وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المستوطنون لا يعرفون الله

نشر بتاريخ: 02/07/2005 ( آخر تحديث: 02/07/2005 الساعة: 14:40 )
ترجمة: معا

لست ادري كيف يسمح لما يحدث بان يحدث ، كيف تسمح السلطات الامنية الاسرائيلية لهؤلاء الاكثر تعصبًا وتطرفًا من المستوطنين ، لعصابات كاخ ، ولكل الخارجين عن القانون بان يحتلوا فندقاً في نيفيه دي كاليم ؟ وكيف يسمحوا لكل هؤلاء ان يتحصنوا في داخله ولماذا لم يتم طردهم في نفس اللحظة التي دخلوا فيها قاعات الفندق ليتمترسوا هناك ونحن نعلم النوايا السيئة التي يخفونها ؟ ... لقد شاهدنا هذه الممارسات على شاشات التلفزيون ، والمصادمات العنيفة مع الشرطة والجيش الذين كانوا يحاولون اخلاء المستوطنين والمستوطنات غير الشرعية ؟؟ انهم ربما يعتمرون قبعات " دينية " جيدة الحياكة ، لكن هؤلاء لا اله لهم ، عندما حذّر المدّعي العام الاسرائيلي مناحيم مازوز من ان الاحتجاجات التي تتسم بالعنف ضد خطة الانفصال قد تؤدي الى حالة من الفوضى السياسية والاجتماعية ، قد تنتشر بسرعة كبيرة وتخرج تماماً عن السيطرة ، لم يهتم احد لهذه التحذيرات, ان اولئك المستوطنون المئة الذين لجأووا الى الفندق هم من حركة كاخ ، وهم متعصبون ، جاهزون لان يَقتلوا او يُقتلوا في سبيل احلامهم المنحرفة ولديهم الاستعداد بجر كل الدولة معهم ، انهم لايمتثلون لمُثُل او اقوال بن غوريون القائلة بأن الوحدة بين ابناء الشعب اليهودي لها اولوية عليا على وحدة ارض اسرائيل ، بالنسبة لهم ان العكس هو الصحيح ،،،،قد يكون هناك من مستوطني غوش قطيف من يعارض الانسحاب ، ولكن كثيراً منهم بدأوا بالادراك ان لا خيار امامهم ، وان عليهم قبول التعويضات المالية ومن ثم المغادرة ، بغض النظر عن قسوة الموقف.
ان قيادة كاخ واتباعها الاشقياء يحاولون شق طريقهم الى المستوطنات المختلفة ، لكن المستوطنين لا يسمحون لهم ، سكان غوش قطيف يرغبون بالوصول الى اتفاق ، وهم لا يحبذون ان يكون هناك حمّام من الدم ، ان هؤلاء " الكاخيين " اخذوا القرار بأيديهم وقدموا من بعيد وسيطروا على فندق خاص كان خالياً لسنوات عديدة .
لا أحد يقول ان لا حقّ للمستوطنين بالاحتجاج ، فالحكومات الاسرائيلية بغض النظر عن تشكيلاتها ، شجّعوا الاستيطان في الاراضي المحتلة لاسباب امنية ، لكن وبعد حربين وبعد انتفاضتين ، وبعد آلاف الضحايا ، الامور لا بد تغيرت فالعالم اليوم ايضاً مختلف ، فالمصالح القوية العليا والظروف السياسية وصلت الى الحد الذي قسّم الدولة ، وبالتالي لا بد من التوصل الى اتفاقية لوضع وبناء حدود دائمة ، فلا تعليمات الحاخامات ولا الإقتباسات من التوراة يمكن ان تبرر ان يضحي الغالبية من الاسرائيليين بحياتهم من اجل حلم تبشيري غير واقعي .
ليس من الواضح ما الذي يريده هؤلاء الذين احتلوا الفندق ، لكن من الواضح انهم لا يرغبون بالتحدث وانما ايصال صوتهم الى ما هو ابعد من الفندق ، لقد اجبر الجيش على هدم 10 بنايات لابقاء هؤلاء في منأى عنهم ، ان من المعتقد ان نية هؤلاء " الكاخيين " تحويل الفندق والمناطق المحيطة الى " قلعة ما تسادا " ، وقد اشارت الاخبار الى ان مستوطنة نيفين تتحول الى قلعة للمواجهة ، ولسوف نرى صحفيين واعلاميين من جميع انحاء العالم يتجمعون هناك لكي يصوروا ويعرضوا على العالم كيف ستكون حرب اليهودي ضد اخيه اليهودي .قوات الجيش لا يقلقها عملية السيطرة على الفندق ، فبالامكان السيطرة عليه خلال دقيقة ، ولكن حتى يتم اعلان المنطقة كمنطقة عسكرية مغلقة فان ليس لدى الجيش الكثير لعمله ، وعندئذ سيكون لديهم ضوء اخضرا للتصرف ... ان الحل الامثل هو باحاطة الفندق بنوع من السياج او السور ، بحيث لا احد يستطيع الدخول الى او الخروج من الفندق ، كما حصل مع عرفات في المقاطعة ، وبما اننا هنا نتعامل مع " صنّاع مشاكل " بلطجية" وليس مع ابطال فان خيار المقاطعة افضل من خيار ال متسادا .

المترجم ،، متسادا :
هي قلعة يهودية يقول اليهود انها موجودة في منطقة البحر الميت ، خيّر من فيها من اليهود بالاستسلام او الموت فاختاروا الانتحار الجماعي على الموت وذلك عندما حوصروا من قبل اعدائهم .
كتبها يوئيل ماركوس
في صحيفة هآرتس