وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رئيس تحرير "الحياة الجديدة" يطالب بوصاية دولية بديلا عن السلطة التي تحولت الى رمز والاحتلال الذي بات هو الحقيقة

نشر بتاريخ: 05/11/2006 ( آخر تحديث: 05/11/2006 الساعة: 12:58 )
بيت لحم- معا- في مقالة نشرها الصحافي حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة" الصادرة في فلسطين اليوم, طالب البرغوثي بوصاية دولية على الشعب الفلسطيني الذي بات يعيش في اوضاع لا يمكن معها الاستمرار, بينما تحولت السلطة الى رموز لا فعل لها, واصبح الاحتلال هو الواقع الفعلي على الارض.

وفيما يلي نص المقالة التي نشرت في زاوية حياتنا تحت عنوان "حماية دولية":

وأبقى لنا الاحتلال بقية من روحنا وأوكل الينا مهمة القضاء على هذه البقية.. ما حاجتنا الى سلطة لا تحمي نفسها ولا شعبها.. وما حاجتنا الى حكومة تفرق لكي تسود والى فصائل لا تطعم إلا من والاها ولا تحمي الا من هتف لها.. ما حاجتنا الى عشائر وقبائل تنشب مخالبها في ظهور بعضها.

يطالب المواطن بالأمن والامان وعندما يقوم الأمن بواجبه يجد من لا يعجبه ذلك وعندما يجوع الأمن يأتي أمن مستحدث لاطلاق النار عليه وقمعه.

هكذا ارى أننا لم نعد جديرين بأنفسنا. ولا بوطننا المحتل ولا بقضيتنا.. فالقتال العائلي مستمر.. والقتال الفصائلي مستمر.. والعدوان الاحتلالي مستمر.. نحن عشنا كذبة كبيرة اسمها السلطة فقزمناها بدل تطويرها.. وكذبة اكبر اسمها الديمقراطية وكذبة تالية اسمها الحكومة.. فالحرية قبل الديمقراطية.. والسلطة بلا سيادة لا طعم لها.. والحكومة ان لم تكن تجمع ولا تفرق لا حاجة لنا بها.

اني المواطن الموقع اعلاه أطالب بتدخل دولي لحماية شعبنا من الاحتلال وحماية مواطننا من حكومته وحماية حكومتنا من نفسها وحماية المواطن من العشائرية والقبائلية. اطالب بقوات دولية متعددة الجنسيات والالوان والبساطير ومدججة بالسلاح لكي تضبط جنون الاحتلال وتضبط فلتاننا وتعيد الى مواطننا السكينة والثقة في انه ليس مجرد مشروع شهيد بل مشروع حياة.

اطالب بوضعنا تحت الوصاية الدولية بقرار دولي فما عدنا نستطيع تحمل أعباء أكثر من احتلال وأكثر من عدوان وأكثر من فشل وتجربة في حكم أنفسنا بأنفسنا.. فغير الحر لا يمكنه ان يحكم نفسه.. نريد الحرية بقرار دولي مسنود بقوة الشرعية الدولية.

فنحن الخاسرون في الوضع الراهن، حيث تحولت السلطة الى مجرد رمز والحكومة الى شعار.. والاحتلال هو الحقيقة المفروضة على الارض.