وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل هناك حرب على غزة مرة اخرى ؟

نشر بتاريخ: 02/11/2011 ( آخر تحديث: 02/11/2011 الساعة: 12:30 )
هل هناك حرب على غزة مرة اخرى ؟
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - يوم الاثنين الماضي قال الوزير المتدين من شاس ايلي يشاي انه لم يتمكن من اغماض جفنيه الليلة الماضية ، وراح المحللون يفكرون لماذا لم ينم ؟ ولماذا قال ذلك ؟ وهل وقّع على اية قرارات خطيرة بصفته عضو كابينيت اسرائيلي ؟ وهل يكون لهذا القرار علاقة بالحرب على ايران ؟

وفي اليوم الذي تلاه ، فوجئ الجمهور الاسرائيلي ان عضو الكابينيت وزير الجيش السابق فؤاد بن اليعازر قال ايضا في جلسة مغلقة مع مؤديه انه لم يتمكن من النوم الليلة الماضية من شدة القلق !!!!!! وبعد ساعات قرر الكابينيت الاسرائيلي السماح للجيش بالتجهيز لعمليات برّية في قطاع غزة !!

وفي اليوم الذي يليه دب الذعر وسط سكان اسرائيل من مدينة رعنانا وحتى اسدود حين شاهدوا صاروخا ينفث الدخان فوق المدن الاسرائيلية ، وبدأوا الاتصال بالشرطة على اعتقاد منهم انه صاروخ ايراني يطير فوق رؤوسهم . ثم سارع الجيش لطمأنة الجمهور انه مجرد صاروخ اسرئيلي يجري تجريبه لصالح القبة الحديدية .

ومن خلال المتابعة الدقيقة يبدو ان قرار الحرب على غزة اصبح واردا جدا وهو قرار اسرائيلي امريكي ، وهو امر لا يجب الاستهانة به على الاطلاق ، ولا صلة بين قرار الحرب على غزة واطلاق الصواريخ ، فقرار الحرب قرار سياسي جرى الاعداد له مسبقا قبل صواريخ الجهاد الاسلامي وباقي الفصائل وخصوصا ان اسرائيل هي التي بدأت بعملية الاغتيال وليس الفصائل الفلسطينية . فحكومة اسرائيل بزعامة نتانياهو لا تملك اي برنامج سياسي راهن لمواجهة الواقع ، وبالتالي ستلجأ الى الهجوم العشوائي على اكثر من جبهة ، وينهمك الاسرائيليون الان في سؤال تقني : هل نهاجم قطاع غزة اولا ام نهاجم ايران اولا ؟ بحيث لم يعد امر الهجوم مثار نقاش ، وان الامر تجاوز البحث الى مرحلة القرار .

ويرى غالبية الجنرالات الاسرائيليين ان المنظمات الفلسطينية قامت باستفزاز اسرائيل بما يكفي من خلال اطلاق الصواريخ وان الاون قد ان لهجوم كاسح يحطم سلطة حماس ويدمّر البنية التحتية للصواريخ ويجعل حماس في حالة مثل فتح تحكم شكليا ولا تسيطر فعليا. كما يدفع السلطة والرئيس عباس الى حافة الفقر والانهيار دون ان تنهار تماما . وهو ما عبّر عنه اكثر من محلل عسكري اسرائيلي في الايام الاخيرة .

لكن اسرائيل تخشى من هذه الخطوة ، وترى ان احتمالية نجاة المنظمات الفلسطينية من هذا الهجوم واردة وان اسرائيل ستعود حينها الى الجبهة الداخلية بخفي حنين وبالفشل الذريع وهذا هو سبب تردد اسرائيل في الهجوم وانتظار لحظة سينمائية تقوى من خلالها على تقديم "رؤوس كبيرة " للجمهور الاسرائيلي المتعطّش لايام الردع والذراع الطويلة للجيش .وبالتالي فان الحديث يدور عن اسابيع من جمع المعلومات التجسسية وضمان اهداف ثقيلة تقوى حكومة نتانياهو من خلالها على القول انها حقّقت شيئا من هذا الهجوم الذي سيطلق عليه اسم ( الرصاص المصبوب 2 ) في اشارة للحرب على غزة عام 2008 والتي حملت اسم ( الرصاص المصبوب ) وباءت بالفشل .

اما الهجوم على ايران فهو قرار امريكي اسرائيلي ، حيث يغرق الرئيس الامريكي اوباما في حملة انتخابية لا تنبئ للحزب الديمواقراطي بالنجاح ، واستنادا الى ارتفاع نسبة شعبية اوباما بعد اغتيال اسامة بن لادن يبدو ان سقوط القذافي لم يمنح اوباما اية اصوات وان خبراء الانتخابات نصحوا اوباما بالسماح لاسرائيل بضرب ايران لحصد المزيد من الاصوات .

امر واحد لا تضمنه امريكا واسرائيل ، وهو النتائج ، فالحروب في هذا العصر لم تعد بالضربة القاضية وانما بالنقاط ...