وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

احياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في روسيا

نشر بتاريخ: 30/11/2012 ( آخر تحديث: 08/12/2012 الساعة: 14:31 )
القدس - معا- أقيم في موسكو يوم امس الحفل التضامني المكرس لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني والذي نظمته سفارة دولة فلسطين لدى روسيا الاتحادية تحت رعاية المركز الإعلامي لهيئة الأمم المتحدة في موسكو، وبعثة جامعة الدول العربية، ووزارة الخارجية الروسية.

وشارك في الاحتفال الكبير السفراء العرب والأجانب وعددا كبير من أعضاء البرلمان الروسي ورجال الدولة ورجال الصحافة والإعلام والجاليات العربية والجالية الفلسطينية وأصدقاء الشعب الفلسطيني في روسيا.

بدأ الإحتفال الذي تولى عرافته محمود خالد ميعاري بعزف النشيدين الفلسطيني والروسي كما تم عرض فيلم وثائقي بعنوان القلب الأبيض للفنان الفلسطيني المعروف جمال بدوان والمخرجة الروسية يلينا بتروفسكايا.

تحدث الكساندر غوريليك ، مدير المركز الإعلامي لهيئة الأمم المتحدة في موسكو الذي تلا رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والتي دعا فيها الى تحقيق حل الدولتين الذي التزمت به كل من إسرائيل والفلسطينيين.

وشدد على ان التغير السريع والعميق الذي يشهده الشرق الأوسط، تصبح معه الحاجة إلى أن يكثف المجتمع الدولي والطرفان الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام أشدَ إلحاحا من أي وقت مضى.

وأكد على ان الهدف الذي تسعى الى تحقيقه الاسرة الدولية هو إحلال سلام عادل ودائم تاقت إليه أجيال وأجيال من الفلسطينيين والإسرائيليين، سلام ينهي الاحتلال القائم منذ عام 1967 ويضع حدا للنزاع ويكفل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وتعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل الآمنة.

وتحدث رئيس مكتب الجامعة العربية في موسكو السفير جمعة الفرجاني متوجها بالتحية والتقدير لمنظمي هذه الفعالية بمناسبة مرور 65 عاما على تقسيم فلسطين والذكرى 35 لصدور قرار التضامن مع الشعب الفلسطيني، وقدم كذلك الشكر للقيادة الروسية التي تقف دوما إلى جانب الشعوب العربية وعلى وجه الخصوص الشعب الفلسطيني.

وتطرق الفرجاني في كلمته لإدانة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ،وحملة الإعتقالات في الضفة الغربية ، كما حمل الإحتلال الاسرائيلي المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبها في حق أبناء الشعب الفلسطيني، وطالب المجتمع الدولي بإنهاء الإحتلال مرة وإلى الأبد.

وتلا نائب وزير الخارجية الروسية ، مبعوث الرئيس الروسي لشؤون الشرق الاوسط السيد ميخائيل بغدانوف رسالة تحية وتهنئة من قبل الرئيس فلاديمير بوتين إلى الرئيس محمود عباس ، وجاء فيها أن "الحل السياسي العادل للمشكلة الفلسطينية هو شرط أساسي لتحقيق سلام شامل وطويل الأمد في الشرق الأوسط".

وورد في نص الرسالة أيضا: "على خلفية التحولات الجارية تكتسب هذه المهمة أهمية خاصة. وبصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي ورباعي الوسطاء الدوليين للتسوية الشرق أوسطية، تنوي روسيا الاستمرار في تقديم دعم فعال للجهود الرامية إلى المضي قدما نحو التسوية النهائية للنزاع في الشرق الأوسط".

وأشار بوتين في رسالته كذلك إلى أن روسيا "دعمت شعب فلسطين الصديق دائما ويمكنكم أن تعولوا في المستقبل على دعمنا العملي في تشكيل أسس الدولة الفلسطينية، وغيرها من القضايا الملحة".

وتحدث ميخائيل بغدانوف في كلمته ايضا أن موسكو تأمل في ألا تتخذ إسرائيل قرارات هدامة ردا على رفع صفة فلسطين في الأمم المتحدة إلى دولة مراقبة. واشار بغدانوف أن القرار الذي سيصدر عن الجمعية العامه ليس بأي حال من الأحوال بديلا للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ، والتي يجب أن تبدأ في أسرع وقت ممكن وتجري بالطبع على أساس القانون الدولي المتعارف عليه من الأمم المتحدة.

وأكد بغدانوف أن موسكو تدعم مساعي الشعب الفلسطيني المشروعة لقيام دولة مستقلة تعيش في سلام مع إسرائيل وغيرها من الجيران.

وجدد في الوقت نفسه دعوة موسكو لإسرائيل إلى وقف أي نشاط استيطاني على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية ، مشيرا إلى الدور الهام لرباعي الوسطاء الدوليين للتسوية الشرق أوسطية، وان روسيا حريصة على توظيف إمكانيات الرباعي على أكمل وجه، مضيفا ان اقتراح عقد مؤتمر دولي في موسكو حول الشرق الأوسط يبقى قائما على جدول الاعمال.

وشدد بغدانوف على أهمية تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني، وعبر عن رضا روسيا عن الطابع الودي لعلاقات الثقة والاحترام مع فلسطين والذي ظهر على أكمل وجه خلال لقاء جمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس محمود عباس في حزيران الماضي في بيت لحم.

والقى سفير دولة فلسطين لدى روسيا الإتحادية الدكتور فائد مصطفى كلمة حيا فيها باسم فلسطين وشعبها الصامد كافة الأصدقاء والضيوف.

وتطرق في كلمته إلى الجولة الدمويه الاخيرة في هذا الصراع الدامي الطويل ، والأيام الثمانية التي عاشها قطاع غزه واستمر فيها القصف الاسرائيلي على رؤوس اهلنا هناك ،براً وبحراً وجواً، مشيرا الى أن الضفة الغربيه ليست بأحسن حالا من توأم روحها وجناحها الاخر قطاع غزه ، والتي تمارس فيها قوات الاحتلال الاستيطان الذي ينهش من لحمها قطعة قطعة والحواجز العسكريه التي تقطع اوصالها، وجدار الفصل العنصري والاعتقالات اليوميه، وممارسات اسرائيل التهويديه في القدس.

وتطرق كذلك الى مواقف الحكومة الإسرائيلية الحالية والتي تتصف بالتنكر التام ، والتراجع عن كل الإلتزامات والإتفاقيات التي كنا قد وصلنا إليها مع الحكومات الإسرائيلية السابقة وممارساتها اليومية على الأرض تؤكد انها لا تريد أية خطوة بإتجاه التسوية الشاملة.

وتحدث السفير فائد مصطفى كذلك حول توجه القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس لطلب الاعتراف بفلسطين كدوله مراقبه غير عضو بأنه الامر الذي سينقل القضية الفلسطينية الى مربع جديد من الكفاح المتواصل، ويغير من قواعد العمليه السياسية التي تكتسب بعدا قانونيا جديدا في تحويل الارض الفلسطينيه من ارض متنازع عليها الى اراضي دوله تقع تحت الاحتلال.

وعبر عن كل القناعه والثقة والامل بان يحظى هذا المشروع وهذا التوجه على موافقة الغالبيه العظمى من اعضاء الاسرة الدوليه في الأمم المتحدة ، بما يعكس الانتصار للمظلوم ، ويعطي المصداقية لميثاق الأمم المتحدة وعدالتها ، ويساهم في وضع حد لهذا الصراع.

وفي ختام كلمته عبر عن الشكر لكل الدول الشقيقه والصديقة التي وقفت معنا ولا تزال ، ودافعت عن حقوق شعبنا بما تستطيع وهي كثيرة في هذا العالم، وخص بالشكر روسيا هذا البلد الصديق والشقيق الذي تربطه بفلسطين علاقة تاريخيه قائمة على الاحترام المتبادل.

وفي نهاية هذا المهرجان القت الطفله دانيا فائد مصطفى قصيدة محمود درويش "سجل أنا عربي" التي لاقت استحسان كافة الحضور وتأثرهم بهذه القصيدة الحماسية والإلقاء الجميل.