وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في العالم الثالث ضابط الشرطة اهم الف مرة من مفكر او عالم او شاعر

نشر بتاريخ: 20/05/2012 ( آخر تحديث: 25/05/2012 الساعة: 15:33 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - يمكن لاي رعديد جبان او فاشل وضيع ان يصفع اي عالم او استاذ كيمياء او مفكر او شاعر في وسط اية عاصمة عربية دون ان يخشى اية عاقبة ، ولكنه لن يجرؤ على التحديق في عيني شرطي او رجل امن في اي منطقة عربية ... ومع كل الاحترام والتقدير لكل رجال الامن والشرطة ودورهم في حفظ امن المجتمع الا ان التربية العربية تربية بوليسية يجري بناؤها على اساس الخوف وليس على اساس القناعة والثقافة والابداع العلمي .

ولا يزال العالم العربي مختلف عن بعضه ولا يمكن مقارنة الحياة في دبي مع الصومال ولا في مراكش مع قطر ، وحسب تقرير التنمية للعام 2011 فان ( مستوى دليل التنمية البشرية في البلدان العربية يظهر تفاوتاً في أنماط التنمية البشرية بين بلد وآخر. فالإمارات العربية المتحدة (في المرتبة 30) وقطر (في المرتبة 37) والبحرين (في المرتبة 42) جميعها حلّت في المجموعة الأولى من المجموعات الأربع التي تصنف ضمنها البلدان في ترتيب دليل التنمية البشرية. أما السودان (في المرتبة 169) وجيبوتي (في المرتبة 165) واليمن (في المرتبة 154) فحلّت في المجموعة الأخيرة من ترتيب دليل التنمية البشرية ) .

والغريب ايضا في هذا العام انه وبعد عام ونصف على الثورات العربية لا يزال الامر محيرا ، وقد ورد حرفيا في التقرير "لغز الديمقراطية العربية مقبل على نهاية مفاجئة، تفسح المجال أمام توسيع حريات الشعوب وإمكاناتها الفعلية في جميع أنحاء المنطقة." وبالتالي لا احد فينا يعرف او يقدر على التنبؤ بمستقبل الديموقراطية في الدول العربية .

وعلى الرغم من الأداء الاقتصادي الجيّد الذي سجلته بلدان عربية عديدة مثل الخليج ، لا تزال المنطقة متأخرة في النظر لانساق المجتمع ومنها الاسرة والمرأة والشباب والطاقات الابداعية ، بمعنى اننا لا نزال قبائل فقيرة او غنية نحمل نفس المفاهيم المتخلفة وتدني التحصيل العلمي وعدم المشاركة في العملية الانتاجية المجتمعية ،الشباب العربي لا يعمل وكبار العمر لا يعملون والمراة لا تعمل والاطفال لا يعملون ويعمل نحو 20% فقط من الطاقات فيما يستهلك الباقون !!!!!!!!

المرأة وهي نصف المجتمع عاطل عن العمل ومريضة بالاستهلاك والتسوّق ،حيث أن اليمن يحلّ في آخر الترتيب العالمي أي في المرتبة 146 من ناحية تشغيل وتعليم المرأة. كما تعتبر المملكة العربية السعودية (في المرتبة 135) والسودان (في المرتبة 128) من بين البلدان التي سجلت أضعف أداء من حيث إنصاف الجنسين.اما الإمارات العربية المتحدة (في المرتبة 38) وتونس (في المرتبة 45).

وورد في التقرير ما يقلق فهناك دول عربية تصرف اكثر مما تحتاج وهناك دول تستهلك اقل مما يلزمها وتحلّ البلدان العربية في الترتيب قبل جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى، وهي أشدّ مناطق العالم فقراً حسب مقاييس دليل التنمية البشرية، من حيث عدم رضا السكان عن جودة المياه، إذ أعرب 55 في المائة من سكان العراق عن عدم الرضا عن إمدادات المياه. حيث تعيش نسبة 25 في المائة على أراضٍ منخفضة الإنتاجية الزراعية، وهي نسبة أعلى من النسبة التي تعيش في هذه الظروف في جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى (22 في المائة).

وفي السودان والمغرب، تعيش نسبة 40 في المائة من السكان على أراضٍ متدهورة في ظروف تقوّض قدرتهم على تأمين حاجاتهم الغذائية في المستقبل. ونسبة هؤلاء تعادل أربعة أضعاف المتوسط العالمي لعدد السكان الذين يعيشون في ظروف مماثلة.

الربيع العربي والثورات والجامعات الفخمة والسيارات الفارهة والقصور العامرة والاسواق والمولات المليئة بكنوز الغرب كلها ليست سوى افكار ومواد نستوردها وونستهلكها بنهم وجشع ، لكننا لا ننتجها وان انتجناها لا نعرف مواصلة العمل فيها فيأتي الغرباء ويقودوننا ...

وحين يصبح للعالم او الشاعر او المفكر قيمة اكبر من قيمة رجال الحزب السياسي الحاكم في عين المواطن العربي .. وحين يكون اساتذة الجامعات اهم من رجال الامن يمكن ان نقول ان هناك ثورات عربية حقا ، اما اليوم فلا تزال الامور في مستوى استبدال حاكم بحاكم اخر ، وضابط بضابط اخر ، وجلّاد بجلاد اخر ، بل سجان بسجان اخر .