وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حول متوسط عمر الفرد في فلسطين - هرمنا

نشر بتاريخ: 24/10/2011 ( آخر تحديث: 24/10/2011 الساعة: 20:28 )
حول متوسط عمر الفرد في فلسطين - هرمنا
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - يعيش الانسان عمرا افتراضيا ، وفي حين تتنافس كوبا مع اليابان على المرتبة الاولى من ناحية عمر الفرد تعتبر الامارات الاولى من بين الدول العربية . ولمزيد من الايضاح يؤكد علماء استراليون ان متابعة التلفزيون لمدة 5 ساعات يوميا تؤدي الى تقصير عمر الانسان 5 سنوات من حياته !!!

وقد حافظت الإمارات على المرتبة الأولى بين الدول العربية في توقعات طول الحياة لعام 2010،وقد بلغ متوسط عمر الفرد في الامارات 78.7 سنة منذ مولده حتى عام ،2010 مقارنة بنحو 75 سنة في2003 ، كما كشفت البيانات أن متوسط العمر وسط النساء في الامارات أطول من الرجال، حيث بلغ متوسط عمر المرأة 5 .81 سنة مقابل 2 .77 للرجل . وحلت في المرتبة 31 عالمياً متقدمةً على العديد من الدول المتقدمة بما فيها، الولايات المتحدة والدنمارك وكوريا الجنوبية وماليزيا وتركيا، وذلك طبقاً لإحصاءات حديثة للأمم المتحدة.

وجاءت اليابان في المرتبة الأولى عالمياً، حيث بلغ متوسط عمر الفرد المتوقع 6 .82 سنة، تلتها هونغ كونغ (8 .82 سنة)، ثم آيسلندا (8 .81 سنة)، وسويسرا (7 .81 سنة)، فأستراليا (2 .81 سنة) .

ولا غرابة في النتائج ، فلم يكن احد يتوقع ان تكون الصومال او السودان او فلسطين او ليبيا في المرتبة الاولى ، ولذلك نخلص الى نتيجة ان مستوى الرفاه والرعاية الصحية وسهولة الحصول على خدمات وطريقة العمل وقضاء الوقت هي عناصر اساسية في حسم النتيجة ، وانا لا اعرف من الناحية الاجتماعية والعلمية لماذا في كل العالم يكون متوسط عمر المرأة اطول من الرجل ؟ لكننا سنعتبرها بديهية من البديهيات ونقفز عنها .

ويحتار علماء الاجتماع الاوروبيون الان في تحديد عمر الزواج ، حيث يقال ان معدل عمر الزواج في المانيا هو 3 سنوات ، بل ان وزراء في المانيا تزوجوا من مثيل جنسي بدل المرأة ، وقد اقرت محكمة المناية حق الاسرة مثلية الجنس ان تتبنى اطفالا ما اثار غضب الكنيسة والمؤسسات الدينية .

احصائات الامم المتحدة تتحدث عن «الزواج والطلاق» حيث يظهر ان الاردن وفلسطين هما النسبة الاعلى في متوسط العمر عند الزواج . وبين المجتمع والاسرة والفرد هناك جدل واسع وخطير حول مستقبل الاسرة النموذجية في الغرب من جهة وفي الشرق من جهة وفي العالم الاسلامي من جهة ثالثة مختلفة .

وعود على متوسط عمر الانسان ،يجوز الاشارة هنا الى دراسة تقول ان الاشخاص الذين يعملون مع اناس اغبياء يقصر عمرهم ويصابون بالبلاهة ، وكأن الغباء مرض معدي . في حين ان من يعمل مع اناس اذكياء يمكن ان يصبح مثلهم في طريقة التفكير .

اشارة اخرى ( والله من وراء القصد ) ان الصحافيين والكتّاب هم اقصر الناس عمرا بالمتوسط العام ، فيما يعتبر اسعد الناس الذين يعملون في الكوافير والتجميل وهي دراسات غير مؤكدة علميا لكنها مسوحات تعطي اشارات دالّة .

اذن ، الاحتلال الاسرائيلي الغبي الطاغي ،و مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة ، وعدم توفر الخدمات الصحية والفقر والحروب والنزاعات السياسية والثقافية وعدم راحة البال والقلق الوظيفي والاقتصادي والنزاعات الشخصية والغيرة والنكد والهم والغم والشجار والحصار والجدار والانترنت الملئ بالشتائم والقدح والذم والتشكيك والتكفير والاتهام بالتطرف يجعل الانسان الفلسطيني في اسفل هرم الاعمار متعة وسعادة .

" ويا سلام على فضائياتنا العربية" وكأنها لا تبث مشاهد قتل وموت ولا تتسبب بجلطات وحزن وبؤس ابدا للمشاهدين حتى في ايام الاعياد ، وعلى كتابنا الذين يلفون ويدورون صفحات وصفحات ونحن لا نفهم ماذا يريدون ، ويا سلام على الصحف ووكالات الانباء التي تعجن الماء ليل نهار ، وعلى النوادي المفلسة ماليا وامكاناتيا وثقافيا ونشاطاتيا ، والشوارع المزدحمة ( في شوارعنا سيارات اكثر من برلين لعدم وجود مواصلات عامة ) ، والغلاء للاسعار والرخص لقيمة الانسان وصراخ أئمة المساجد والساسيين بعنف ، ولا اعرف لماذا يفضّلون الصراخ ؟ ولماذا لا يخاطبوننا بهدوء وبصوت منخفض فهذه ليست سنّة لا سيّما مع وجود الميكروفونات الحساسة لا داعي للصراخ والزبد يخرج من افواههم .

ونلوم الزعماء والقادة على عنادهم وتمسكهم بالحكم !!! وماذا نختلف عنهم ؟ محامون واطباء وصحافيون واساتذة وبياطرة وخطباء وشعراء وشيوخ ورياضيون كلنا مثلهم ، لاننا تربينا مثلهم ، ولا نريد ان ندرك قيمة العمل ضمن الفريق .. وفكرة الابداع الجماعي واحترام الاخر .

هل يصدّق احد ان اشخاصا في الصومال يذبحون اطفالهم لتوفير الطعام ؟وهل يصدّق احد ان الفلسطينيين منذ 6 سنوات يتقاتلون على سلطة تحت الاحتلال لا تملك القدرة على ايصال امراة حامل الى مستشفى الولادة ؟

هرمنا . ونسأل بعضنا : كم عمرك ؟ وننسى ان نسأل انفسنا كيف كان عمرك ؟ وهل كنت سعيدا ؟ هل انت سعيد الان ؟ هل انت راض ؟ هل حقّقت طموحاتك ومشاريعك ؟

قال الشاعر المصري صلاح جاهين :
أنا شاب لكن عمري ألف عام

وحيد لكن بين ضلوعي زحام

خايف و لكن خوفي مني أنا

أخرس و لكن قلبي مليان كلام

عجبي !!!!