وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كتاب يهود يجاهرون بأن الاستيطان مشروع خاسر

نشر بتاريخ: 04/07/2005 ( آخر تحديث: 04/07/2005 الساعة: 10:25 )
معا - وصف كاتب اسرائيلي في صحيفة هارتس الاستيطان بالعبارات التالية ( ما حدث مؤخراً في غوش قطّيف هو انعكاس حقيقي لتعلق المستوطنين بيهوديتهم ، فأول الخطوات هي الاستيلاء على بيت فلسطيني مهجورهنا اوهناك ومن ثم وضع ال (( ميزوزاه )) في اشارة الى ان هذا البيت اصبح ملكاً يهودياً ، ثمّ اقامة الصلاة (( اليهودية فيه )) ثم يؤدون رقصة (( الورع الصّديق )) فيه ، وبعدئذ تبدأ اعمال الاستفزاز ضد المجاورين الفلسطينيين ويصل في احيان كثيرة الى رميهم بالحجارة ، ومن ثم محاولة من الشباب اليهود قتل مراهق فلسطيني بالحجارة كما حدث قبل يومين ، هذه باختصار هي الحكاية ، انها حكاية كيف استولى المستوطنون على اراضي الفلسطينيين منذ عام 1967 ).
ويضيف عوزي بنزيمان ان عملية الاستيلاء على اراضي الاخرين ، اثبتت ان السرقة التي تتم تحت اسم ((القوانين الدينية)) والحق في ارض الاجداد ، انما تخلق مزيداً من الاحتكاك والصدام والاعمال العنيفة والمواجهات التي قد تكون دامية مع الجيران الفلسطينيين ، ان استعمال القوة للاحتفاظ بهذه الاراضي ، والاعتماد على الاسناد من قبل السلطة الحاكمة واجهزتها الامنية لقمع المقاومة الفلسطينية التي يقوم بها هؤلاء في محاولة منهم لرفع الظلم الذي وقع عليهم ، بالضرورة ايضاً سيؤدي الى مزيد من المواجهات والعنف ... ان البيانات اللفظية المنافقة والانتهازية التي رافقت محاولة الاعدام لاحد الفلسطينيين في المواصي هي النموذج الاكثر شمولية لمجمل المشروع الاستيطاني ، (( ان استبدال الاسماء العربية في الاراضي المحتلة ، باسماء عبرية وعادة ما تكون توراتية انما هي جزء لا يتجزأ من عملية التهويد لهذه المناطق)) عضو الكنيست شاؤول يهلوم دعا المواطنين الاسرائيليين وكذلك شعوب العالم الى عدم تصديق الرواية القائلة بأن السفاح القاتل الذي كان يدق رأس المواطن الفلسطيني بالحجارة ليس مواطناً يهودياً متديناً ، لقد كانوا فقط يلبسون لباس المتدينيين ، قادة المستوطنين الذين شاهدوا الحدث نفسه تكلموا بنفس الطريقة وصرّحوا تصريحات مماثلة .
ويختصر الكاتب الطريق على المتطرفين بقوله : بامكاننا ان نفترض ان بعض قادة المستوطنين من الحاخامات والسياسيين كانوا فعلاً غير راضيين عن هذا ، التصرف المنحرف للشباب المتطرفين من حركة كهانا والذين تجمعوا في فندق في نيفي دجاليم ، اذا كان هذا صحيحاً ، فلابد من ايضاح بعض المسائل لهم :
ويضيف : ان المشروع الاستيطاني ، تحوّل الى جمعية او مؤسسة يهودية عصرية ، وان ما حدث انما هو انعكاس او نتاج طبيعي لهذه اليهودية المعاصرة او اليهودي المعاصر ، او السلوك الاسرائيلي المعاصر ... لقد اتى المستوطنون الى الاراضي المحتلة وفرضوا رؤاهم على الحكومات الاسرائيلية الهزيلة (( خلال مراحل متعددة )) تحت شعار حق تاريخي ، واستولوا على اراضي لا تخصهم وليست ملكهم وجرّدوا المواطن الفلسطيني من حقوقهم واراضيهم ،
( بعد ان انجرت الحكومة الى هذه المهزلة ، وساهمت في دعمها بشكل كبير وبأثر رجعي ، وجدت نفسها فيما بعد وهي محشورة في زاوية بحيث لا مجال امامها سوى الاذعان لدعم المشروع وهكذا بدأت بدعمه من خلال الاجراءات العسكرية والخداع تحت شعار الدواعي الامنية هكذا تم اقامة (( الجيب )) اليهودي في مدينة الخليل عام 1968 وتبع هذا الجيب 122 مستوطنة و 105 موقع استيطاني غير شرعي هذه العلمية ،ومن اساسها ، والتي تعتبر عمل شرعي من قبل الحكومة كانت خطوة غبية سياسياً ، وغير اخلاقية ، وغير انسانية ، وادت بالتالي الى نتائج محتومة ، كان من بينها وبشكل لا مفز منه ردة الفعل التي سمعناها من يهلوم ..... منذ البداية ، قام عدد من الاشخاص المنحرفين والمتطرفين بتجميع انفسهم في مجتمعات محدودة في الاراضي المحتلة ، الصدامات العنيفة مع الفلسطينيين احدثت ظروفاً من السوء بحيث اطلقت العنان للوحش الموجود داخل الانسان ، وسواء كانت تلك هي الاسابيع ام لم تكن ، ان الهيجان والثورة التي مارسها رعاع المستوطنين في غوش قطيف خلال الايام الماضية لم يكن مشهداً نادراً ، ان تاريخ المستوطنات مليء بالقتل والسرقة ، وكذلك الانتهاك المخزي لحقوق الانسان الفلسطيني والدوس على كرامته ).
ان تقرير تاليا ساسون زاخر بالامثلة للانتهاكات القانونية التي مارسها المستوطنون ومن يساعدهم من المسؤولين والسياسيين في الدولة ، ان هذه الرياح الآتية والمبشرة بالفوضى وانتهاك القانون والانظمة انما كانت الثمرة لتلك الخطيئة الاولى التي تم ارتكابها ، التشجيع على الاستيطان في الاراضي المحتلة ، ووفروا الارضية وشجعوا على ممارسة القتل كما حدث في مذبحة الحرم الابراهيمي ، القتل المتعمد للمزارعين الفلسطينيين ، اغتيال اسحق رابين ، ومحاولة الاعدام الاخيرة في غوش قطيف ...... المستوطنين يرفضون هذا التوصيف ، فهم يرون ان استيطانهم في الاراضي المحتلة هو تطبيق لتعاليم توراتية ولحقهم التاريخي في ارض الآباء والاجداد ، انهم يبررون التناقض الحاصل بين دوافعهم ، والنتائج الدموية القاتلة ، وهذا هو خطأهم ، وحتى الاخذ بالاعتبار الموقف الفلسطيني من النزاع ، وحتى الحرص بعدم التعميم والادراك ان بعض المستوطنين قد يكونوا انسانيين فلا يوجد مفر ابداً من النهايات المحتومة لقد أنشأ المشروع الاستيطاني ، وخلق الارضية للظروف التي تؤدي الى الاعمال الرهيبة التي يمارسها الفرد كما تمارسها الدولة ، وكل ذلك يتم باسم الحق اليهودي في وطن قومي لهم - قال عوزي بنزيمان في صحيفة هارتس .