وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشهيد أمجد عرفات الأول على فلسطين بالتنس الأرضي وصنع الحلويات

نشر بتاريخ: 25/07/2005 ( آخر تحديث: 25/07/2005 الساعة: 16:45 )
معاً- غزة- كلما ودع الفلسطينيون شهيداً تيقنوا بعد تبادل سريع للمعلومات انه كان واحداً من أفضل أبناء الوطن المحتل، وله من التاريخ والمسيرة النضالية ما يعجز عنه الكثيرون، ويفاجأ البعض بان الشهداء يعلمون حق اليقين أنهم على موعد من الشهادة.

فالشهيد أمجد عرفات مواليد غزة عام 1968 كان دائم الدعاء وخاصة على طاولة الإفطار في رمضان "اللهم اغفر لنا وارحمنا وتب علينا فيردد صغاره اللهم آمين ومن ثم يقول " اللهم تقبلنا شهداء وأذقنا طعم الشهادة" فيصمت الصغار ويقول هو آمين, وهذا الشهيد الذي قضى بعملية اغتيال نفذتها مروحيات عسكرية إسرائيلية استهدفت حافلة كان يستقلها مع أربعة من الأصدقاء منتصف الشهر الجاري فأشعلت جسده وبقيت بطاقة الهوية مع توكيل رسمي من والده دون أن تمسهما النيران التي التهمته أمام مرأى الناس الهلعين من هول الجريمة وفداحتها.

أم حازم عرفات زوجة الشهيد في أول لقاء لها مع الصحافة والأم لخمسة أطفال ابنان وثلاث فتيات صغيرات، أعربت عن سعادتها الغامرة بأن نال زوجها ما كان يتمناه دوماً وتدعو بصدق دائماً كما تقول أن تلحق به وقد أدت وصيته بتربية أبناءها على حب المسجد والصلاة فيه وعلى حب الفروسية والشجاعة والإقدام، وتقول:" بإذن الله سأسجل ابننا حازم ذو الأحد عشر ربيعاً في نادي الفروسية كما أراد والده دائماً وسألقنه حب الشهادة وحب الصلاة في المسجد والمداومة عليها".

أما حازم فيعلن بكل وضوح أن والده قبل استشهاده بيوم قال له "سآخذك غداً إلى نادي الفروسية لتلحق بالتدريبات هناك وأريد فعلاً أن أراك فارساً" فالابن يحفظ كلمات الوالد عن ظهر قلب ويعيدها، وعندما تلقى نبأ استشهاده حضنته والدته وقالت له ذهب أبوك إلى الجنة فلا تحزن، ولكنه لم يكن مصدقاً أن الرجل الذي ساعده دوماً على ارتداء ملابسه وأطعمه من يديه قد فارق الحياة ولن يراه بعد اليوم، وعندما توافدت النساء لتعزية والدته بعيد انتشار الخبر أيقن أن الرواية صحيحة وان والده حقاً قد استشهد فبدأ كالرجل الكبير يخفف الحزن عن والدته ويستقبل المعزين ويكرمهم.

عن طبيعة عمله تقول أم حازم أن زوجها الشهيد يعمل منذ العاشرة صباحاً حتى العاشرة ليلاً في مصنع الحلويات الشهير الذي يعود لعائلته ، ويجد الشهيد وقتاً للترفيه عن أسرته الصغيرة وبناته هدى"7" أعوام، هبة "5" أعوام وهلا "3" أعوام ومؤمن الصغير، فتؤكد أم حازم أن زوجها لم يدخر جهداً قط في مساعدتها بالعمل المنزلي أو ما يخص أطفالهما أو بالترفيه عن عائلته على شاطئ البحر، ولا يغيب عن بال السيدة أن تؤكد أن زوجها كان حريصاً على حياة أسرته فدائماً يصعد هو في سيارة وعائلته في سيارة ثانية خوفاً من استهدافه سيارته بالقصف الإسرائيلي، ونجحت هذه الحيلة الصغيرة على العدو الإسرائيلي إلى ان خرج بصحبة عدد من رفاقه فاستهدفهم القصف العنيف الذي أخفى معالم السيارة وحول أصدقاءه إلى أشلال متفحمة تطايرت على بناء حديث قريب من مكان الانفجار.

صناعة الحلويات التي ورثها عن والده، اشتهرت بلذتها وإقبال الناس الشديد عليها ورغم تلك الشهرة أحب أبو حازم أن يكتسب شهرة من نوع آخر فالتحق بكتائب القسام الجناح العسكري في حركة حماس متخصصا في وحدة التصنيع للمتفجرات والصواريخ، وعلم قبل ذلك من العديد من الأصدقاء والأقارب المسافرين من القطاع إلى الدول العربية أن قوات الاحتلال دائمة السؤال عنه وعادة تسائل من تعتقد أن له صلة به" هل تعرف أمجد عرفات؟ أين يقطن؟ وماذا يفعل"؟ ولذلك أحب الشهيد الذي ذاق مرارة السجن والتعذيب خلال الانتفاضة الفلسطينية الكبرى أن يلتحق حقاً بإحدى فصائل المقاومة ويذيق العدو بعض المعاناة التي يتجرعها الشعب الفلسطيني.

قالت ام حازم ان زوجها كان بطلاً في كل شيء وانه كان صبوراً يتحمل الألم بشكل كبير، فكان مساعداً للجميع وسخياً بالتبرعات، ودائم الصلاة في المسجد، طالباً منها ان تخالط النساء في المسجد وتداوم على الاستماع للمحاضرات والندوات.
وعن مهارة الشهيد في لعب التنس الأرضي أوضحت انه كان يمارس تدريباته في القصر الحاكم حيث يتواجد ملعب للتنس الأرضي هناك، وشارك الشهيد في دورة الألعاب في الأردن 1999 ونال كأس البطولة، كما شارك في دورة الألعاب في لبنان في العام 1997 وكاد ينال ذات البطولة إلا انه حدثت بعض الخلافات ولم ينل الفريق الفلسطيني أي بطولات، والتحق الشهيد عرفات بشهداء الحركة الرياضية الفلسطينية التي ودعت عددا كبيرا من أبطال الرياضات المختلفة على مدار أعوام الانتفاضة الحالية والأولى.