وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عجيبة - التدخين ممنوع واللواط مسموح

نشر بتاريخ: 30/05/2011 ( آخر تحديث: 30/05/2011 الساعة: 14:28 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - في اطار تقليد اسرائيل لامريكا وللثقافة الغربية في كل شئ تقريبا ، ومحاولتها اقناع نفسها ان بلد غربي وليس كيان يقوم في الشرق ، تحاول اسرائيل تقليد امريكا في كل شئ ، في اللباس والشراب والطعام والتلفزيون والقوانين ، وفي اخر تقليد صادق مجلس الوزراء الاسرائيلي على " خطة وطنية اسرائيلية " لتقليص الاضرار الناجمة عن التدخين, تنص على اقامة وحدة خاصة في وزارة الصحة تكون مسؤولة عن هذا الموضوع.
وستسعى الحكومة الاسرائيلية بموجب هذه الخطة الى جعل المدارس خالية من التدخين, ومنع التدخين في محطات الباصات والقطار, ورفع الضرائب المفروضة على شراء السجائر. وتبلغ كلفة الخطة 50 مليون شيكل.
واعرب نائب وزير الصحة الاسرائيلي يعقوب ليتسمان عن قلقه من المعطيات التي تشير, الى نسبة التدخين العالية في الوسط العربي في البلاد ( يقصدون الفلسطينيين الذين يعيشون داخل الخط الاخضر ) والتي تبلغ 72 %. وقال ان وزارته ستتخذ الخطوات اللازمة للحد من هذه النسبة, من خلال تطبيق القوانين وزيادة الوعي لدى المواطنين العرب على اهمية الاقلاع عن التدخين لتجنب اضراره.

وفي الحقيقة ان أول شعب يزرع التدخين ( ويدخنه ) كانوا هنود أمريكا الشمالية والجنوبية وللتدخين حكاية ، عندما كريستوفر كولومبوس ومكتشفون آخرون جاؤا إلى أميركا ، وجدوا المواطنين يستعملون التبغ بطرق عديدة . وإعتقد الهنود أن التبغ له خصائص طبية لهذا دخنوه لكي يساعد في حماية أنفسهم ضد المرض .
وإستقدم التبغ إلى أوروبا لأول مرة في القرن السادس عشر لأن الفكرة كانت بأنه كان طبياً . وفي عام 1612 بدأ انتشار التبغ تجاريا الى أمريكا الشمالية بواسطة الكولون ( جون رولف ).. الذي نقل البذور من امريكا الجنوبية الى فيرجينيا .. التي كانت تتمتع بتربة ومناخ مناسبين جدا لزراعة هذا النبات ..
وأول شعب يستعمل الورق للسجائر كانوا الإسبان .فإنتشر تدخين السجائر عبر البلدان قرب البحرين الأبيض المتوسط والأسود خاصةً في تلك المناطق التي كانت تحت النفوذ التركي . كما أن الجيش الإنجليزي الذي حارب في شبه جزيرة القرم خلال 1854-1856 إكتشف السجائر التركية وجلبها معه إلى لندن ، وبعد عدة سنوات إفتتح أول مصنع للسجائر في لندن .

وللعلم فقط فان فان عدد المدخنين في الضفة و قطاع غزة 800ألف مدخنا يحرقون 450مليون دولاربمعدل 2,1 مليون دولار يوميا و 50 ألف دولار كل ساعة
علما ان 80% من السجائر الموجودة في الأسواق الفلسطينية مستوردة بينما20% من السجائر يتم تصنيعها محلياً في الضفة الغربية..


اما في العالم فيبلغ عدد المدخنين 1,1 مليار مدخن(سدس سكان العالم) يحرقون 200مليار دولار سنويا وعلى ذمة منظمة الصحة العالمية فان عدد الوفيات الناتجة عن التدخين يومياً في العالم 11ألف حالة وفاة وتنفق شركات التبغ سنوياً دعاية و إعلان 5مليار دولار.

وبالتأكيد لن ندافع عن التدخين ، لانه اّفة اصابت البشرية ، ولكننا نتفاجئ من الغرب الذي يصنع السجاير والاسلحة ويبيعها في الدول الفقيرة وينظم لها حملات دعاية هائلة ثم يدعو الدول الفقيرة لتخصيص ميزانية لمحاربة التدخين والعنف !!!! علما ان امريكا التي تشن حربا " مجنونة " ضد المدخنين لا تقوم بتوجيه اية ضربة قاضية لمصانع التبع في فرجينيا لان العائلات المالكة لمصانع ومزارع التبع في فرجينيا هدّدوا بعدم انتخاب اي رئيس في حال حاول سن قانون ضدهم .فاذعن رؤساء امريكا عن ذلك ومثلها مع مصانع الاسلحة التي ضمنت ان القانون الامريكي يسمح باقتناء المدنيين للسلاح .

وفي موقف هزلي ان احد الصحافيين الامريكيين ، غادر امريكا للعمل في احدى البلدان عدة سنوات ، وحين عاد قال لصديقه انه يلاحظ ان عدد بنات الهوى والزانيات في ازديدا كبير في نيويورك ، لكن صديقه اوضح له فورا ان هؤلاء لسن بغايا وانما هن موظفات خرجن لتدخين سيجارة خارج المبنى عقب قانون امريكي جديد بحظر التدخين في الاماكن المغلقة .

والعجيب ان امريكا مثل اسرائيل تقوم بتصنيع الاسلحة والتسبب بذبح الملايين ، وتلقي النفايات النووية على الدول الفقيرة وتتسبب بماّسي للشعوب في افريقيا وامريكا اللاتينية ودول الشرق وتدعم الطغاة وتقهر المثقفين ، لكنها " يا سلام على الحضارة " مهتمة جدا برفع اسعار السجائر ومنع التدخين .
والاغرب ان اسرائيل تسجن الاطفال وتقتل التلاميذ المتظاهرين برصاص اوتوماتيكي وتقصف قرية بالمدفعية وتغتال وتصادر الاراضي ، وتحاصر المدن وتستخدم الفسفور الابيض ومتهمة جدا بحظر التدخين في محطات نقل الجنود ... تماما مثلما تجد زعيم مافيا يقتل ويدبح الابرياء لكنه يحافظ على تربية كلب لطيف ويغضب جدا اذا اعتدى احد على الحيوانات !!!!!

في شهر اكتوبر 2010، زرت باريس وكتبت عنها ( ولباريس هذه الايام 5 سجايا، الاولى انها باهظة ومع اعتماد عملة اليورو ترى بانك ستدفع 150 دولارا لسائق التاكسي.والثانية انها ليست لك، فباريس الجميلة ليست لأحد، وانما للنظر فقط وكلما نظرت اليها اكثر كلما عرفت انك تبتعد عنها اكثر.الثالثة، كوارسون وقهوة، ومن لم يأكل من خبز الكوارسون فيها كأنما لم يدخلها.الرابعة، ابتسم، حتى لو كنت حزيناً او غاضباً او باكياً او شاكياً هكذا يرضى عنك اهلها...ابتسم.الخامسة، ان باريس مثل باقي عواصم اوروبا تحارب التدخين فالتدخين ممنوع بأمر البرلمان.....ولكن سفاح المثليين مسموح!؟؟ واللواط والسحاق مسموحان. وان تذهب امراة الى المحكمة لتتزوج من امرأة اخرى مسموح ، وان تحبل البنت في مدرسة من زملائها مسموح وان لا تعبد الله مسموح ، وان تهرب زوجة الرئيس الفرنسي مع عشيقها في كاليفورنيا وان يتزوج الرئيس من عارضة ازياء عارية مسموح . اما ان ترتدي المراة منديلا على رأسها او تدخن فانت منبوذ وملعون ، فهذا ذنب يهتز له عرش السماء .. ) . عجيبة هذه حضارة الغرب .وفعلا لله في خلقه شؤون.