وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

توقيع مذكرة تعاون فلسطينية- أمريكية حول قصر هشام

نشر بتاريخ: 17/06/2010 ( آخر تحديث: 17/06/2010 الساعة: 12:25 )
اريحا- معا- وقعت وزيرة السياحة والاثار د.خلود دعيبس مذكرة تعاون ما بين زارة السياحة والاثار/ دائرة الاثار ومعهد الاثار في جامعة شيكاغو لاعادة تقييم علمي لاثار خربة المفجر (قصر هشام) في أريحا، تحت الاشراف العلمي لكل من د. حمدان طه ود.دونالد ويتكومب من معهد الاثار في جامعة شيكاغو ومشاركة د. ايمان السقا من كلية القديس خافيير في جامعة شيكاغو.

وقد ثمنت وزيرة السياحة والاثار هذا الخطوة كفاتحة للتعاون الاثري العلمي المشترك بين دائرة الاثار وجامعة شيكاغو.

واشار د.ويتكومب بأن مشروع قصر هشام يعتبر أول مشروع تعاون فلسطيني-أمريكي مشترك في حقل الاثار، ويشكل محطة هامة في تاريخ العمل البحثي حول اثار الفترة الاموية. ويأمل ان يكون مساهمة في المعرفة الثقافية المشتركة لمنطقة الشرق الاوسط.

واشارد.حمدان طه بأن وكالة التعاون الامريكية من خلال مؤسسة الانيرا قد أسهمت في السنوات الماضية في تمويل المرحلة الثانية من مشروع تأهيل قصر هشام والشوارع المحيطة به بقيمة مليون دولار، كما ساهمت قبل ذلك من خلال برنامج الامم المتحدة الانمائي في تمويل مشروع تأهيل سبعة مواقع في المحافظات الشمالية بقيمة اثنان ونصف مليون دولار.

ويهدف المشروع الجديد الى تقييم علمي لموقع خربة المفجر (قصر هشام) على الضفة الشمالية لوادي نويعمة، على بعد حوالي 2 كم إلى الشمال من مدينة أريحا.

ويعرف الموقع بأطلال خربة المفجر وقد نسب القصر إلى الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بناءا على بعض الدلائل الكتابية المكتشفة في الموقع، ولكن يعتقد اليوم بأن القصر شيد على مراحل إبان عهد الخليفتين هشام بن عبد الملك (723-/743م) والوليد الثاني (743-744م)/ ولم يكن هذا القصر هو المقر الرسمي للخليفة، وإنما قصر شتوي للراحة والاستجمام شيد على أطراف بادية الشام كقصر المشتى وقصير عمرة وقصر المنيا وقصرالحير الشرقي. وقد دمر هذا القصر بواسطة زلزال عنيف ضرب المنطقة حوالي 749م ، قبل أن يكتمل بناءه. وأعيد استخدامه بشكل جزئي في الفترتين العباسية والأيوبية.

وجرى تنقيب الموقع من قبل دائرة الآثار الفلسطينية ما بين 1935-1948، تحت إشراف كل من د. ديمتري برامكي ود.روبرت هاملتون وتجددت التنقيبات سنة 2006 تحت إشراف د. حمدان طه.

يعتبر قصر هشام مثالا مميزا للعمارة العربية الاسلايمية المبكرة في فلسطين، ويقع ضمن شبكة القصور الاموية التي شيدت على أطراف بادية الشام مثل قصر الحير الشرقي والغربي وقصر الطوبة وقصير عمرة وقصر المشتى وقصر المنيا.

يتكون الموقع من القصر والحمام الكبير والمسجد و النافورة وساحات وحدائق يحيط بها سور خارجي وحير.أما المنطقة الشمالية فقد جرت فيها تنقيبات جزئية، أظهرت سلسلة من المباني، يعتقد بأنها تشكل جزءا من خان ومساكن لعمال القصر، كما يتكون من بناء مربع بطابقين، تحيط به أبراج دائرية عند الزوايا. وغرف القصر مرتبة حول ساحة مركزية مبلطة ببلاط حجري، تحيط بها أربعة أروقة معمدة. يقع مدخل القصر الرئيسي في الجهة الشرقية، وهو عبارة عن ممر معقود تحيط به مقاعد حجرية للحراس، ومزين بزخارف حجرية وجصية.

ويقع الحمام الكبير في الجهة الشمالية للقصر. واحتوى ردهة (غرفة الحمام البارد)، وغرفة استقبال مقببة، وسلسلة من غرف الاستحمام الصغيرة، والمراحيض.

وقد زود القصر بالمياه من نبعي الديوك والنويعمة، أسفل جبل قرنطل، على بعد 4 كم إلى الغرب، بواسطة قناة مكشوفة وتقطع قناة الماء وادي النويعمة في نقطتين على قناطر محمولة، وتصب المياه في بركة كبيرة إلى الغرب من القصر.

وقامت دائرة الآثار الفلسطينية بأعمال ترميم وتأهيل واسعة في الموقع منذ سنة 1995 شملت أرضيات الفسيفساء والجدران ومرافق الخدمات ومركز تفسير الموقع ومختبر الفسيفساء والمتحف والجسر الجديد والطريق المؤدية إلى القصر.

واشار د.طه بأن المشروع الحالي يهدف الى اعادة تقييم علمية لنتائج التنقيبات القديمة التي قام بها كل من ديمتري برامكي وروبرت هاملتون في الفترة ما بين 1936-1946، والتي نشرت نتائجها بشكل أولي وانقطعت بسبب حرب عام 1948، هذا الى جانب اعادة تقييم المنطقة الشمالية التي نقبت بشكل جزئي من قبل السيد عوني الدجاني في بداية عقد الستينيات من القرن الماضي، ولم تنشر نتائجها بعد.

وسيولي المشروع اهتماما خاصة بالجوانب المتعلقة بالاثار والمجتمع المحلي بما في ذلك تعزيز برامج التوعية الشعبية واالنشاط المجتمعي المرتبط بالتراث الثقافي، وسيبدأ العمل المشترك في الشهور القليلة القادمة.

جدير بالذكر بأن الدكتور ويتكومب يعتبر من كبار العلماء في حقل الاثار الاسلامية، يعمل حاليا في معهد الاثار الشرقية في جامعة شيكاغو وسبق له العمل في عمان والمملكة العربية السعودية، واشرف على تنقيبات قصر القديم على شاطىء البحر الاحمر، وفي الاقصر في مصر وجينسارين في سوريا، كما اشرف على تنقيبات العقبة في الاردن، ويتركز اهتمامه على تطور المدينة الاسلامية.