وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نادي الاسير الفلسطيني يوثق شهادات بعض الاسرى حول تعذيبهم من قبل المحققين الاسرائيليين

نشر بتاريخ: 14/08/2006 ( آخر تحديث: 14/08/2006 الساعة: 16:43 )
بيت لحم- معا- ادلى عدد من الاسرى والاسيرات الفلسطينيين القابعين في معتقل تحقيق بيتح تكفا وسجن الشارون بشهادات لمحامية نادي الاسير عن تعرضهم لتحقيق قاسٍ اثناء اعتقالهم واستجوابهم من قبل الجيش والمخابرات الاسرائيلية.

وقال الاسرى في شهاداتهم التي نشرها نادي الاسير الفلسطيني في تقرير صحفي تلقت معا نسخة منه وتنشره كما جاء من النادي حرصا على عدم ضياع ما جاء فيه انهم تعرضوا لصنوف عديدة من التعذيب تمثلت في الاعتداء عليهم بالضرب المبرح والضغوطات النفسية والتهديد بهدم المنزل واعتقال افراد العائلة والحرمان من الاستحمام فترة طويلة.



وفيما يلي شهادات الاسرى والاسيرات حسب ما ورد على لسانهم:

1. فتنة مصطفى خليل ابو العيش: سكان نابلس، تبلغ من العمر 21 سنة، معتقلة منذ تاريخ 21/7/2006. افادت الاسيرة المذكورة بما يلي: بتاريخ 21/7/2006 وخلال سفري من تل ابيب الى نابلس، اوقفتني الشرطة الاسرائيلية واخذوا هويتي الشخصية وعرفوا بأنني من نابلس. ومباشرة ادخلوني لمطعم قريب من المكان وفتشوني على يد شرطيات، وبعدها قيدوني بقيود حديدية واخذوني لمركز شرطة بتل ابيب وبدأوا يستجوبوني ويسألوني عن اشخاص لا اعرفهم. امضيت تقريباً ساعة ونصف وبعدها اخذوني لمعتقل بيتح تكفا وكان ذلك حوالي الساعة العاشرة مساءً، وادخلوني مباشرة للتحقيق واستمر التحقيق معي حتى الساعة الخامسة صباحاً بشكل متواصل. وقالت الاسيرة: طلبت ان اشرب الماء خلال التحقيق فرفض المحققون ذلك ومنعوا عني كل شيء حتى استعمال الحمام.

وتضيف: خلال التحقيق ربطوني بالكرسي فوضعوا يداي للخلف وربطوها وكذلك قيدوا رجلاي بالكرسي، وقاموا بالاعتداء عليّ بالضرب على رأسي وعلى وجهي وبعد انتهاء التحقيق كانوا يرمونني على الارض ويقوم احد المحققين بضربي على بطني، كذلك قام احد المحققين بلكمي على عيني بيده فتورمت وحتى اليوم فهي منتفخة. وقالت، باليوم الاول من التحقيق انزلوني للزنزانة مدة ساعة واحدة ومن ثم اعادوني للتحقيق الطويل واستمر ذلك 13 يوم متواصلة والضرب كان مستمر كل يوم، بالاضافة الى الشتائم القذرة والتهديد باحضار اهلي الى السجن.

وقالت الاسيرة انه لم يسمح لها بالاستحمام خلال 13 يوم من التحقيق، وتم عرضها على جهاز فحص الكذب مرتين.

وقد انهت الاسيرة المذكورة التحقيق وتقبع حالياً في سجن الشارون قسم 11.

2. مصطفى ابراهيم محمد رماحة: سكان نابلس، يبلغ من العمر 21 سنة، معتقل منذ تاريخ 9/7/2006. يقبع في معتقل بيتح تكفا. ادلى بشهادة مشفوعة بالقسم عن تعرضه لتحقيق قاسٍ حيث افاد بما يلي: بتاريخ 9/7/2006 وحوالي الساعة الرابعة فجراً داهمت قوات الجيش المنزل وجمعونا بجانب الباب، ثم طلبوا الهويات ونادوا عليّ ثم ارجعوا باقي الهويات. قيدوني بالبلاستيك الى الخلف وكان هناك ضابط سألني اسئلة شخصية وبعدها اخذوني لبيت عمي للتفتيش وبعد ذلك لمنزل جيراننا وابقوني هناك مدة نصف ساعة ومن ثم نقلوني الى حوارة.

وقال، عندما وصلت حوارة فتشوني عارياً وعندما حاول الجندي ازالة العصبة عن عيناي بالشفرة، شطب يدي ونزفت الدماء ولم يعطيني أي شيء لايقاف الدم، فقمت بمسحه بشباحي حيث اعتقلوني بالشباح ورفضوا ان البس ملابسي عند الاعتقال.

ويضيف الاسير: امضيت في حوارة ساعات معدودة وبعدها نقلوني الى بيتح تكفا، وعندما وصلت فتشوني عارياً ونقلوني مباشرة الى التحقيق. بقيت اول يوم في التحقيق لغاية الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، احد المحققين طلب مني ان اجلس على جهاز فحص الكذب وكانت النتيجة سلبية، بعدها هددوني باستعمال التحقيق العسكري. وفي اليوم التالي نقلوني الى تحقيق المسكوبية.

وقال: في المسكوبية كان عدد المحققين 3، كانوا يشدون القيود على يداي باحكام وكانوا يحضرون منشفة ويشدون القيود بشكل مؤلم جداً. وقال، اجلسوني على كرسي بحيث ان ظهر الكرسي بجانبي أي بعكس ظهر الكرسي، ويكون ظهري بالهواء ويداي مقيدتان ورجلاي مقيدتان بشكل ان كل رجل مقيدة برجل الكرسي الثابت بالارض، وكان المحقق يضغط على صدري ويرجع ظهري للخلف الى ان يثني كل ظهري للخلف ورأسي يضرب بالارض، وكان هذا الوضع يستمر لساعات طويلة. واضاف الاسير ان المحققين استعملوا معه اسلوب القرفصاء وهي انهم اجبروه بالجلوس بشكل منحني على ركبتيه وركبتاه لا تصلان الارض مما جعل رجلاه تتخدران وسبب له هذا الاسلوب الاماً شديدة.

وبعد ذلك تم ارجاع الاسير الى بيتح تكفا حيث ما زال يقبع هناك لغاية اليوم. وقال، عندما وصلت بيتح تكفا امضيت مدة ساعتين في غرفة التحقيق مقيد اليدين والرجلين بالكرسي الثابت بالارض وبعد ذلك نقلوني لغرفة تحقيق اكبر من التي كنت بها واعادوا التعذيب الذي تعرضت له في المسكوبية، ولكن بشكل اصعب حيث كانوا يثنون ظهري بالهواء للخلف ويقوم المحقق بشد الذراعين المقيدتين، ورجلاي كل واحدة مقيدة برجل الكرسي بشكل محكم الى ان سبب لي انتفاخ واحمرار في الارجل.

واضاف الاسير ان المحققين هددوه باعتقال افراد عائلته وكان التحقيق مترافق مع شتائم بذيئة، كما هددوه بهدم المنزل.

3. جميل هيثم جميل فقها: سكان نابلس، يبلغ من العمر 22 سنة، معتقل منذ تاريخ 10/7/2006. يعاني قبل الاعتقال من اصابة بعيار ناري في الرجل وعيارات مطاطية في الرأس. افاد بما يلي: بتاريخ 10/7/2006 وصلت المنزل حوالي الساعة الرابعة والنصف صباحاً، وحوالي الساعة السابعة والنصف حاصرت القوات الخاصة والجيش الاسرائيلي المنزل، وبدأوا ينادوا عليّ بمكبرات الصوت لتسليم نفسي والا فانهم سوف يفجرون البناية. بعد نصف ساعة سلمت نفسي ومسكتني القوات الخاصة واجروا معي تحقيق ميداني بالمكان، وبعدها استلمني الجيش وايضاً حققوا معي ميداني. كان مع الجيش كابتن يدعى "شاكر" اخبرني بأنني مطلوب عنده حياً او ميتاً. وعندما سلمت نفسي عروني من ملابسي وبقيت بالملابس الداخلية وقيدوا يداي بالقيود البلاستيكية الى الخلف وكانت القيود شديدة جداً.

ويضيف الاسير: بعد ان حققوا معي ميداني اخذوني بالجيب العسكري وعصبوا عيناي، سائق الجيب كان يسرع بشكل متعمد مما ادى الى وقوعي وضرب رأسي في باب الجيب، فطلبت من السائق الا يسرع، فقال لي الجندي الذي يجلس بجانبي اذا تكلمت سوف اربطك بخلفية الجيب واسحبك والجيب سيجرك على الارض.

بعد ذلك يقول الاسير: وصلنا الى مكان لا اعرف اين بالتحديد حيث اجلسوني على الارض وبعد ذلك اخذوني للفحص الطبي ثم جاء جنود ومجندات صغار في السن وبدأوا يلتقطون صوراً معي ويستهزئون بي ويضحكون واحضروا صور من مجلات لبنات وفتيات عاريات ووضعوها على صدري وصوروني بهواتفهم الخليوية. بعدها اجلسوني بجانب شجر وكرسي حديد وربطوني بالكرسي تحت الشمس وبقيت حوالي ساعتين مقيد اليدين الى الخلف والقيود مربوطة بالكرسي.

ويضيف الاسير قائلاً: بعد ذلك نقلوني الى معتقل حوارة، حيث امضيت 3 ايام في هذا المعتقل، وكانت المعاملة سيئة جداً حيث كل ليلة تفتيش مفاجئ للغرف يقوم خلاله الجنود بقلب الغرق رأساً على عقب والفرشة كانت بسمك 3 سم وكانوا يضعوها على المياه وتتبلل ومن يعترض كان يعاقب. ويضيف ان الجنود كانوا يعروا الاسرى كما ولدتهم امهاتهم اثناء عملية التفتيش. وقال ان الغرف كانت مكتظة وبدون تهوئة جيدة حيث الشباك صغير والاضاءة سيئة جداً تؤثر على النظر.

بعد ذلك نقل الاسير الى معتقل تحقيق بيتح تكفا حيث ما زال يقبع في هذا المعتقل. ويقول ان التحقيق معه في بيتح تكفا بدأ منذ لحظة وصوله، حيث تم تهديده باستخدام التحقيق العسكري معه. وقال بدأ التحقيق معي من قبل 3 محققين وانا مقيد اليدين والرجلين بكرسي والكرسي مثبت بالارض، كان احد المحققين يمسكني من شعري والاخر يصرخ ويشتم بألفاظ نابية ويركلني بقوة برجليه، وعندما استفزني كلامهم بدأت ادفع برجلي واصرخ ثم انقضوا علي وبدأوا يضربوني على جميع انحاء جسدي ضرباً شديداً.

ويضيف الاسير ان التحقيق في الاسبوع الاول من وجوده في بيتح تكفا استمر معه بشكل متواصل من الساعة التاسعة صباحاً وحتى ساعات متأخرة من الليل، وبعد ذلك خف التحقيق معه تدريجياً.

وعن ظروف الزنازين في بيتح تكفا قال انها سيئة جداً، بدون تهوئة طبيعية، يوجد بها مكيف هواء بارد جداً، الفراش وسخ والاضائة خفيفة ورائحة الزنازين كريهة جداً.

واضاف الاسير في شهادته انه اول مرة قابل بها محامي كانت بعد 20 يوماً من اعتقاله واول مرة سمح له بالاستحمام بعد 14 يوماً من وجوده في بيتح تكفا.

4. عدلي عدنان فايز زبلح: سكان نابلس، يبلغ من العمر 23 سنة، معتقل منذ تاريخ 472006. افاد بما يلي: بتاريخ 472006 وحوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل اقتحم جنود الاحتلال المنزل وطلبوا الهويات وادخلوني الى غرفة الضيوف في المنزل وبدأوا بضربي بعد ان اغلقوا باب الغرفة، وكان ذلك مدة 5 دقائق حيث ضربوني على وجهي بقبضات ايديهم. بعد ذلك قيدوا يداي بالبلاستيك للخلف وعصبوا عيناي ونقلوني للجيب العسكري ومن ثم الى معسكر جيش ثم الى معتقل حوارة.

وقال امضيت في حوارة يوم ونصف ثم نقلت الى الجلمة حيث امضيت 14 يوم في غرف العصافير وبعدها الى تحقيق بيتح تكفا.

وقال عندما وصلت بيتح تكفا فتشوني عارياً واخذوني مباشرة للتحقيق، في البداية حققوا معي لمدة 3 ساعات وبعدها انزلوني للزنازين مدة يوم وباليوم التالي نقلوني للتحقيق مرة ثانية لمدة 6 ساعات. جولات التحقيق كانت ساعات متفاوته. خلال التحقيق كنت مشبوحاً على الكرسي، في البداية كان المحققون يربطون يد واحدة والرجلين بالقيود المربوطة بالكرسي والكرسي مثبت بالارض، وبعد الافادة قيدوا يداي الاثنتين. وخلال التحقيق كانوا يصرخون بي ويشتموني بأقذر المسبات وهددوني بابعاد اهلي الى قطاع غزة وان يلبسوني تهمة لا اعرفها.

واضاف الاسير: بأحد الايام احتج الاسرى على الطعام الغير مطبوخ جيداً، فقام السجانون بالاعتداء علينا ورشونا بالماء ورشوا كل شيء في الزنزانة، وقيدونا للخلف واخرجوا كل شيء من الزنزانة واجبرونا بالجلوس على الارض لمدة 3 ساعات.

وعن وضع الزنازين قال الاسير انها الظروف بها صعبة، لونها يميل الى السواد وخشنة الملمس من الصعب الاتكاء عليها، وبها مكيف هواء بارد جداً يسبب الاماً في الصدر.

5. عبد الوهاب عبد الله الافغاني: سكان قلقيلية، يبلغ من العمر 20 سنة، معتقل منذ تاريخ 28/6/2006. افاد بما يلي: بتاريخ 28/6/2006 وحوالي الساعة الواحدة ظهراً اوقفني الجيش عند حاجز بيت ايبا وطلبوا هويتي الشخصية، وقال لي الجندي انت "ارهابي" وفتشوني تفتيش عاري وقيدوني بالبلاستيك للخلف وعصبوا عيناي وابقوني بالخلاء بجانب الحاجز حتى الساعة الخامسة بعد العصر وبعد ذلك نقلوني الى حوارة، وفي الطريق الى حوارة كان الجندي يعتدي عليّ بصفعات على الوجه.

بقيت في حوارة حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً ومن ثم نقلوني الى قدوميم حيث امضيت 8 ايام. الوضع في قدوميم سيء جداً، الغرف مكتظة 5-6 اسرى في كل غرفة، الاكل قليل وسيء.

وبعد ذلك نقلوني الى بيتح تكفا للتحقيق، وصلت بيتح تكفا بتاريخ 5/7/2006، عندما وصلت فتشوني عارياً وبعدها احتجزوني في المرحاض مدة ربع ساعة وبعدها انزلوني للتحقيق. كان بانتظاري محقق يدعى "ديدي"، اول يوم تحقيق حوالي 6 ساعات وانا مشبوح على الكرسي، وبعدها ابقوني في الزنزانة لغاية 9/7/2006، وبعدها اوهموني بنقلي لسجن مركزي وتبين لاحقاً انني كنت عند عصافير سجن عسقلان، حيث مكثت عندهم 10 ايام. وقال بعد ان اعادوني من عسقلان نقلوني للتحقيق مدة 13 ساعة وبهذه الفترة تعرضت لاعتداء قاسٍ من قبل المحققين حيث اعتدوا عليّ بالضرب المبرح على وجهي وجميع انحاء جسدي وكنت مشبوحاً خلالها على الكرسي، وقاموا بتهديدي باعتقال اخي وابن خالتي، وتجميد الحساب البنكي لعمي بأمريكا وتسفيره من هناك ومصادرة املاكه.

6. محمد سلام عارف دمياطي: سكان نابلس، يبلغ من العمر 19 سنة، معتقل منذ تاريخ 30/6/2006، ويقبع حالياً في بيتح تكفا. افاد بما يلي: بتاريخ 30/6/2006 وحوالي الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل حاصر الجيش الاسرائيلي المنزل وبدأوا ينادوا عليّ بواسطة مكبرات الصوت لتسليم نفسي وامروا جميع سكان المنزل بالخروج، وضربوا قنابل صوتية. خرجنا جميعاً ونادوني وتأكدوا من شخصيتي وكان معهم شخص يلبس قناع اسود وسألوه هل هذا هو فأجابهم بالايجاب، وبعدها اخذوني وامروني بالحديث مع كابتن المنطقة عبر الهاتف وسألني اسئلة شخصية وقال لي "تشرفنا بوجودك". بعدها قيدوا يداي بالبلاستيك الى الخلف وعصبوا عيناي ونقلوني بالجيب الى معتقل حوارة.

ويقول الاسير المذكور انه تعرض لضرب ومعاملة قاسية منذ وضعه بالجيب العسكري حتى وصوله الى حوارة، حيث اجلسوه بأرضية الجيب وكانوا يركلونه بأرجلهم على جميع انحاء جسمه وكانوا يصرخون عليه ويشتمونه بألفاظ نابية. وقال انه امضى 4 ايام في معتقل حوارة ومن ثم نقل الى معتقل بيتح تكفا للتحقيق.

ويضيف الاسير: عندما وصلت بيتح تكفا فتشوني عارياً وبقيت في الزنازين الانفرادية مدة 7 ايام، اول 4 ايام كانت جولات التحقيق طويلة جداً منذ الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة السابعة مساءً وبعد الاسبوع الاول اوهموني انهم نقلوني الى سجن مركزي واذا بهم ينقلوني عند عصافير المسكوبية حيث امضيت 9 ايام وبعدها اعادوني الى بيتح تكفا للتحقيق من جديد.

وقال خلال التحقيق كانوا يشتموني بأقذر الافاظ وصراخ وشبح متواصل على الكرسي وتشديد القيود على اليدين والرجلين، وخلال فترة الشبح على الكرسي كان فوق رأسي مكيف هواء بارد جداً رفض المحققون ان يطفئوه.