وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حمايل يتفقد عائلة انسطاس التي يحاصرها الجدار شمال بيت لحم

نشر بتاريخ: 19/09/2010 ( آخر تحديث: 19/09/2010 الساعة: 18:47 )
بيت لحم- معا- أكد محافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل وقوف السلطة المطلق الى جانب العائلات الصامدة في منازلها وأراضيها رغم كافة الاجراءات الاحتلالية وعلى رأسها سياسة التطهير التي تتعرض لها منطقة قبة راحيل على مدخل مدينة بيت لحم الشمالي والتي تعاني فيها العائلات جراء عزل المنطقة عن محيطها الفلسطيني.

جاء ذلك خلال زيارة المحافظ حمايل الى منزل عائلة جوني وكلير انسطاس والتي يلف الجدار منزلها من الجهات الثلاث فيما تعاني من الجهة الرابعة من مضايقات جنود الاحتلال الاسرائيلي في كافة الاوقات حيث تشكل العائلة نموذجا للمعاناة الفلسطينية التي تعاني جراء بناء اسرائيل لجدار الفصل على مدخل مدينة بيت لحم مدينة مهد رسول المحبة والعدل والسلام.

وشدد المحافظ على اهمية تعزيز صمود هذه العائلة في منزلها مشيرا الى انها تشكل نموذجا للتحدي والصمود الفلسطيني بعد كل ما مرت به من معاناة جراء موقع منزلها وما تعرضت له من مضايقات واعتداءات من قبل الاحتلال الاسرائيلي مشددا على انها تعرضت لازمات اقتصادية ومالية ونفسية اثرت في ابنائها وبالتالي يجب العمل على الوقوف الى جانبها ومساعدتها على النهوض والصمود في هذه المنطقة من بيت لحم والتي اصبحت شبه معزولة.

ونقل المحافظ حمايل للعائلة تحيات الرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه الدكتور سلام فياض، مشيرا الى ان القيادة الفلسطينية تبذل جهودا كبيرة على مختلف المستويات من اجل التخفيف من معاناة المواطنين سواء سياسيا او اقتصاديا واجتماعية لمواجهة سياسات الاحتلال وتعزيز صمود المواطنين رغم كافة الصعاب التي تعاني منها السلطة الوطنية الفلسطينية.

واكد انه وبناء على هذه السياسة التي تنتهجها السلطة في تعزيز دعم صمود المواطنين فانه سيقوم بنقل واقع هذه العائلة الى رئيس الوزراء واعدا العائلة بشمل منزلها في اول جولة لرئيس الوزراء الدطتور سلام فياض حتى يطلع على واقعها الصعب ويستمع منها الى ما مرت به من ظروف صعبة ادت الى تدمير العائلة على كافة النواحي.

وطالب العائلة بالعمل على توثيق معاناتها عبر كتب رسمية من بلدية بيت لحم والغرفة التجارية والجهات الرسمية الاخرى حتى يتم رفعها للرئيس عباس ولرئيس الوزراء الدكتور سلام فياض من اجل العمل على مساعدتها في كافة المجالات.

كما ثمن المحافظ حمايل الروح العالية للعائلة وانتمائها لمنزلها ومدينتها وصمودها فيها في اصعب الظروف ابان انتفاضة الاقصى رغم كل ما مرت به مشددا على ان السلطة واذرعها ستقدم كل ما يمكن تقديمه من تسهيلات لهذه العائلة حتى تتمكن من اعادة احياء المنطقة عبر اعادة افتتاح محلاتها المغلقة وبالتالي تشغيل محلات وكراجات هذه العائلة هذا بالاضافة الى تسهيل اي طلبات لافتتاح محلات تخص العائلة المنكوبة في هذه المنطقة المعزولة مطالبا العائلة بتحديد احتياجاتها في كتب رسمية خلال الايام القادمة.

من ناحيتها قدمت العائلة للمحافظ حمايل شرحا مفصلا عن اشكال وظروف المعاناة الانسانية التي عايشتها منذ العام 2000 وحتى يومنا هذا حيث قدمت كلير انسطاس شرحا للمحافظ عن اشكال هذه المعاناة التي تمثلت في احاطة الجدار العازل بالمنزل ووقوعه على مدار الساعة تحت مراقبة جنود الاحتلال الذين يراقبون المنزل والعائلة من خلال الابراج المحطية به هذا بالاضافة الى الكاميرات التي تعمل على تصوير المنزل على مدار الساعة مما افقدهم الشعور بالخصوصية حتى داهل غرفهم.

كما اشارت كلير الى ما تعانيه الاسرة من عدم وجود دخل مادي لها بعد ان اقيم الجدار العازل حيث كانت عائلتها تعيش ظروفا اقتصادية جيدة من خلا عمل زوجها واشقائه بالمكانيك واصلاح المركبات وفقدانهم لعملهم بعد ان اغلق الجدار المنطقة على معداتهم التي لا يستطيعون اخراجها حتى اليوم من المحلات الموجودة فيها بالمبنى المحاصر بالجدار لان الجدار ضيق مداخل هذه المحلات مما يمنع اخراجها لاستغلالها هذا بالاضافة الى منع سلطات الاحتلال اعادة فتح المحلات من خلال تنفيذ مضايقات بحق كل من يقترب من المنزل.

واشارت انسطاس الى ان هذا الواقع اثر في وضعهم الاقتصادي حيث تحولت الاسرة الى اسرة من افقر الاسر ببيت لحم مما دفعها الى الاقتراض من البنوك المحلية لاعادة احياء عملها لكن دون جدوى حيث يتخوف الناس من الوصول اليها بعد انقطاع استمر لسنوات مطالبة كافة الجهات العمل على ايجاد مشروع لاعادة احياء هذ المنطقة.

كما اشارت انسطاس الى لجوء العائلة الى اعمال اخرى لم تكن على علاقة بها مما اوقعها في اوضاع اقتصادية كبيرة وهي الامور التي دفعتها للاقتراض من البنوك مما اثقل من همومها الاقتصادية والمعيشية مشددة على ان اي من الجهات الرسمية لم تساعدهم في اي شيئ لا من حيث اعادة ترميم المنزل الذي تعرض للتخريب بسبب قصف الاحتلال وجرافاته للمنطقة او من خلال برامج مساعدة المنشات الاقتصادية حيث اقتصر الدعم على المنطقة الاخرى من الجدار ولم يصلها اي من اشكال هذا الدعم.

واشارت الى الظروف الصعبة التي تعاني منها العائلة حيث دفعت هذه الظروف احد اشقاء زوجها الى الهجرة خارج الوطن من اجل مساعدة عائلته عبر العمل بالخارج وايجاد فرص افضل لابنائه، مشيرة الى ان العائلة في ظروفها هذه تعمل على تعليم اربعة من ابنائها في الجامعات الفلسطينية مطالبة الجهات المعنية المساعدة في هذا الاطار.

وأوضحت أن المنزل تضرر كثيرا خلال السنوات الماضية وتم اصلاحه بشكل سريع على حساب العائلة وبشكل سريع في حينه مما ادى الى وقوع اخطاء بظروف اصلاخ المنزل حيث ظهرت العيوب الناجمة عن العمل السريع في حينه خوفا من جنود الاحتلال الى الظهور مجددا خصوصا في شبكة المجاري حيث تتجمع المياه امام المنزل والمحلات بشكل كبير مطالبة بلدية بيت لحم والجهات الاخرى المساعدة في هذا الاطار.

وأضافت كلير انسطاس ان العائلة لجات الى اعمال اخرى مثل افتتاح محل للتحف الشرقية لكن هذا المحل بحاجة الى تعاون الجهات المحلية الفعالة من اجل توجيه الانظار الى هذا المحل من اجل انجاحه معبرة عن املها بعدم فقدان الثقة بالله اولا وبالمخلصين من ابناء الشعب الفلسطيني.

من جهته اشار جوني انسطاس الى تعرضه وابنائه الصغار الى مضايقات من قبل جنود الاحتلال حيث يقوم الجتود بمداهمة المنزل من حين لاخر ويهددون باعتقال ابنائه وابناء اخيه تحت حجج واهية هذا بالاضافة الى مداهمتهم للمحلات حيث قاموا مؤخرا بمداهمة الكراجات عند قدوم احد المواطنين لاصلاح مركبته وقاموا بمصادرة دراي شفت مركبة المواطن بحجة انها صاروخ ولم يعيدوها الى بعد ساعات مما دفع المواطن الى المغادرة وعدم العودة.

واضاف انه لا يمكن ترك عائلة بمفردها تحت السماء والطراق دون مساعدة مثمنا زيارة المحافظ ومعربا عن امله بتحقيق نتائج للعائلة من خلالها شاكرا كافة من وقف ويقف الى جانبهم في محنتهم هذه التي ياملون بانتهائها قريبا.

وتجول المحافظ بعد لقائه العائلة في محيط المنزل واطلع على اشكال المعاناة الانسانية وجهود العائلة من اجل البقاء والصمود حيث وعدها بالعمل على مساعدتها وفق الامكانيات المتاحة على كافة المجالات مشددا على اهمية توجيهها كتبا بما تحتاجه حتى يتسنى مساعدتها في كافة الامور المطروحة.