وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ناصر

نشر بتاريخ: 05/11/2006 ( آخر تحديث: 05/11/2006 الساعة: 21:30 )

على حافة الضياع ! بكر أبوبكر إن العدوان الإسرائيلي الغاشم الحالي على قطاع غزة هو من تجليات سياسة الحكومة الإسرائيلية التي ازدادت عنفا بضم العنصري ليبرمان إليها وتلقت المباركة الخارجية على ممارستها للقتل المبرمج للفلسطينيين، ولسبب تشتت القرار الفلسطيني وعدم وجود سياسة واضحة أو مرجعية لأي من أمور البلد ، فلم تكف هذه الحكومة الإسرائيلية انكفاءتها في لبنان فباتت تخوض في دماء الفلسطينيين في غزة متذرعة بأسباب هي في غير حاجة لها أصلا لأن العدوان منذ (باراك) أصبح سياسة مستقرة تهدف لمنع الوصول لحل القضية الفلسطينية وقتل حلم الدولة. كل هذا مما نعلمه جميعا، ولكن في ظل الشهداء الذين يتساقطون يوميا في غزة أليس من حق كل فلسطيني أن يتساءل عن جدوى تكديس السلاح الفردي وتوزعه بين العائلات وقبائل التنظيمات وهو ليس ذو وزن في أي مقاومة ؟ أليس من حق المواطن العادي أن يتساءل عن أرواح الشهداء التي ترتقى إلى العلى دون خطة ميدانية أو سياسة واضحة؟ أليس من حقنا أن نتمهل قليلا بإطلاق صفة المقاومة على السلاح غير المنضبط ونحن ندخل في معمان حرب وقتل داخلي بين فتح وحماس وبين العشائر والعصابات المسلحة لا يتوقف حتى مع العدوان الدامي على غزة؟ أليس من الأجدر بنا أن نتوحد في مواجهة العدوان بدلا من أن يكون-هذا العدوان- آخر ما نفكر به حقا، ونسعى للتصدى الداخلي والخارجي له ، حيث أنه في الأحاديث الثانوية لقادة الفكر والرأي والسياسة نرى أنه تتقدم عندهم أحاديث تشكيل الحكومة الجديدة على العدوان السافر؟ دون أي خجل منا للخروج من هذه الأزمة السياسية الخانقة؟ إن المطلوب لحسن التصدي للعدوان هو أن نتحلي بروح عالية من المسؤولية، ففلسطين لا تحتمل التجارب ولا تحتمل الانقسام ولا تقبل بفوضى السلاح والسياسات والبرامج؟ ولا تعترف بأناس يعتبرون أنفسهم مؤيدين من الله أو بأناس تاريخيين لا يتغيرون؟ قليل من التواضع وكثير من المحبة للوطن والشعب هو ما نحتاج إليه . فليس المهم أن تغطي حكومة حماس على أزماتها وفشلها باتهام الآخرين بالمؤامرة والانقلاب، والاحتلال ها هو يوميا ينقلب على المعادلات الداخلية ويدمر ويشرد بكل سهولة. وقليل من الرفق وكثير من الاهتمام بشؤون الشعب الذي يتلقى الضربات عن حملة أسلحة غير موجهة وحملة آراء مبعثرة وحملة أحقاد لا تنتهي في بلد أصبح فيه رغيف الخبز يعني كوب من الدماء، وفي بلد بدأ يتصومل (من الصومال) حيث الفرقة والتنابذ أصبحت السمة السائدة، والاقتراب والتسامح والديمقراطية قد ألقيت في أكياس الزبالة. قليلا من التفكير وكثيرا من السعي الدؤوب للخروج من الأزمات المتعاقبة التي يعيشها الوطن بدءا بالعدوان الإسرائيلي المتكرر، وليس انتهاء بأزمات الحكومة التي لا تنتهي وصولا لأزمات الموظفين والجماهير و التشريعي و كافة التنظيمات، وإلا فإننا على أبواب تضييع ما بقي للقضية من رصيد داخلي وخارجي.

البريد الالكتروني : [email protected]