وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

غازي حمد يستبعد انفراجا سياسيا قريبا ويدعو الجميع الى التعاطي بحذر مع الموضوع السياسي

نشر بتاريخ: 02/06/2006 ( آخر تحديث: 02/06/2006 الساعة: 20:00 )
القدس - معـــا- قال الناطق الرسمي بإسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد ان حركة " حماس" التي تقود الحكومة طرحت رؤية واضحة في مضمونها العام على حركة " فتح" تتضمن حلاً سياسياً يقوم على دولة فلسطينية في حدود عام 67، على ان تكون دولة مستقلة ، وعودة للاجئين، وتحرير الاسرى .

وفي حديث اجراه مع مراسلنا في القدس قال د. حمد : " اعتقد ان هذا موقف سياسي واضح ، لكن لربما يريد البعض من الحكومة ان تقدم ضمانات اكثر او مواقف اكثر في ظل موقف اسرائيلي متعنت ، وانعدام اي تحرك سياسي في الافق ".

ودعا الناطق الرسمي بإسم الحكومة الى التعاطي بحذر مع الموضوع السياسي ، وان لا يكون تحت مظلة الضغط مشيراً الى ان الاجواء الدولية وحتى العربية لا تساعد في وجود انفراج سياسي ، وقال:" من الافضل لنا ان نتفق على رؤية سياسية مشتركة لكل الفصائل والقوى معربا عن تمنياته ان يخرج ذلك من خلال اجتماعات الحوار الوطني لانها ستشكل صمام الامان الجيد في تحصين الجبهة الداخلية من الضغوط والتنازع الداخلي ".

واضاف :" هناك تقارب كبير في وجهات النظر بيننا وبين كافة الفصائل ، فموضوع الدولة الفلسطينية في حدود 67 امر متفق عليه ، وليس هناك ايه مشكلة بخصوصه حتى مبدأ التفاوض السياسي ليس لدينا اية مشكلة لكن المطلوب دراسة جدواه ، اذا كان بالفعل يصب في صالح المصلحة الوطنية ام انه سيكون جزءا من العبء علينا ، خاصة وان لنا تجربة طويلة من التناقض السياسي امتدت الى 12 عاماً .. اما في موضوع م. ت. ف فهنالك تقارب مع وجود بعض التفاصيل التي يمكن حلها بسهولة" .

موقف اللجنة الرباعية :

وفيما يتعلق باللجنة الرباعية الذي عبر عنها ممثلها الفارو دي سوتو امس الاول ، حيث قال :" ان الاعتراف بوثيقة الاسرى ليس كافياً مالم تستجيب حماس لشروط الرباعية ، قال د. حمد : " هذا معناه اننا لو قبلنا بالوثيقة فهذا غير كاف ، ولو قبلنا بالمبادرة العربية سيقولون ايضاً هذا غير كاف ، علماً ان اسرائيل لم تعترف بمبادرة السلام العربية ، ولم يولها الجانب الاوروبي اي اهتمام .. ما يعني ان الكثير من الضغوط والابتزازات ستمارس على الجانب الفلسطيني دون تقديم اي وعود له ".

واضاف :" لقد تحدثت بذلك مع شخصيات اوروبية قابلتهم مؤخراً ، وكذلك مسؤولين من الامم المتحدة ، وحين سألتهم ما المقابل لقاء اعترافنا بكل ما تطلبون ؟؟ قالوا : " سننظر في الموضوع " ولم يعطنا احد منهم اي ضمانات بحدوث انفراج سياسي ، او تعاطي مع الحكومة المنتخبة ، وبالتالي لا نستطيع ان نغامر بالقضية الفلسطينية من اجل وعود غير مضمونة " .

واعتبر د. حمد ان الازمة الحالية هي ازمة سياسية وكذلك الاموال التي يفترض ان تقدم للشعب الفلسطيني مغلفة بغلاف سياسي ، فهم يريدون منا ان ندفع ثمناً سياسياً مقابل لا شيء ، وكما قلت :" ليس هناك اي افق سياسي ، وبالتالي ليس هناك اي ضمانات ، وهو ما حدث مع الرئيس الراحل ياسر عرفات حين وافق على شروطهم وطلباتهم ، ومع ذلك اعتبر في نظر امريكا واسرائيل بأنه " ارهابي" وغير شرعي ، نحن نريد ان نتحرك في الموضوع السياسي بصورة حذرة ، لكن ليس تحت الضغوط".

الرواتب ... والصبر على المعاناة :

وفيما يتعلق بمعاناة المواطنين الاقتصادية الناجمة عن حالة الانسداد السياسي ، انتقد حمد الذين يخرجون بمسيرات ومظاهرات تطالب بالاسراع بصرف الرواتب داعيا الجميع الى الصبر لان الازمة ليست انية بل عايشتها الحكومة السابقة , قائلا" بودي ان اعرف من الاخوة الذين يخرجون الان بمسيرات ومظاهرات ، لماذا صبرتم على حصار الرئيس ابوعمار اكثر من سنتين وهو محاصر ، فيما كان بقية الوزراء يجولون دول العالم ، ومع ذلك لم نرَ مثل هذه المسيرات والمظاهرات الصاخبة ، ورغم ذلك فقد صبر "ابوعمار" ومالبث ان تفكك الحصار من حوله", نحن لا نطالب ان تصبر الناس الى ما لا نهاية ، بل نسعى كحكومة جاهدين الى حل الضائقة الاقتصادية ، لكن المسألة تحتاج الى قليل من الصبر وبإمكاننا ان نتعاون ونتكاتف فيما بيننا امام هذه الازمة الخانقة ، لان الكل في ازمة وليست الحكومة وحدها ، علماً بأن الحكومة السابقة كان بالكاد تؤمن رواتب موظفيها ، وكانت الازمة الاقتصادية والبطالة موجودة وكذلك الفقر.