وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لا نريد ان نصلي في القدس ... نريد ان نحررها

نشر بتاريخ: 14/11/2011 ( آخر تحديث: 14/11/2011 الساعة: 20:28 )
لا نريد ان نصلي في القدس ... نريد ان نحررها
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير – منذ عقدين من الزمن دأب السياسيون والاعلاميون الفلسطينيون ومن ورائهم العرب على استخدام مصطلح ( الصلاة في القدس ) حد وصل الامر الى بثّ اخبار القدس ايام الجمعة فقط ، بشرط ان تكون الصلاة في المسجد الاقصى مصحوبة برجم الحجارة . بل ان غالبية السياسيين ومن مختلف المشارب الفكرية صاروا يتسابقون للحصول على تصريح للصلاة في القدس يوم الجمعة ،و عشرات الالاف منهم يؤدون الصلاة على الاسفلت وبجانب حواجز الاحتلال ما كان يعطيهم من الناحية السيكولوجية الشعور بالارتياح عقب تنفيذ هذه " المهمة الشاقة" ... وهذا ما جرى ويجري منذ عشرين عاما .

والحقيقة ان الزعيم عرفات حين قال عبارة " الصلاة في القدس " انطلق من منطق ان الاحتلال منعه حينها من دخول القدس للصلاة فيها وحصر وجوده وحركته في مدينتي غزة واريحا اولا ومن ثم الضفة الغربية وقطاع غزة ، وكان دوما يردّد قول الله تعالى ( وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ان الله لا يخلف وعده ) في اشارة الى ان القدس مدينة فلسطينية دينها مثل دين غزة واريحا .حتى ان الاحتلال منعنا من الصلاة على عرفات في القدس او دفنه فيها . ولا يزال تابوته مصنوع بشكل متحرك وله عجلات في اسفله ليتسنى نقل رفاته الى مقبرة الاقصى عند تحرير القدس .

لكن السياسيين وعلى ما يبدو استطابوا الفكرة ، بل انها خفّفت من مسؤلياتهم تجاه العاصمة العربية المحتلة ، فصار كل ضيف وكل مسؤول وكل من اعطاه الاحتلال تصريحا لدخول المدينة يهرع الى باب العامود ومن هناك الى درب الالام وازقة البلدة القديمة وصولا الى بوابات الاقصى و يصلي ويعود وضميره مرتاح مما انجزه وكأنما حرّر القدس لكن الحقيقة انه حرّر نفسه من هم القدس .... لان القدس ليس مكانا للصلاة فقط ، انها عاصمة عربية مليئة بالبشر والاحلام والاحياء والاطفال والمدارس والاسواق والمشافي والجامعات ، انها مدينة مليئة بالسكان الذين يعيشون تحت الاحتلال وينتظرون لحظة انبلاج الامل وان يجري تحرير مدينتهم مثل اخواتها في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ان برامج التنظيمات الفلسطينية ، وتصريحات رؤساء الوزراء والقادة والفعاليات لا يجب ان تقتصر على عبارة " نصلي في القدس " لان الاحتلال استغل هذا الامر واخذ يدّعي انه يسمح للمصلين المسلمين في شهر رمضان وليلية القدر وايام الجمع بالدخول والصلاة في الاقصى ، كما ان عشرات الاف من فلسطينيي الخط الاخضر يزحفون كل يوم جمعة لاعلاء كلمة الله اكبر هناك . حتى صار الاحتلال يعتبر ان قضية القدس هي قضية صلاة وان شرطة الاحتلال وحرس الحدود سيسمحون لنا بذلك .

مرة اخرى ، ان القدس عروس عروبتكم ، انها المدينة الفلسطينية العربية الاسلامية المسيحية المحتلة التي يجري تهويدها ، وشعارنا لا يجب ان يكون " ان نصلي في القدس" فقط ، لانه يمكن الصلاة في رام الله وفي غزة وفي تل ابيب ايضا ، لكن شعارنا يجب ان يكون تحرير القدس .... وبعد ان تتحرر القدس يستطيع كل واحد فينا ان يدّعي ان ضميره مرتاح .