وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جهاز الشاباك وسيناريو اغتيال شارون المرعب قد يدفع لوضعه في قفص زجاجي

نشر بتاريخ: 29/07/2005 ( آخر تحديث: 29/07/2005 الساعة: 19:45 )
يديعوت احرنوت -بقلم رونن برغمان
ثمانية اشهر بتمامها وكمالها حتى انهى الشاباك الاسرائيلي تفاصيل خطة حماية ارئيل شارون اثناء افتتاح دورة العاب المكابي .
مئات من رجال الامن وطائرات عمودية وغرفة عمليات مزودة باحدث الاجهزة الالكترونية عدا عن التصوير الجوي كانت عنصرا من عناصر الخطة التي اعدت لحماية شارون حتى يتمكن من القاء كلمة بسيطة في حفل افتتاح دورة الالعاب .
الشاباك علل هذه الاستعدات غير المسبوقة بارتفاع مستوى التهديد على حياة رئيس الوزراء بشكل يتناسب طرديا مع اقتراب موعد الانسحاب من غزة ،والان مع اقتراب الموعد المحدد للانسحاب يمكن للقاتل المفترض ان يخرج الخطة التي اختمرت داخل رأسه مدة طويلة الى حيز التنفيذ .
ولطالما ارتبطت حياة شارون بوجود قاتل مفترض ستبقى رهينة المخاوف والهواجس الامنية ، في جهاز المخابرات الاسرائيلي يعتقدون بوجود مجموعات يمينية هامشية تؤمن بان اغتيال شارون او القيام بعملية ارهابية كبيرة ضد اهداف عربية قد تفشل عملية الانسحاب من غزة وعلى غرار يغئال عمير تسعى هذه المجموعات الى تنفيذ خطتها .
سيناريو التهديد : عملية كوماندو
التوتر والتحفز هي السمة الغالبة على وحدة حماية الشخصيات المكلفة بحماية شارون التي تتعامل وكأن القاتل المفترض يتربص بشارون في كل لحظة .
وقد انشغلت وحدة حماية الشخصيات هذا الاسبوع بتوفير الامن والحماية لشارون اثناء زيارته لفرنسا ، وهي ليست بالمهمة السهلة لضرورة التعاون مع اطراف اجنبية لا تخضع لتعليمات الشاباك ،وفي هذه الحالة الاجهزة الامنية الفرنسية التي تبادلت المديح مع اجهزة الشاباك حيث اثنى كل طرف على جهود الطرف الاخر في انجاح المهمة المعقدة .
لكن سبب الصداع الذي اصاب الشاباك ليس في فرنسا وانما يكمن في القدس وتل ابيب وفي كل ركن من الدولة حيث يحل شارون وفي صعوبة الاجابة على الاسئلة التي تؤرق اجهزة الامن الاسرائيلية مثل ،هل يتوجب على جهاز الشاباك الشعور بالخوف والقلق ؟ هل يستطيع قاتل محترف مستعد للتضحية بحياته ان يصل الى رأس شارون ؟وهل يستطيع قاتل كهذا اختراق نقطة الضعف في نظام الحراسة ؟.
الشاباك يحاول الاجابة على هذه الاسئلة وكان من الاسهل على اجهزة الامن ابقاء شارون داخل مكتبه او مزرعته في النقب ولكن هذا الحل ليس عمليا وغير واقعي اذ يتوجب على رئيس الوزراء الظهور في العديد من المناسبات .
للاجابة على بعض هذه الاسئلة يمكن وضع رئيس الوزراء داخل قفص مضاد للرصاص اينما حل على طريقة سيارة البابا ولكن هذا الامر قد يفسر على انه نصرا مؤزرا لقوى التطرف والتهديد مما اجبر الشاباك على البحث عن حلول اخرى خاصة بعد مقتل رابين حيث تغيرت وحدة الحماية بشكل كلي ولن تجد اي شيئ مشترك بين تلك التي خدمت قبل الاغتيال والوحدة الحالية .
ومن اوجه التغير اعتماد طريقة الدوائر الامنية في حماية رئيس الوزراء رغم ادراك الشاباك ان اربعة عشر حارسا من بينهم خمسة ملاصقين لرئيس الوزراء لم يمنع اصابة رابين بثلاث طلقات قاتلة وجميع نتائج التحقيق اشارت الى طريق واحدة كان يمكن ان تمنع الاغتيال وهي العمل الاستباقي القائم على معلومات استخبارية دقيقة .
بعد اغتيال رابين لم يستنبط الشاباك اي طريقة جديد فطريقة الدوائر الامنية وغيرها من الطرق كانت معروفة قبل مقتل رابين ولكنها لم تطبق على ارض الواقع وعلى الجمهور الاسرائيلي ان الساسة الاسرائيلين كانوا يرفضون هذه الطرق المشددة حتى ظهر مسدس يغئال عامير وغيّر المفاهيم لدى الشاباك وكذلك الشخصيات المحمية ، والان تحيط برئيس الوزراء عدة دوائر امنية مهمتها محصورة بمنع اي شخص غير " مفلتر "من الاقتراب منه وهذا بحد ذاته تغيرا كبيرا لما كان سائدا قبل مقتل رابين .
اجهزة الامن واثقة من قدرتها على احباط اي محاولة لاغتيال رئيس الوزراء مهما كان تدريب القائمين عليها ولكنها تعترف بعدم مقدرتها على التنبوء بجميع الخطط التي قد تخطر ببال الجهات المتطرفة ، واحد السناريوهات المرعبة قيام مجموعة خدمت في وحدة قتالية خاصة مثل وحدة الاركان الخاصة او الكوماندو البحري التي تمتاز عن باقي الوحدات بقدرتها الفائقة على تخطيط عمليات كوماندو محددة ومحصورة و اكتشاف نقاط الضعف والتسلل من خلالها والوصول الى رئيس الوزراء .
هذا الهلع الاستخباري من قيام وحدة كوماندو خاصة باغتيال شارون اجبر الشاباك على اتخاذ عدة تدابير منها تغير مسار موكب شارون بشكل يومي والقيام بخطوات تضليل من خلال سفر مواكب شبيه بموكب رئيس الوزراء في عدة اماكن وفي نفس الوقت وكأن الشاباك يقول نحن جاهزون لمثل هذا الاحتمال المرعب .