وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صحيفة الرأي الاردنية: اسرائيل تجاوزت كل الخطوط واطاحت بما تبقى من قانون دولي

نشر بتاريخ: 30/06/2006 ( آخر تحديث: 30/06/2006 الساعة: 12:27 )
عمان- معا- أكدت صحيفة الرأي الاردنية شبه الرسمية على ان اسرائيل تجاوزت كل الخطوط وخرجت عن جميع التقاليد والأعراف السياسية والدبلوماسية واطاحت بما تبقى من قانون دولي وشرعية دولية وظهرت على العالم متحدية ومستكبرة مستندة الى آلة القتل التي تتوافر عليها ترسانتها الحربية التي تعربد الآن في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

وقالت الصحيفة ان اسرائيل تجاوزت بترسانتها الى الاجواء والمياه الاقليمية لدولتين عربيتين في رسائل تهديد واضحة للأمن والاستقرار الاقليميين الذي ترى اسرائيل نفسها وبما تجده من مساندة سياسية ودبلوماسية واعلامية غربية «حرة» في اطاحتهما و «تفصيل» المناخات الملائمة لفرض سياساتها العدوانية ومشروعاتها الاستيطانية والتوسعية على دول وشعوب المنطقة في عملية ابتزاز مكشوفة ورغبة واضحة في انتزاع اعتراف بكونها دولة اقليمية كبرى صاحبة قرار في امور المنطقة ومستقبلها.

وأضافت" الرأي" في افتتاحيتها اليوم الجمعة ان اسرائيل مفضوحة النوايا الاستعمارية ومحكومة بالفشل والانهيار لأنها ضمن قوانين الطبيعة والتاريخ ولأنها لن تخرج على المصير البائس الذي انتهت اليه المشروعات الاستعمارية السابقة والغزوات العديدة التي تم تسييرها الى المنطقة العربية والاسلامية تحت دعاوي وخطابات عنصرية ودينية متطرفة ليس الخطاب الاستيطاني والاستعماري الاسرائيلي سوى نسخة كريهة اخرى منه.

وأشارت "الرأي" الى ان ما اقترفه جيش الاحتلال الاسرائيلي في الاسبوع الاخير من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وعمليات قتل تقترب من الابادة الجماعية اضافة لى عمليات التجويع والتعطيش واستهداف البنى التحتية الفلسطينية وتدميرها وفرض الحظر على تنقل الفلسطينيين انما هو عقاب جماعي يتنافى والقانون الدولي يجب ان يساق مرتكبوه والذين خططوا له واصدروا الأوامر الى المحكمة الجنائية الدولية التي توافق المجتمع الدولي على ان تكون «ضمير» العالم المتحضر في وجه الاشخاص والمنظمات والأنظمة التي تمارس مثل هذه الاعمال غير الانسانية ضد بني البشر.

وقالت "الرأي" انه لعل اكثر ما يثير الاشمئزاز والغضب في عمليات «العربدة» التي تمارسها حكومة اسرائيل وجيشها هو هذا الازدراء والاستهانة بالقانون الدولي وأبسط حقوق الانسان والقواعد الدبلوماسية عندما قامت باختطاف وزراء من الحكومة الفلسطينية وعدد كبير من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخبين في عملية ديمقراطية شهد المجتمع الدولي بشفافيتها ونشطاء وموظفين في خطوة تذكر العالم بما كان يتصرفه النظام النازي بحق اليهود وغيرهم من مواطني الدول الاوروبية التي وقعت تحت سنابك الجيوش الفاشية والنازية.

واضافت الصحيفة ان اسرائيل تهرب حكومة وجيشا وأحزابا الى الامام في سعي لشراء الوقت والتهرب من الاستحقاقات التي يجب عليها ان «تدفعها» كي يسود السلام والأمن والاستقرار في المنطقة لجميع دول المنطقة وشعوبها وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني وليس لشعب على حساب شعب آخر وليس لدولة على حساب اسقاط استحقاق الدولة الفلسطينية.

وأكدت الصحيفة على انه لن يكتب لخطة الانطواء التي يروج لها ايهود اولمرت النجاح ولن تفلح عربدة الجيش الاسرائيلي في الحصول على اي انجاز سياسي وسيحصد عدوان «امطار الصيف» الذي يشن الآن على اهالي غزة والضفة الغربية العزل الفشل كما كان مصير عملية «السور الواقي» التي شنها ارئيل شارون فالشعب الفلسطيني لم تكسر ارادته ولم يركع ولم يستسلم لاملاءات الاحتلال او يتخلى عن حقوقه المشروعة.

وقالت ان الفرصة لم تتبدد بعد وتخلي اسرائيل عن منطق القوة وغطرستها لصالح منطق الحوار والمفاوضات هو الطريق الى منح شعوب المنطقة «بمن فيهم الشعب الاسرائيلي» التفاؤل والأمل برؤية ضوء في نهاية النفق المظلم الذي وضع جيش الاحتلال وسياساته المنطقة فيه.

وطالبت الصحيفة الرباعية الدولية بان تنهض بدورها الاخلاقي والسياسي قبل ان
تذهب المنطقة الى الفوضى والمجهول لأن غياب العدل واحترام القانون الدولي ومنع الانتهاكات الفظة لحقوق الانسان لا يعني سوى الموافقة على الاحتلال وتأييد جرائمه وهذا لا يجلب الامن والاستقرار ولا يعجل بخلق عالم متوافق يحارب الارهاب والتصحر والتطرف والاوبئة والتلوث البيئي والمجاعة والحروب الاهلية والانظمة العنصرية والقمعية والخارجة على القانون.