وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في بيان اصدروه اليوم: بطاركة القدس يدعون الى وقف العنف ومنح الشعب الفلسطيني حريته

نشر بتاريخ: 08/07/2006 ( آخر تحديث: 08/07/2006 الساعة: 17:51 )
القدس -معا- دعا رجال دين مسيحيون اليوم الى وقف العنف الجاري حاليا والذي حصد ارواح الابرياء، وتسبب في تدمير البنى التحتية للشعب الفلسطيني .

وجاء في البيان الذي وقع عليه رجال الدين " إننا نؤيد بحزم كل كفاح ضد الإرهاب، ولكننا نذكِّر أيضا أن هذا الكفاح يبدأ باقتلاع جذور الإرهاب، والجذور هي حرمان الشعب الفلسطيني حريته". وفيما يلي النص الكامل للبيان :

" فاَرتَدَ الحَقُّ إلى الوراءِ، ووقَفَ العَدلُ مِنْ بعيدٍ، لأنَّ الصِّدْقَ سقطَ في السَّاحةِ، والاستِقامةَ لا تقدِرُ على الدُّخولِ، وصارَ الصِّدْقُ مَفقودًا،والحائِدُ عَنِ الشَّرِّ مَسلوبًا. رَأى الرّبُّ فاَستاءَ، أنْ لا يكونَ هُنالِكَ عَدلٌ. ورَأى أن لا وُجودَ لمُؤْنِسٍ،وتعَجَّبَ أنْ لا وُجودَ لِشَفيعِ. فشهَرَ لِلنَّصرِ ذِراعَهُ، واَتَّخذَ العَدلَ سَندَهُ. (أشعيا 59: 14-16).

العنف الذي نشهده في هذه الأيام جاوز الحد ولا مبرر له. وقع جندي إسرائيلي في الأسر في معركة. واختطف مستوطن وقُتِل. وكان الرد الإسرائيلي تدمير ثلاثة جسور ومحطة للطاقة، ما تسبب في خسائر تقدَّر بملايين الدولارات وحرمان 750 الف نسمة من الكهرباء أو الماء في غزة. ثم أسرَت السلطات الإسرائيلية أيضا 84 فلسطينيا بينهم 7 وزراء و21 عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني. وحصل هذا بعد أسبوع قُتِل فيه 48 فلسطينيا، بينهم 27 مدنيا وتسعة أطفال وامرأة حامل.

واليوم، نحن، رؤساء الكنائس في الأرض المقدسة، نقول: إنه لا يحل ولا يجوز أن يستمر الوضع الذي نحن فيه في أرضنا. إنه من واجبنا أن نذكِّر سلطاتنا بذلك. لا يحل لكم أن تَبقوا وأن تُبقُونا سائرين على طرق الموت. نظر الله "ورَأى أن لا وُجودَ لمُؤْنِسٍ، وتعَجَّبَ أنْ لا وُجودَ لِوسيطِ" (أشعيا 59: 16).

إننا نندد باختطاف الجندي الإسرائيلي وبقتل المستوطن، كما نندد باختطاف العشرات من الفلسطينيين في كل يوم وبقتل غيرهم، وباحتجاز الآلاف من الأسرى منهم. ونقول إن جميع الكائنات البشرية متساوية، ويجب أن يعامل الجميع، الفلسطينيون والإسرائيليون، معاملة متساوية. كل اعتداء على كرامة إي إنسان، فلسطيني أو إسرائيلي، يجب أن يتوقف.

ستنتهي آلامنا، الفلسطينيين والإسرائيليين، عندما يعترف الكل بالحقيقة كلها: الاعتراف بحق إسرائيل على الأمن، والاعتراف بأن جوهر الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو حرمان الشعب الفلسطيني حريته. إننا نؤيد بحزم كل كفاح ضد الإرهاب، ولكننا نذكِّر أيضا أن هذا الكفاح يبدأ باقتلاع جذور الإرهاب، والجذور هي حرمان الشعب الفلسطيني حريته.

لا يحل لكم، لا يحل لنا، أن نبقى سائرين في طرق الموت. الأمر واضح: قفوا كل عنف. قفوا القتل. دافعوا عن حياة الإنسان وعن كرامته. وابدأوا المفاوضات. لتتوقف دائرة العنف والموت التي نحن فيها. واسمعوا صوت الله يقول: "جانب الشر وابتغ السلام واسع إليه" (مزمور 33: 15).

قد طال الأمر وتمادى. يجب على كل السلطات أن تبدل طرقها. ويجب على الأسرة الدولية أن تقوم بدورها بحزم ومن غير تردد للبدء بالمفاوضات، وللتوصل إلى السلام العادل والنهائي. "هذا ما يطلبه منك الرب : أن تجري الحكم وتحب الرحمة وتسير بتواضع أمام إلهك".

+ثيوفلس الثالث، بطريرك القدس للروم الأرثوذكس
+ ميشيل صباح، بطريرك القدس للاتين
+ توركوم مانوغيان، بطريرك القدس للأرمن الأرثوذكس
بيير باتيستا بيتسيبالا، حارس الأراضي المقدسة
+ الأنبا أبراهام، مطران الأقباط الأرثوذكس في القدس والشرق الأدنى
+ سويريوس ملكي مراد، النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس في القدس
+ أبونا غريما، مطران الأحباش الأرثوذكس في القدس
+ رياح أبو العسل، مطران الكنيسة الإنجيلية الأسقفية العربية في القدس
+ منيب يونان، مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في القدس والأردن
+ بولس صياح، النائب البطريركي العام للموارنة في القدس
+ بطرس ملكي، النائب البطريركي العام للسريان الكاثوليك في القدس
+ جورج بكر، النائب البطريركي العام للروم الملكيين الكاثوليك
الأب روفائيل مينسيان، النائب البطريركي العام للأرمن الكاثوليك في القدس