وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محلل عسكري اسرائيلي : ادارة عسكرية فاشلة في لبنان

نشر بتاريخ: 01/08/2006 ( آخر تحديث: 01/08/2006 الساعة: 14:18 )
تحت عنوان ادارة استراتيجية فاشلة..كتب المحلل العسكري الاسرائيلي زئيف شيف يقول :من يجمل المعركة الحالية، حتى وقف اطلاق النار الجزئي الذي فرضته اسرائيل على نفسها بسبب الحدث الصعب في قانا، لا يمكنه أن يفر من الاستنتاج بان الادارة الاستراتيجية للحرب حتى الان كانت فاشلة. البرهانان البارزان هما ان القوات البرية للجيش الاسرائيلي لم تساهم عمليا في وقف حرب الاستنزاف، وحزب الله واصل حرب الاستنزاف الشديدة ضد مواطني اسرائيل ومدنها حتى اللحظة الأخيرة. كما أنه ليس واضحا اي قوة دولية ستنشأ في لبنان.
يحتمل أن يطرأ تغيير على هذا الاستنتاج في الايام القريبة القادمة، اذا صادق المجلس الوزاري الامني على خطط معينة، واذا ما استخدم الجيش الاسرائيلي فرق الاحتياط على نحو سليم كما وعلى أساس الدروس ونقاط الخلل التي وقعت في بداية الحرب. واذا ما حصل هذا فينبغي التوقع بان يستخدم حزب الله مجددا صواريخه نحو المدن والقرى الاسرائيلية. وتقترب مدة هذه الحرب من عدد أيام الحرب في يوم الغفران، واذا ما صادقت الحكومة على الخطط الميدانية أو على بعضها، فمن الواضح أنها ستستمر أكثر بكثير.
لقد أدارت القوات البرية معركتين بطوليتين في مارون الراس وبنت جبيل، عرضتا كمعركة على "رموز" حزب الله. وقد غدتا رموزا وكأنهما قلعة البوفور في حرب 1982. ولم تساهم القوات البرية في المعركة ضد الصواريخ قصيرة المدى في جنوب لبنان. وحتى يوم أمس لم تستخدم لاعداد المنطقة في جنوب لبنان قبل تسليمها للقوة متعددة الجنسيات. ومن المشكوك فيه جدا أن تكون قوة دولية مستعدة للعمل ضد هذه المنظومة.
وحتى يوم أمس لم تستكمل القوات البرية استيلاءها و "تطهيرها" للحزام الضيق في الجنوب اللبناني المحاذي للحدود الدولية. حرب العام 1982 اعتبرت حربا سيئة من ناحية اهدافها، ولكن الجيش الاسرائيلي وصل حتى نهر الاولي في غضون 48 ساعة مع خسائر قليلة. اما في الحرب الحالية فان الجيش الاسرائيلي يقاتل عرضا بدلا من عمقا، في قطاع ضيق للغاية، ولم يستكمل مهمته في ثلاثة اسابيع.
المعركة ضد حزب الله كانت في أساسها، وقبل كل شيء، جوية واستخبارية. فقد ضرب حزب الله من الجو في اماكن عديدة. ودفع ثمنا باهظا ولكن ليس كافيا. المعركة لم تنتهي بـ "ضربة واحدة وانتهينا" اسرائيلية كما توقع الكثيرون، بمن فيهم العرب. والادعاء بأننا فاجأنا نصرالله في الخطوة الكبيرة بعد اختطاف الجنديين وقتل رفاقهما في الدورية في اسرائيل، هو مثابة قصص حرب وليس أكثر.
الجيش الاسرائيلي هو جيش قوي، ولكن قوته لم تستغل كما ينبغي وحتى النهاية. في اللجنة الوزارية للشؤون الامنية طرحت بين الحين والاخر افكار جيدة، ولكن اعضاء اللجنة حرصوا بقدر اكبر على وحدة الصف، وتحولت اللجنة الى منتدى للجدالات والتصريحات. من المفضل عدم القاء التهم على الامريكيين. فليس هم الذين خيبوا أمل اسرائيل، بل ان اسرائيل هي التي خيبت أملهم من ناحية استراتيجية، اذ لم تنجح في أن توفر للادارة الاوراق العسكرية. ولهذا فقد بدأوا بممارسة الضغط على اسرائيل كي تغير الاتجاه.
وحتى قبل الحدث في قانا استسلمت اسرائيل للضغط المعتدل، وأوقفت قصف أهداف حزب الله في بيروت. واعتقدت واشنطن بان الخطوة ستعزز الحكومة اللبنانية الضعيفة. وبالمقابل، فان الاقتراح ليلة أول أمس بوقف الاعمال الجوية كان ينبغي لرئيس الوزراء أن يرفضه، حتى وان جاء من كونداليزا رايس. وبالتأكيد ما كان ينبغي له أن يستجيب له بسرعة البرق ودون بحث معمق. لقد كان هذا تكرار لوقف فزع، بسبب خلل مشابه، لحملة "عناقيد الغضب" في العام 1996.