجهاد الاسلامي .
شقيقتها دنيا البالغة من العمر تسعة وعشرين عاما المتزوجة في مدينة الّلد داخل الخط الأخضر ولها خمسة أطفال , تمكنت من زيارتها يوم الاثنين الماضي الموافق 27/6/2005 في سجن هشارون , روت دنيا لوكالة معا الاخبارية المستقلة في اتصال هاتفي أجراه معها مراسلنا في قلقيلية : تقدمت بطلب لزيارة شقيقتي ايمان في سجن هشارون , فوافقوا على طلبي لأني أحمل بطاقة هوية اسرائيلية كوني متزوجة في مدينة اللد داخل الخط الأخضر .
وتضيف دنيا قائلة : توجهت صباح الاثنين الماضي الى سجن هشارون , وعندما سمح لي بالدخول أصابتني الصدمة من هول ما رأيت , أدخلوني في ممر محكم الاغلاق غير مكيّف وحارّ جدا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى , ولا يوجد فيه سوى شباكين صغيرين جدا .
وتابعت تقول : بعد ذالك أدخلوني في غرفة قالوا انها مخصصة للزيارة , وهي أيضا ( الغرفة ) محكمة الاغلاق وغير مكيفة وحارّة جدا أيضا , ويوجد فيها فاصل زجاجي فيه عدة ثقوب , واذا بشقيقتي تدخل في القسم الآخر من الغرفة أي من خلف الزجاج , بعدها أدركت أن هذه الثقوب الموجودة في الزجاج هي حتى يسمع الواحد حديث الآخر وان كان ذالك بصعوبة بالغة , لكنني لم أتمكن من التسليم عليها أو حتى لمسها بسبب الزجاج العازل .
واستطردت دنيا حديثها وكا نت واضحة مشاعر الحرقة والألم عبر الهاتف عليها , في البداية سألتها عن أحوالها وصحتها وظروف اعتقالها فأجابت : أنا والحمدلله بصحة جيدة وأما عن ظروف الاعتقال فهي واحدة , كما هي حال باقي الأخوات الأسيرات , شحّ في المياه والمعاناة الصعبة والمعاملة السيئة من السجّانين والسجّانات , فكلنا نعيش هذه الظروف الصعبة لكن ارادتنا وعزيمتنا أقوى من كل ذالك .
وأضافت دنيا تقول : سألتها لماذا وكيف تم اعتقالك وأين ؟ فأجابت الأسيرة ايمان : بينما كنت عائدة من مدينة نابلس الى مدينة قلقيلية حيث نسكن , مررت عبر مدينة طولكرم ومنها الى حاجز جبارة الواقع جنوب طولكرم لأجتازه متوجهة الى قلقيلية , وعندما شاهدت الحاجز مكتظا والجنود لا يسمحون لأحد بالمرور عبر الحاجز وكان الوقت متأخرا نوعا ما , فخشيت عدم العثور على سيارة توصلني الى قلقيلية لو تأ خر فتح الحاجز , فقرّرت القفز عن السياج المقا بل للحاجز وبالفعل فعلت ذالك , فوقعت على الأرض بعدما أصبت بجرح في بطني من السياج .
وتتابع دنيا على لسان شقيقتها ايمان : كان واضحا أن الجنود المتمركزين على الحاجز قد شاهدوني عندما قفزت عن السياج , فهرعوا عليّ , وعندما شاهدت جنديّا اقترب مني وهو يحاول الامساك بي , ظننت أنه يحاول الاعتداء عليّ , عندها هممت بالدفاع عن نفسي فحاولت توجيه طعنة له بآلة حادة كانت في حقيبتي كنت اشتريتها من نابلس لاستخدامها في المنزل , لكن الجنود أمسكوا بيدي وأبعدوا السكين عن الجندي الذي كنت أحاول طعنه بها , ثم قاموا بتكبيل يديّ , وأعصبوا عينيّ واقتادوني الى جهة لا أعلمها .
وقالت السيدة دنيا على لسان شقيقيتها الأسيرة ايمان , اقتادوني الى التحقيق لمدة ثلاثة أيام متواصة في معسكر مستوطنة قدوميم , كنت خلالها مشبوحة ويتردد علي في التحقيق أكثر من محقق , وكان تركيزهم في التحقيق معي , حول من أرسلني الى القيام بمحاولة طعن الجندي على حاجز جبارة والى أي فصيل مسلّح أنتمي ., الى ان انتهى التحقيق معي وأحضروني الى هذا السجن " سجن هشارون " , دون الادلاء باية اعترافات للمحققين بالتهمة التي وجههوها لي وهي التخطيط المسبق ومحاولة طعن أحد الجنود المتواجدين على الحاجز , لكن ايمان قالت لي قبل مغا درتها بسبب انتهاء مدة الزيارة , انها أي ايمان أعلنت انتمائها لحركة الجهاد الاسلامي عندما دخلت قسمها داخل سجن هشارون , حيث طلبت منها الأسيرات داخل السجن تحديد هويتها السياسية حتى تتمكن من الحصول على حقوقها .
وتختتم السيدة دنيا حديثها لوكالة معا الاخبارية المستقلة , طلب مني الجنود الخروج بسبب انتهاء الزيا رة والمغادرة , وبالفعل فعلت ذالك وودعت شقيقتي دون أن ألمسها بسبب العا زل الزجاجي , لكني كنت أعتصر ألما عند فراقها ووداعها , ومما زاد ألمي عندما طلبت مني تقبيل طفلها الوحيد البالغ من العمر سنة ونصف السنة , وتبليغ التحيات للأهل والاحبة والجيران والأصدقاء مؤكدة أ ن معنوياتها عالية ولا يمكن أ ن تهتز مهما كانت ظروف الأسر والسجن والسجّانين والسجّانات .