وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كل شعوب الارض تثور على حكوماتها الا اسرائيل- نام الشعب وثار الجنرالات

نشر بتاريخ: 01/05/2012 ( آخر تحديث: 01/05/2012 الساعة: 15:06 )
القدس- تقرير "معا"- لم يتوقع أي سياسي أو خبير اعلامي اسرائيلي ان تكون احتفالات عيد "الاستقلال" للدولة العبرية، مناسبة لانقلاب ابيض على نتانياهو ولحظة انهيار الائتلاف الحكومي والمعارض على حد سواء وبدء العد العكسي للانتخابات المبكرة والمزمعة نهاية آب القادم.

وقد دأب قادة اسرائيل مواجهة الصحافة في مثل هذا اليوم والادلاء بتصريحات تتعلق بقيام الدولة والمخاطر على وجودها، الا ان ما حدث كان يشبه كابوسا لم يخطر على بال نتانياهو ابدا.

جنرالات الجيش والاجهزة الامنية في الدولة العبرية نهضوا مرة واحدة وعلى قلب رجل واحد وقالوا ( لا ) لنتانياهو وافكاره وطريقة تعامله مع الملف الفلسطيني والايراني وهي حالة نادرة قلما تحدث في الدولة العبرية.

شمعون بيريس والذي اعتقد الاسرائيليون ان مقعد الرئاسة قد غيّره اثبت انه لم يتغير كليا وان موقفه من الحل التفاوضي مع الفلسطينيين على ما هو، فقد القى كلمة قلبت كل التوازنات الدقيقة على جبل هيرتسل، والمقصود امام قبور 22 الف جندي قتلوا في الحروب مع العرب، قال في المقبرة ان عباس يريد السلام وفتح الباب على مصراعيه امام الانقلاب الابيض الجاري الان.

ثم تبعه رئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين والذي اتهم نتانياهو انه يتعمشق الملف الايراني لتشتيت الانتباه عن اسوأ حكم ولمنع اية تسوية عن القضية الفلسطينية ووصفه هو وايهود باراك انهما غير صالحين وانهما ليسا اليسوع المخلّص.

وقد اعتقد البعض ان هذه هي النهاية لكن الحقائق في الساعات الاخيرة تثبت انها مجرّد البداية، فبعد شمعون بيريس وديسكين قال وزير الخارجية ليبرمان ان الالتزام الاخلاقي من حزب اسرائيل بيتنا بالحكومة قد انتهى وان الخروج من الائتلاف صار ممكنا.

ثم وعلى نشرات الاخبار ليلة امس جاء الاهم، حيث كشف النقاب عن معارضة هائلة تحت عباءة نتانياهو ، وبالاضافة الى رئيس الموساد السابق مئير داجان ورئيس الاركان السابق جابي اشكنازي وقادة الاجهزة الامنية، الى جانب هؤلاء يقف الوزراء سلفان شالوم وبني بيغن ودان مريدور وليمور ليفنات وغيرهم ، يقفون بقوة ضد ضرب ايران ويعتبرون ان نتانياهو يعيش الوهم بالهجوم على ايران وهو ما يتقاطع مع الموقف الامريكي ايضا.

نتانياهو الذي اعتقد ان انتقادات رئيس الشاباك السابق ستكون لوحدها حاول الاعتداء على اخلاقيات ديسكين وانه يطمح بمنصب الا ان قوة الهجمة جعلته يعلن انه لا يمانع انتخابات مبكرة.
|173574|
اما الشعب الاسرائيلي فقد واصل صمته الغريب وهدر ماله ووقته على الرحلات الداخلية في ايام الاستقلال، وبدا الناس في اسرائيل صاغرين عاجزين عن تقليد اية ثورة عربية بعدما ابتلع نتانياهو بكل سهولة انتفاضة الصيف الماضي المسماة انتفاضة الخيام في تل ابيب، لكن الجنرالات هم الذين قادوا هذا الانقلاب المتواصل والذي طال افقيا وعموديا جميع اركان القيادة الاسرائيلية في تل ابيب وفي امريكا ايضا.