وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ايران - دولة قادرة على كسر ظهر اسرائيل ام انها مجرد فقاعة اعلامية؟

نشر بتاريخ: 05/11/2011 ( آخر تحديث: 06/11/2011 الساعة: 02:43 )
ايران - دولة قادرة على كسر ظهر اسرائيل ام انها مجرد فقاعة اعلامية؟
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - تعلن اسرائيل جهارا نهارا انها ستضرب ايران . وهذا يحمل تفسيرين ، اي ان فيها قولان : اما ان اسرائيل تؤجّج وتلعلع اعلاميا من اجل حثّ العالم على التدخل ووقف برنامج ايران النووي وانها بذلك تستخدم وسائل الاعلام الاسرائيلية والعربية والعالمية بشكل مباشر وغير مباشر من اجل خدمة حملة اعلامية ضد ايران .

واما ان اسرائيل تريد فعلا وقولا مهاجمة ايران وانها لاجل ذلك تقوم بتجهيز الجبهة الداخلية للمواجهة الكبرى مع الجمهورية الاسلامية ، وهي مواجهة اخطر بكثير مما يمكن للجبهة الداخلية الاسرائيلية ان تتحمّله .

و ينصح الصحافي الاسرائيلي نحوم برنيع من صحيفة يديعوت احرونوت عدم استخدام مصطلح الهجوم الاسرائيلي على ايران ، وانما الحرب الاسرائيلية الايرانية . لان ايران ليست منظمة صغيرة او قطاع مجرّد من السلاح يمكن ضربه والعودة الى تل ابيب للتباهي بكل سهولة .

اما الوزير الاسرائيلي تساحي هنغبي فيرى ان ايران هي اكبر خطر يحدّق باسرائيل منذ قيامها عام 1948 وحتى اليوم ، وان على الجميع التعامل مع ايران على انها خطر داهم وعدم الغرور او التعامل معها بازدراء .وهناك اجماع في اسرائيل ان رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو ووزير جيشه ايهود براك هما الاكثر من بين قادة اسرائيل اندفاعا لمهاجمة ايران . فيما رئيس الموساد السابق مئير داجان يرى في هذه التصريحات نكتة صمجة ويدعو الى الكف عن اللعب مع الجمهور الاسرائيلي ومصارحة الاسرائيليين بالحقيقة ، والحقيقة ان الااحزاب المتدينة اليهودية اكثر خطرا على امن اسرائيل من خطر نظام اية الله في ايران . وهي تصريحات أقامت الدنيا ولم تقعدها في اسرائيل ، لكنها تحمل مغزى امني خطير ، حيث ان رئيس الموساد السابق وحين يقول ان ايران لا تشكل خطرا على اسرائيل فانه يعني ان اسرائيل لن تهاجم ايران وانما تستخدم الامر لاغراض دعائية واعلامية فقط !!!!

اري شبيط صحافي من صحيفة هارتس ، ينسجم مع الفرضية ويقول ان نتانياهو قد يكون يلعب لعبة البوكر مع الجمهور الاسرائيلي وان ما يحصل الان هو تثوير وتهييج لموضوع ايران وليس تثقيف ومكاشفة مع الجمهور الاسرائيلي .

الصناعات الاسرائيلية العسكرية رفائيل والصناعات الاخرى مثل ايتا وتاس تستثمر كلها في الامر وتجرى تجارب سرّية - يجري الاعلان عنها وعمل دعايات لها - وصولا الى ان اسرائيل تملك 4 انظمة صواريخ دفاع وهجوم ضد ايران . وهي مضادات وصواريخ ارض ارض وصواريخ بالستية وصواريخ تحمل رؤوسا نووية مثل يريحو .

لكن الامر الاهم هو السؤال :هل ايران مثل اية دولة عربية اخرى يمكن لسلاح الجو الاسرائيلي ان يغير عليها ويقصف مفاعلها مثل دير الزور في سوريا ، ولن تجرؤ على الرد او انها ستكتفي بالبكاء والعويل وتنتهي القصة ؟ ام انها دولة كبيرة وقاسية يمكن لها ان تمطر اسرائيل بعشرات الاف الصواريخ وتجعل تل ابيب تحترق بنار الحرب التي أشعلتها ولذلك تتردد اسرائيل في مهاجمتها وتكتفي هي بالعويل والبكاء من البرنامج النووي الايراني ؟
اخطر ما في الامر هو التحريض الامريكي ضد ايران وان امريكا ومعها حلفاؤها سوف تتدخل للهجوم على ايران ومساعدة اسرائيل في الفتك بهيبة ايران وان تتربع اسرائيل من جديد على عرش الردع في الشرق الاوسط !

بعد اسبوع تقريبا سيصدر تقرير لطاقة الذرية في الامم المتحدة، والذي تقول ايران انه تقرير ملفق من امريكا واسرائيل لاتهام ايران باسلحة نووية مثلما كان مع العراق في العام 2003 .... ويكاد يعلن الخبراء الاسرائيليون ان الحرب ستقع مع ايران في غضون اسبوعين او اكثر . فهل ايران مثل اية دولة عربية اخرى سيجري صفع خدها وتأديبها من جانب الاحتلال الامريكي والاسرائيلي . ام انها ستكسر العمود الفقري لاسرائيل ان تجرأت الاخيرة وتطاولت عليها .

انا اعتقد ان اسرائيل لن تجرؤ على مهاجمة ايران ، وفي حال هاجمت اسرائيل ايران بمساعدة امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وغيرها ، فان كل هذه الدول لن تعصم تل ابيب عن تذوّق طعم الصواريخ مرة اخرى ، وان اسرائيل تتبجح ضد ايران لكنها خائفة من ايران .وان الامر قد يتدحرج الى حرب اقليمية ، لا سيما وان احتمال الحرب ضد غزة يبدو اقوى من احتمال الحرب ضد ايران .

وفي حال ان اسرائيل تتمكن من قصف واخماد ايران بكل سهولة ودون رد ايراني سنعرف حينها ان ايران لا تختلف ابدا عن اي نظام عربي يتاجر بالمقاومة ويدعي الرغبة في محاربة اسرائيل ، وسنعلن حينها ان اصغر شعبين عربيين هما اللذان يقاتلان اسرائيل فقط وان مخيم جنين وبنت جبيل والشجاعية اقوى واهم من كل العواصم العربية والاسلامية دون استثناء وان المقاتل اللبناني والفلسطيني يستحق ان يرفع رأسه بطلا عالميا بلا منازع ...