وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تبت يدا ابي لهب وتب ... تبت يدا كل من ساهم في قصف ليبيا

نشر بتاريخ: 21/03/2011 ( آخر تحديث: 25/03/2011 الساعة: 23:41 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - على الهواء مباشرة وبالبث الحي والمباشر يجري قصف عاصمة عربية بالطائرات الغربية ، وكأننا لم نتعلم من تجربة قصف العراق ، وكأننا لم نتأكد بأنفسنا ان الدول الاستعمارية لا همّ لها سوى النفط العراقي، فاحرقت العراق وقتلت المسيحيين قبل المسلمين وعلّمت كل المتأمركين دروس الديموقراطية في سجن ابو غريب حين كن المجندات الامريكيات يخلعن ملابسهن ويرتمين فوق جثث الاسرى وهم عراة !!!! والان تركت جيوش الحلفاء العراق عظما بعد ان اكلت كل لحمه وزرعت الفتنة في كل شارع وحي.

وكأننا لم نر كيف جرى تقديم طلب اعتقال للرئيس السوداني. ومقابل عدم تنفيذ القرار جرى ابرام صفقة فصل الجنوب السوداني!! وكأننا لم نر كيف تركت امريكا افغانستان بعد ان زرعت "الديموقراطية" هناك!! وكأننا لم نر كيف مات ياسر عرفات مسموما ومقهورا ولم يتصل به اي زعيم عربي خشية من غضب الرئيس بوش وشارون عليهم!! وكأننا لم نر نعمة "الديموقراطية الرأسمالية" على شعوب افريقيا والعالم، فيسارع أفّاقوا الجامعة العربية الذين يعبدون الله بعد البيت الابيض ويشرّعون استحضار الدب مرة اخرى الى كرم العرب... ويطلبون من الامم المتحدة المساعدة!! وهي نفس الامم المتحدة التي تحكمها امريكا وقررت قبل شهر قرار فيتو على ادانة الاستيطان الاسرائيلي في القدس!!!.

اما ثالثة الاثافي فكانت عندما هبّ رجال دين مثل الشيخ القرضاوي للفتوى بجواز طلب القصف الامريكي على ليبيا!!!! ما يعيدنا الى عصر صكوك الغفران في القرون الوسطى، واني لا عجب ان يقوم شيخ كبير مثل القرضاوي وهو على حافة قبره بالفتوى في مثل هذه القضية القومية الكبيرة بكل هذا اليسر!!! فهل يعقل ان يكون شيخنا الجليل يعتقد في قلبه ان امريكا سوف تزرع الديموقراطية وحقوق الانسان في ليبيا مثلما زرعت "الديموقراطية" في العراق والصومال وافغانستان وفلسطين ولبنان !!!! يا شيخ كيف جرؤت ان تعصبها برأسك؟.

هل يعقل انه واذا تشاجر الاخوة في دولة عربية اخرى ان يطلب الطرف الضعيف مساعدة اسرائيل ضد الطرف الاخر؟ وما المانع حينها طالما ان شيخا مثل القرضاوي أفتى بذلك وفعل سابقة في ليبيا؟؟؟.

إن العرب في حالة مخجلة ومزرية، وقد كتب الله لنا ان نعيش ونرى المملكات تقوم "بثورة" ضد الجمهوريات!! وترى الدول الغنية تثور ضد الدول الفقيرة؟؟؟ وترى دولة عربية توفد احد امرائها الى باريس قبل يومين ويدفع الاخ المناضل معبود الفيس بوك والتويتر، يدفع في مؤتمر باريس فاتورة الحرب وجميع تكلفة الهجوم على ليبيا لان الكنغرس الامريكي رفض دفع ثمن القذائف والصواريخ التي يذبحوننا بها !! وهل يصدق احد اننا العرب نسارع لدفع ثمن كل رصاصة وكل صاروخ يقصفوننا به وبفتوى دينية تقول ان دفع فاتورة القصف الغربي على طرابلس حلال حلال؟؟؟ وان الامر ليس حربا صليبية ابدا بل انها نخوة صديق فقط.

والحقيقة، ان الاقتصاد الامريكي في انهيار وان معظم خسائر زلزال اليابان التي بلغت 500 مليارد دولار هي لشركات امريكية مستثمرة هناك وان الكونغرس الامريكي قال لاوباما انهم غير مستعدون ان يدفعوا ثمن الصاروخ الذي سيقصف دولة عربية، واليورو يترنح واوروبا المنافقة لم تتمكن من مساعدة اليونان فتهب الان لمساعدة ليبيا!!! لماذا؟؟؟.

لانهم يريدون مليارات العرب والدول العربية، وبالذات الدول الغنية ويريدون تجميد (أي استثمار) مليارات الرؤساء الفاسدين والدكتاتوريات، لانهم يريدون النفط والمال، الكثير من النفط والكثير من المال لاقامة حضارتهم المزعومة.

عاصمة عربية اخرى تقصف، وشعب عربي آخر الى جانب رئيس عربي آخر سيجري قتله على شاشات البث المباشر، ومن دون اية ضمانات بتحقيق الانجازات أو حقوق المواطنة والدليل ان جميع المنظّرين بالحق والعدل ويشجعون الاولاد لخوض حروب الحرية هم أصلا هاربون من بلادهم ويجلسون في حضرة بائع الكاز للسفن والطائرات الامريكية!!! وكل هذا بفتوى من الشيخ... يا شيخ: أعد القراءة اني اراك لحنت. اني اراك لحنت.