وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رئيس سلطة الطيران المدني: إغلاق مطار غزة الدولي عملية إجرامية حقيقية وطواقمنا جاهزة لإعادة تشغيله

نشر بتاريخ: 31/07/2005 ( آخر تحديث: 31/07/2005 الساعة: 13:29 )
غزة - معاً- اعتبر رئيس سلطة الطيران المدني ومدير عام مطار غزة الدولي سلمان أبو حليب أن إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي للمطار منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 يعد جريمة حقيقية وبكل المقاييس، كون المطار مدنياً ويقع ضمن الأراضي الفلسطينية في حين يحكم الجانب الإسرائيلي السيطرة على كافة الأجواء الفلسطينية.

وقال أبو حليب في لقاء خاص مع معاً أن قوات الاحتلال أقدمت على تدمير المطار حيث رصدت سلطة الطيران أربع محطات زمنية لهذا التخريب بدأت في الرابع من ديسمبر 2001 حيث دمرت قوات الاحتلال مدرج المطار والذي يعتبر الممر الرئيسي له، وفي الثاني عشر من ذات الشهر أجهز السلاح الهندسي الإسرائيلي على كافة المدرج، ثم المحطة الثالثة عبر قصف طائرات إف 16 لمبنى الرادار وجهاز الرادار وكافة الأجهزة الملاحية، وجاءت محطة التخريب الرابعة بقيام الاحتلال بتحطيم الكاميرات على سور المطار مشيراً إلى تعاقب محطات التخريب هذه ولحقها جرائم تخريب أخرى ومتتالية أدت إلى تعطيل عمل المطار عدا عن منع المواطنين من التوجه إليه وإغلاق الطرق المؤدية إلى جنوب قطاع غزة.

واكد ابو حليب ان الخسائر المادية المباشرة المتمثلة في تدمير محطة الرادار والأجهزة الملاحية والممر الرئيسي ليست بالقدر الذي لحق بالشعب الفلسطيني من خسائر غير مباشرة كان في أولها إغلاق المطار وتجميد مشروع الملاحة الجوية، ووقف عمل الطائرات والخطوط الجوية الفلسطينية ووقف نمو الاقتصاد الفلسطيني.

أما عن الطائرات الفلسطينية التي كانت تقلع من مطار غزة الدولي او ما يطلق عليه الآن" مطار ياسر عرفات الدولي" فأكد أبو حليب ان سلطة الطيران تمكنت بأعجوبة من إنقاذ هذه الطائرات بمجملها ونقلها في ظرف 24 ساعة إلى مطاري العريش وعمان حيث تقلع الطائرات بالأغلب من مطار العريش منذ بداية الانتفاضة الحالية.

وعن جاهزية سلطة الطيران لإعادة تشغيل مطار ياسر عرفات قال رئيسها أبو حليب أن المطار لطالما كان رمزاً من رموز السيادة الفلسطينية حيث استطاع الطرف الفلسطيني لمفاوض أن يتوصل في اتفاقية القاهرة إلى بند حول الطيران المدني الفلسطيني وانه يحق للسلطة إنشاء عدة مطارات وتسيير رحلات داخلية وخارجية حيث أصبح مطار ياسر عرفات الدولي مطاراً مدنياً يخدم القضايا الإنسانية المدنية للمواطن الفلسطيني مؤكداً أن تدميره هو خرق فاضح لقانون الطيران الدولي كان يمكن الاستعاضة عن تدميره بإغلاق الأجواء في وجه الملاحة الجوية الفلسطينية كون إسرائيل تسيطر على هذه الأجواء منوهاً إلى أن سلطة الطيران المدني مستعدة لإعادة تشغيل المطار حيث استمر كافة العاملين والموظفين بالدوام فيه رغم إغلاقه قائلاً " لدينا كافة المخططات الهندسية والتجهيزات والطواقم الفنية التي تستطيع تشغيل المطار في مدة قصيرة جداً لو تحصلنا على موافقة إسرائيلية فعلية بإعادة العمل فيه".
و
عما إذا كان هناك أي ضمانات لإعادة تشغيل مطار غزة الدولي بما يفي حاجة الفلسطينيين قال أبو حليب أن الحاجة الفعلية الفلسطينية للمطار تكمن في رغبة الفلسطينيين بالموافقة على بدء العمل في مطار أريحا الدولي وهو المشروع الذي وصفه بالكبير حيث تم التفاوض بشأنه مع الجانب الإسرائيلي وتم التوصل إلى حلول ونتائج هامة وضعت على إثرها الدراسات الكافية للبدء في إنشائه إلا أنه متوقف حتى الآن كما أكد أن الفلسطينيين بحاجة كبيرة إلى تشغيل مطار فلسطين الدولي قائلاً " لا ننسى أبداً مطار فلسطين الدولي وهو مطار قلنديا - القدس المحتل منذ عام 1967، لقد اتخذنا قرارات هامة بشأنه وطالبنا في منظمة الطيران الدولي" الإيكاو" بمنع إسرائيل ووقفها من استخدامه كمطار دولي لها باعتبار انه محتل وحتى الآن هو عبارة عن مطار موقوف ومنعت إسرائيل من تشغيله لصالحها، وفي الحقيقة لدينا مشاكل جمة وكبيرة خاصة بالملاحة الجوية الفلسطينية وبالطيران المدني".

ووجه أبو حليب رسالة للعالم مطالباً بان يتم رفع الحصار والإغلاق المفروض على المطار الذي أثر سلباً على نمو الاقتصاد الفلسطيني، كما كان له أكبر الأثر على تقييد حرية التنقل والحركة للمواطنين باعتباره مطار مدني يخدم المصالح المدنية والقضايا الإنسانية من خلال تأمين المواد الغذائية والمساهمة في نمو الاقتصاد الوطني ونقل المرضى لتلقي العلاج ومثل الممر الرئيسي لتنقل المواطنين لكل دول العالم في حين تسببت المعابر والإغلاقات في موت الكثير من المواطنين منوهاً إلى الصعوبات التي يواجهها الحجاج الفلسطينيون حيث كان معدل الحجاج سنوياً من 6000-8000 حاج ينتقلون في ساعتين فقط من الأراضي الفلسطينية إلى الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية بينما الآن يستغرق سفرهم أربع أيام بما فيها تحملهم مشاق ومتاعب السفر مطالباً المجتمع الدولي ومنظمات الحقوقية الدولية ومنظمة الطيران الدولي بممارسة الضغط على دولة الاحتلال لضمان إعادة تشغيل المطار والبدء به فوراً بعد انسحابها من قطاع غزة.