وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المصادقة على رحيلها اليوم: ثلاث مستوطنات في القطاع على وشك الرحيل دون عودة

نشر بتاريخ: 07/08/2005 ( آخر تحديث: 07/08/2005 الساعة: 15:50 )
غزة- معاً- تصادق الحكومة الاسرائيلية اليوم على تنفيذ المرحلة الاولى من مراحل خطة فك الارتباط المزمع بدء تنفيذها في الخامس عشر من الشهر الحالي .. وتشمل المرحلة ثلاث مستوطنات هي نتساريم جنوب مدينة غزة"..... " وكفار داروم " القرية الجنوبية" المحاذية لدير البلح، ومستوطنة موراج ين مخيمي رفح وخانيونس.

الرابط بين هذه المستوطنات الثلاثة هو وقوعها على طريق صلاح الدين حيث تقسم قطاع غزة الى ثلاثة اجزاء وتفصل نتساريم غزة عن المخيمات الوسطى في حين تفصل كفار داروم المنطقة الوسطى عن جنوب القطاع وقد اضطرت السلطة الفلسطينية الى اقامة طريق فرعي ليمر منه الرئيس الراحل ياسر عرفات لرفض مستوطني كفار دراوم ان يمر من امامهم .

اما مستوطنة موراج فقد اقيمت لتفصل مخيم رفح عن خانيونس ولتكون نقطة حماية متقدمة لمستوطنات غوش قطيف وبتفكيك هذه المستوطنات يمكن ايجاد نوع من التواصل الجغرافي بين مناطق كبيرة من قطاع غزة لكن من المتوقع الا يتم تفكيك حاجزي ابو هولي والمطاحن قرب كفار داروم لحين تفكيك مستوطنات غوش قطيف في المرحلة الثالثة من تنفيذ خطة فك الارتباط.

وينتظر الفلسطينيون بفارغ الصبر رحيل هذه المستوطنات التي سببت لهم الكثير من الالم والمعاناة وخاصة المناطق المجاورة التي كانت عرضة لعمليات توغل كثيفة واعتقالات مستمرة عدا عن مصادرة اراضيهم وضمها للمستوطنات.

مستوطنة كفار داروم:

تعتبر مستوطنة كفار داروم من اول المستوطنات الاسرائيلية في قطاع غزة فقد اقيمت قبل العام ثمانية واربعين وتم اقفالها قبل ان يتم اعادة بناءها في العام 1970 وتعني كفار داروم بالعربية " القرية الجنوبية" وتعد ثاني أكبر مستوطنة أقيمت عام 1970على أراضي مدينة دير البلح إلى الجنوب منها ومساحتها 265 دونماً وتتحكم بمدخل مدينتي دير البلح وخانيونس كما تتحكم هذه المستوطنة في شارع صلاح الدين حيث تقع إلى الشرق منه, يسكنها حوالي 42 عائلة يبلغ عدد افرادها نحو 200 مستوطن بها مصنع لتعليب الخضروات، وبئر للمياه، ومكاتب، وعيادة للإسعافات، وملعب كرة ومنازل المستوطنة عبارة عن فيلات صغيرة الحجم وهي من المستوطنات الدينية.

وشهدت مستوطنة كفار دراوم اول عملية استشهادية داخل المستوطنات في انتفاضة الاقصى وكان منفذها الشهيد بهاء ابو السعيد عضو لجان المقاومة الشعبية والذي تمكن من اقتحام المستوطنة وقتل ثلاثة من جنود الاحتلال وقد استغلت مستوطنة كفار دراوم لتنفيذ عمليات اجتياح واسعة ضد سكان المنطقة الوسطى وتحديدا مخيم دير البلح.

مستوطنة نتساريم "الصقور":

نتساريم أقيمت في العام 1972م لتقسم قطاع غزة إلى قسمين شمالي وجنوبي، تعد اكبر قاعدة عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة تقع على بعد 1كم إلى الشرق من شاطئ البحر، وعلى بعد 1كم إلى الغرب من الطريق الرئيسي، وعلى بعد 4 كم جنوب غرب غزة لتحكم السيطرة على المدينة من ناحية الجنوبية، وعلى شمال المحافظات الوسطى والتي تضم النصيرات، المغازي، البريج، دير البلح، وبالتالي أغلقت هذه المستوطنة شارع صلاح الدين والذي يعتبر الشريان الرئيس في القطاع رابطاً شماله بجنوبه، تاركة للفلسطينيين الطريق الساحلي لتغلقه في أي وقت وتنصب عليه الحواجز الطيارة ، عدا عن تجريفه أكثر من مرة، وتجريف كافة الأراضي الزراعية التي تحيط به ليعيش المواطن الفلسطيني مأساة فقدان المحصول الزراعي كل عام بعد طول انتظار.

وعلى ابواب مستوطنة نتساريم وقع الحدث الذي هز العالم وكان له دور بارز في تاجيج نار الانتفاضة وهي استشهاد الطفل محمد الدرة بين يدي والده الذي اصيب ايضا امام كاميرات وكالات الانباء العالمية في الثاني من اكتوبر 1999.
من بين المستوطنات التي كانت عرضة لعمليات كبيرة هي مستوطنة نتساريم التي اقتحمها عشرات الاستهاديين من كل الفصائل وكانت مسرحا لعمليات مشتركة بين كل الفصال وتعرضت لاطلاق اول قذيفة هاون خلال الانتفاضة.

وتعتبر مستوطنة نتساريم مستوطنة زراعية بالدرجة الاولى وان استخدمت كقعادة عسكرية وكان يقطنها في بداية الانتفاضة 44 عائلة لكن المعروف ان سكانها لا ينامون يها منذ بداية الانتفاضة نتيجة العمليات الكثيفة التي جرت في محيطها وداخلها
رئيس الوزراء ارئيل شارون كان يعتبر المستوطنة نقطة حماية لاسرائيل ويرفض التخلي عنها لكن ضغط عمليات المقاومة اسهم في قرار تفكيكها كما باقي المستوطنات

مستوطنة موراج:

المستوطنة الثالثة هي موراج أنشأت في العام 1972برعاية حزب العمل على الطريق الرئيسي بالقرب من مدينة رفح مع خانيونس تقع إلى الشرق مباشرة من طريق غزة-رفح على بعد 6 كم من شاطئ البحر وعلى بعد 5كم غرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، يوجد بها محطة لتقوية الإرسال، ومخيم لقوات الجيش الإسرائيلي قبل ان تتحول في العام 1983 الى مستوطنة دينية مساحتها 1400 دونم من اراضي الفلسطينين في رفح وخانيونس
وتعبتر مستوطنة موراج مستوطنة تجسسية بالدرجة الاولى ففيها تقع محطات الرادر التي وضعهتها اسرائيل لمراقبة الحدود المصرية الفلسطينية بعد الانسحاب من سيناء في العام
1982.

اضافة الى وجود محطات بث وتقوية لاكثر من اربعين محطة تلفزيونة واذاعية في ارائيل تبث مواد دعائية للدول العربية القريبة حيث تبحث اسرائيل عن بديل في صحراء النقب لها
وتعتبر مستوطنة موراج نقطة الدفاع الاولى لمستوطنات غوش قطيف ولا يوجد بها كان تقريبا لانها استغلت كارضي زراعية ودفيات تابعة لغوش قطيف واقتحمها المقاومون عدة مرات بنجاح وتمكن بعضهم من العودة الى قواعده بعد تنفيذ العمليات.