وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إطلاق اسم "أبو جهاد" على احد شوارع مدينة رام الله

نشر بتاريخ: 20/04/2010 ( آخر تحديث: 20/04/2010 الساعة: 22:12 )
رام الله-معا- افتتح اليوم، في مدينة رام الله شارع الشهيد "خليل الوزير أبو جهاد"، بحضور أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عبد الرحيم ملوح، وزوجة الشهيد أم جهاد، ورئيسة بلدية رام الله جانيت ميخائيل، وعدد كبير من القيادات والكوادر.

وقد ألقى الطيب عبد الرحيم كلمة قال فيها": شرفني الرئيس محمود عباس بتمثيله بافتتاح هذا الشارع باسم الشهيد خليل الوزير رفيق دربه ودرب الرئيس الخالد ياسر عرفات تكريماً له ولتاريخه العطر والخالد في مسيرة شعبنا الكفاحية من أجل الحرية والاستقلال".

وأضاف 'أن أبو جهاد سيبقى خالداً في عقولنا وقلوبنا ونبض عروقنا فهو أول الرصاص وأول الحجارة، كان المقاتل الصلب والقائد الحنون، وكان الفكرة وكان الممارسة الثورية'.

وتابع 'في كل المنعطفات التي مرت بها الثورة كان رمزنا أبو جهاد صاحب الرؤية الثاقبة وكان المتفائل الذي يرفع المعنويات، فلسطين بوصلته والقدس قبلته السياسية، مؤمناً بالوحدة الوطنية وتجميع كل الطاقات من أجل هدف الاستقلال والحرية وإقامة الدولة'.

وتربى على يديه قادة وكوادر لا عد ولا حصر لهم أحبهم وأحبوه أعطوا الكثير لقضيتهم فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .

واستذكر عبد الرحيم بعض تلك المنعطفات التي كان لها بصمات واضحة على مسيرتنا الكفاحية من الخمسينات عندما أحُتل قطاع غزة فكان أبو جهاد صاحب فكرة المقاومة وكان أول الممارسين لها وفي عام 1965، وكان مع رفاقه وفي مقدمتهم الشهيد الخالد ياسر عرفات وخليفته الأخ محمود عباس صاحب الانطلاقة والثورة التي تحولت من فكرة الطليعة لتصبح قناعة الشعب كله.

وأضاف 'من معركة الكرامة إلى سلسلة لا تنتهي من المعارك إلى حصار بيروت وحصار طرابلس كان أبو جهاد في الطليعة بين المناضلين وفي المقدمة مع المقاتلين. وجاءت الانتفاضة الأولى في عام 1987، انتفاضة الحجارة والاستقلال ليكون أبو جهاد هو المفجر وهو المتابع والموجه مع أخيه الشهيد الخالد ياسر عرفات'.

وعندما اغتالته الرصاصات الإسرائيلية كانوا على وهم بأن اغتيال الرأس سيؤدي إلى الخنوع والركوع والاستسلام ولكن الشعب كله تحول إلى أبو جهاد عهداً ووفاءاً والتزاماً وقناعة ولم يتعلم الاحتلال من الدروس ولم يستخلص العبر.

وظل أبو جهاد خالداً فينا نخلده بتذكر مواقفه في كل المنعطفات والمفاصل، ونحن نبني لبنات دولتنا المستقلة ونردد مقولته الشهيرة 'نفس الرجال بيحيي الرجال' ونخلده بتسمية المدارس والمستشفيات والشوارع وأسماء المولودين باسمه خليل الوزير، فكم لهذا الاسم من وقع في النفوس وخلود في الذاكرة واستحضار للأمجاد والبطولات.

من حقنا عليك يا أبو جهاد أن تبقى خالداً فينا ومن حقك علينا أن نكون أوفياء لدمك وللفكرة التي استشهدت دونها، فكرة الحرية والاستقلال.

فنم قرير العين يا أبو جهاد، يا أمير الشهداء، ستبقى حياً فينا، مرشداً ومنارة أنت ورفاق دربك لخطانا وخطواتنا الواثقة مهما كانت الصعاب وعظمة التضحيات.

نم قرير العين في عليين مع الأنبياء والصديقين والشهداء مع رفيق دربك الشهيد الخالد ياسر عرفات وكل رفاق الدرب الشهداء، سنظل على العهد والقسم، ستبقى فينا إلى أن نلحق بك في عليين، وكن على ثقة أن أحد أحفادك من أشبال هذا الشعب وزهراته ربما ممن سموهم باسمك سيرفع علم الاستقلال على أسوار القدس ومآذنها وكنائسها لتظل عاصمة دولتنا الأبدية.

وفي ختام كلمته أشاد عبد الرحيم "بمبادرة بلدية رام الله التي تضاف إلى جملة المبادرات السابقة والتي تسجل لها بتخليد شهدائنا وأعلامنا ورموزنا الكفاحية والثقافية والإنسانية والتاريخية بتسمية الشوارع بأسمائهم، فمن حقنا أن نفخر بتاريخنا ورموزنا وأن نحذرهم في قلوبنا وعقولنا ونبض عروقنا."

من جهتها، قالت ام جهاد "إننا نقف اليوم إجلالا واحتراما لأرواح شهداءنا الخالدين، والذين يوجهون بوصلتنا نحو الحرية، التي سقط أمامها أفضل رجالنا، فامتزجت عدالة القضية بعدالة التضحية".

واعتبرت أم جهاد أن تخليد الشعب الفلسطيني لأبطاله هو تخليد لعدالة قضيته وتمجيد لسيرتنا النضالية والكفاحية، مسيرة الشعب الذي أنجب الأبطال تلو الأبطال، في معركته التي عنوانها نكون أولا نكون.

وأضافت" للمرة 21 نقف لأحياء ذكرى أمير الشهداء الرمز والمعلم والإنسان والقدوة ومن خلالها نحي ذكرى شهداء كل فلسطين والأمة الإسلامية بل كل شهداء العالم الذين قدموا دماءهم انتصارا لقضايا الحرية والعدالة ."

وأشارت أم جهاد لضرورة استلهام روح الشهيد، والذي كان صمام أمان للوحدة الوطنية،في أصعب المراحل، وكان عنصر تجميع للشعب الفلسطيني، مطالبة بالحفاظ على نهجه لتحمل الراية الأجيال القادمة، حتى تحقيق أهداف الشهداء في قيام الدولة، وعاصمتها القدس الشريف.

من جهتها، قالت رئيسة بلدية رام الله جانيت ميخائيل أن تدشين شارع أبو جهاد اليوم هو تكريم لأحد رموز العمل الوطني الفلسطيني الذين رفعوا اسم فلسطين عاليا، ونحن اليوم نكرم أحد أعمدة الثورة الفلسطينية، وأحد رموزه الوطنية، في وقت نحن فيه بأمس الحاجة إلى الأوفياء،مثل هذا القائد الذي رحل وهو قابض على السلاح.

وأكدت جانيت استمرار السير على خطى الشهيد حتى تحقيق الدولة ،معاهدة أبو جهاد والشهداء بالوفاء لخطهم وذكراهم ،من خلال إطلاق أسماءهم على شوارع مدننا.

وأكدت جانيت أن التهديدات التي أطلقها بعض قادة الاحتلال لن ترهبنا، وسنستمر بتسمية شوارعنا بأسماء شهداءنا وأبطالنا ، لأنهم جزء من ثورتنا وتاريخها ولن يستطيعوا طمس الحقائق.

وأشار تيسير العاروري رئيس لجنة التسمية والترقيم في بلدية رام الله، إلى المعايير التي وضعتها اللجنة في تسمية 450 شارع في مدينة رام الله.

وبين أن المعيار الأهم كان هو تخليد رموز نضالنا الوطني ضد الاحتلال مع المزواجة بين المرحلي والمؤقت وما هو أبدي، لافتا لمحاولة أحياء ذكرى قادة أهملهم التاريخ بين ثورة البراق والعام 48، مثل عبد الرحيم حاج محمد وفرحات السعدي وأحمد علي العيساوي وآخرين.

وأضاف' كذلك تم اخذ البعد الحضاري بعين الاعتبار في عملية التسمية، من خلال إطلاق أسماء شعراء، وكتاب، فلسطينيين، وعرب وأجانب، كذلك لم تنسى اللجنة الشهداء الأجانب الذين سقطوا دفاعا عن القضية الفلسطينية، وأهل رام الله الذين قدموا لمدينتهم الكثير.

ورأي العاروري أن عملية التسمية هذه، هي جزء من الصراع مع العدو في معركة الذاكرة، لافتا لإطلاق أسماء 102 قرية مدمرة ومدن مغتصبة على شوارع مدينة رام الله.

نقلا عن الوكالة الرسمية.