وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

120 الف فلسطيني ينتظرون لم الشمل او بطاقة هوية واسرائيل تماطل

نشر بتاريخ: 04/07/2005 ( آخر تحديث: 04/07/2005 الساعة: 13:48 )
غزة - معاً - لا يزال قرابة 120 ألف فلسطيني عادوا من الخارج بعيد اتفاقية أوسلو غير قادرين على اجتياز الحواجز أو السفر إلى الخارج أو دخول الأراضي المحتلة كما يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على الأوراق الرسمية والثبوتية لامتلاك منشأة أو الالتحاق بالمدارس والجامعات أو تخليص أنفسهم من الورطات نظراً لعدم حصولهم على بطاقة هوية.
تقول إيمان موظفة حكومية أنها قدمت إلى مدينة غزة منذ العام 1997 بتصريح زيارة انتهت صلاحيته بعد عام واحد، مؤكدة أن أسرتها واجهت مشاكل متعددة لبناء منزل يأويها، عدا عن صعوبات واجهتها لدى التحاقها بالجامعة للدراسة، ومشاكل يواجهها إخوتها الأصغر حيث ضمنت أسماءهم في جواز سفر الأخوة الأكبر منهم نظراً لعدم بلوغهم السن القانونية وقالت:" نعم قطاع غزة سجن كبير ولكننا بفقداننا الهوية لا نستطيع ان نتعدى حاجزاً إسرائيلياً واحداً للخروج من مدينة غزة" وتتابع:" الشباب بلا هوية يعني لدينا مستقبلاً ضائعاً وغير واضح المعالم ويتهدده الطرد بين اللحظة والأخرى".
أما رجل الأعمال ماهر الريس والذي يمتلك شركي ترانسبورتيشن لموزين وريال ستيت في الولايات المتحدة الأميركية فقد تزوج منذ ثلاث سنوات من ابنة لعائلة فلسطينية عادت إلى أرض الوطن منذ العام 1995 وانتهى تصريح زيارتها بعد 4 شهور، وحالياً لا يستطيع أفراد العائلة مغادرة الأراضي الفلسطينية.
ويقول الريس لـ معاً:" لا حل لنا سوى المزيد من الصبر أو الانفصال وها أنا قد انقسمت حياتي بين الولايات المتحدة الأميركية وفلسطين التي تقطن بها زوجتي، وقد أتيت إلى الوطن منذ شهرين ونصف لأقضي أكبر وقت ممكن معها فهي لا تستطيع اللحاق بي".
ويقول محمود الهرباوي شقيق سالي أن عائلته قدمت من اليمن وحاولت على مدار الأعوام العشر الماضية استخراج بطاقات هوية إلا أن أحداً منهم لم يحصل عليها، مؤكداً توجههم لكافة المسئولين والوزراء ومن يمكنه مساعدتهم مفترضاً أن حصول شقيقته على إذن بالإقامة الدائمة في مصر قد يحل قضيتها ويساعدها على اللحاق بزوجها في الولايات المتحدة.
وتواجه العائلة مشكلة أخرى فقد رزقت فور قدومها إلى فلسطين بطفل ولد مصاباً بشلل دماغي أعجزه عن الحركة وعلى مدى السنوات التسع من حياته لم يتلق علاجاً بالقدر الكافي إلى أن استطاع دخول الأراضي المحتلة للعلاج في مستشفيات إسرائيلية برفقة خالته التي تحمل هوية فلسطينية، ويحتاج المواطنين إلى السفر إلى الخارج أو إلى داخل إسرائيل نظراً لضعف العناية الطبية المقدمة لهم في الأراضي الفلسطينية التي تعاني شحاً في الأدوية ونقصاً في الخبرات.
عائلات بأكملها..تنتظر
ولا تقتصر المعاناة على أفراد فقط بل هناك عائلات بأكملها تؤكد أن بطاقة الهوية أقل الحقوق الواجبة لهم وأكثرها ضرورة، فهي بنظرهم حياتهم، حتى أن إحدى العائدات ح-ش تقول:" أعطيني هويتك وشوفي شو بدي أعمل فيها، بحطها بلوح قزاز وبسكر عليها".
أما عائلة ام أحمد الراشد والتي تقطن في مدينة غزة فتقول:" جئت في العام 1995 بتصريح زيارة وبناء على طلب من والدتي قدمت لم شمل على أنني ابنتها وتريدني بجانبها في غزة ولكن لم يقدر لنا حتى الآن ، وقررت فور إصدار البطاقة أن أضم أبنائي العشرة لها ولكن ذلك ينتظر منا مزيداً من الصبر إلى ان تحل هذه القضية" وتتابع سافر زوجي إلى السعودية قبل اندلاع انتفاضة الأقصى بشهر واحد وهناك توفي ولم أستطع السفر للانضمام إلى أبنائي والمشاركة في عزائه كما لم يستطع أحداً من أبنائي هنا السفر إلى السعودية".
عن إحدى العقبات التي واجهها العائدون جراء افتقادهم للهوية يقول لؤي الراشد:" في عملية الانتخابات الأخيرة طلب منا أوراقاً ثبوتية استدعت إجراءات لإثبات الشخصية فتوجهنا إلى السلطة واستخرجنا ورقة ثبوتية بتقديمنا تصريح السفر الذي انتهت صلاحيته وشهادة الميلاد ومن ثم سمح لنا بالاقتراع، أما عدا ذلك فأكبر قضية تواجهنا هي السفر إلى الخارج ورؤية إخوتنا الذين لم نراهم منذ العام 1995".
الأجنبيات في القطاع
يوجد في قطاع غزة الكثير من الزوجات الأجنبيات خاصة من دول شرق أوروبا اللواتي حصلت بعضهن على بطاقة هوية منذ التحاقهن بأزواجهن فور قدوم السلطة وبعضهن الآخر لم يستطعن مغادرة القطاع في أقسى ظروف حياة عائلاتهن نظراً لعدم امتلاكهن بطاقة هوية.
أما مارتا القادمة من رومانيا منذ العام 1996والأم لثلاثة أطفال فقد مات أجدادها ولم تستطع اللحاق بالعائلة للمشاركة في العزاء وتجري والدتها يومياً اتصالات هاتفية تستجديها للعودة إلى بلدها للبقاء بجانبها.
ولينا لم تغادر القطاع منذ العام 2000، أما أليس من ذات الدولة فقد رأت والديها لآخر مرة عام 1998، ولا تشارك هؤلاء النساء عائلاتهن في الأفراح أو الأحزان.
هل هناك حل؟؟
السلطة الفلسطينية تعمد إلى إجراءات مكثفة منذ قدومها إلا أن الجانب الإسرائيلي يرفض تقديم تسهيلات بهذا الشأن حسب مصادر مطلعة في وزارة الشؤون المدنية رفضت الكشف عن اسمها، وأفادت ذات المصادر أن هناك محاولات جدية لاستخراج ما يقارب 54 ألف بطاقة هوية للعائدين وإسرائيل لم تزل رافضة، وكما أكدت هذه المصادر أن الرئيس محمود عباس قدم طلباً جدياً في هذا الشأن خلال لقائه الأخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون الذي رفض النقاش في هكذا طلب.
ويصب الرفض الإسرائيلي في هذا الإطار برفضه للقرار 194 الخاص بعودة اللاجئين وكافة القرارات المتعلقة بهذا الشأن عدا عن تنصله من بنود تم الاتفاق عليها في اتفاقية أوسلو والاتفاقات التالية لها، فهو يتعنت أمام أي طلب ولو صغير بجمع شمل العائلات التي تمزقت بين الأرض التي عاد بعضهم إليها وبين البلدان التي ينتظر الباقون بصيص أمل للحل.