وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاعتداءات على القدس تتم بشكل يومي ومنفذوها يتقاضون اجورهم من الحكومة الاسرائيلية

نشر بتاريخ: 26/05/2005 ( آخر تحديث: 26/05/2005 الساعة: 09:46 )
معا - المسيرات والتهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة الى جانب الدعوات المتكررة بأهمية المسجد الأقصى وضرورة الدفاع عنه لم تكن وليدة اللحظة والاعتداءات والمسيرات الأخيرة التي دعا اليها أعضاء تنظيم رفافاة اليميني المتطرف اليوم او المسيرة التي جرت الشهر الماضي لم تكن الأولى أو الثانية في الاعتداءات على المسجد الأقصى لأن سلسلة هذه الاعتداءات طويلة جدا وتتم بشكل يومي منظم ، وأوضح الدكتور عبد الرحمن عباد الناطق الرسمي للهيئة في حديث ل-معا ان اللجنة تسجل الاعتداءات اليومية على المسجد الاقصى والتي تعد بالآلاف حيث أنه يتم تسجيل عشرة اعتداءات يوميا ومن هذه الاعتداءات اليومية محاولات الدخول بالقوة الى باحات الاقصى لأشخاص يحاولون الدخول بشكل فردي للصلاة داخله وهناك اشخاص يحاولون التشويش على المصلين وهناك من يحاول ادخال الخمور كما ان هناك من يمارس اعمال غير اخلاقية في محيط الاقصى هذا بالاضافة الى الممارسات التي تقوم بها السلطات الاسرائيلية من الاعتداء بالضرب على سدنة المسجد الاقصى لمرات عديدة او الاعتداء على المصلين خصوصا الشباب منهم ومصادرة هوياتهم كما ان الحفريات التي تتم تحت المسجد والتي ادت الى انهيارات وتصدعات في المسجد وبنيته كما ان الدخول وحفر الانفاق تأتي في اطار تحقيق الهدف المنشود وهو هدم المسجد الاقصى والعمل على اقامة الهيكل المزعوم بدلا منه .
واكد عباد ان المسيرات والتظاهرات الكبيرة والمنظمة هي فعاليات منظمة ويعلن عنها في الصحف تحت سمع وبصر الحكومة الاسرائيلية اي انها في نظر الحكومة فعاليات مشروعة وتتم تحت حماية الشرطة الاسرائيلية ومن هنا نجد ان الشرطة تقوم بمنع المسلمين من الوصول للمسجد الاقصى والصلاة فيه على عكس المطلوب وهو منع هؤلاء المتطرفين من الوصول الى الشوارع المؤدية الى بوابات الاقصى حيث سمحت لهم بالوصول اليها فيما منعت المسلمين دون سن الخامسة والاربعين من الوصول اليها يوم امس وهذا يعني عقاب المسلمين وليس ردع المعتدين اللذين يتظاهرون ويهددون باقتحام المسجد .
وحول التهديدات بهدم المسجد واقامة الهيكل مكانه قال عباد لا اعتقد ان هناك اي جهة دينية في العالم تسمح بان يقوم بناء لديانة اخرى في المكان المخصص لهم فلا اعتقد بان المسيحيين سيسمحون لليهود او المسلمين ببناء كنيس او مسجد في ساحة القديس بطرس او امام الفاتيكان وهذا الحال ينطبق على المسلمين وبخاصة ان الاقصى جزء من عقيدة المسلمين مثل المسجد النبوي في المدينة المنورة او المسجد الحرام في مكة المكرمة واما فيما يخص بناء الهيكل بجانب المسجد فالمساحة لا تكفي للمسلمين ويتجلى هذا الضيق في شهر رمضان على الرغم من عدم السماح لاهالي الضفة الغربية وقطاع غزة بالصلاة في الاقصى فكيف اذا سمح لهم هذا امر مرفوض اولا لاسباب عقائدية ولاسباب تتعلق بالمساحة .
اما الجهات المتطرفة التي تقود هذه الاعمال العلنية وغير العلنية ضد المقدسات فقال الناطق الرسمي لهيئة العلماء والدعاة في القدس ان هؤلاء موظفون ويتقاضون اجورهم من المؤسسات اليهودية ومنها الدولة العبرية وان كل محاولة من هذا النوع تكون مدفوعة الاجر ومقصودة وتكرارها الهدف منه هو جعل الفلسطينيون يتلكؤون في الدفاع عن المسجد مرة بعد مرة هؤلاء لا يأتون من القدس بل يأتون من مختلف مناطق اسرائيل والسؤال هنا لماذا لا يمنعون من دخول القدس كما هو الحال بالنسبة للمسلمين
وفيما يخص المسؤولية عن سلامة المسجد قال عباد ان الحكومة الاسرائيلية وشرطتها تتحمل هذه المسؤولية وبخاصة وزارة الاديان وتحديدا الشرطة التي لا تقوم بواجباتها بالحفاظ على المسجد مطلقا سواء فيما يتعلق بالحفاظ على المسجد او فيما يتعلق بما تتعرض له المدينة من تغيير وسرقة حضارية وهنا اود ان اشير الى السرقة الحضارية التي تتعرض لها القدس حيث ان هناك جهات تقوم بسرقة البلاط الاثري القديم في الطرقات التي تؤدي الى المسجد وهذه قضية تراثية دولية لان القدس القديمة مسجلة في منظمة اليونيسكو العالمية الخاصة بحفظ التراث وبالتالي فاسرائيل مسؤولة عن هذا الاعتداء ايضا وردا على سؤال لشبكة معا حول عدم الاعلان والتركيز على هذه الاعتداءات اليومية المتواصلة بحق الاقصى والقدس اجاب عباد بان وسائل الاعلام الفلسطينية والعربية مقصرة تجاه هذه القضية وان هذه الوسائل لا تتواجد الا اذا كان هناك تهديد او قضية كبيرة واما المتابعة اليومية فيدعونها على المسؤولين في الاوقاف اللذين يعيشون ليلهم ونهارهم في مواجهة الاعتداءات التي لا تتوقف وبهذه المناسبة نقول لاخوتنا العرب باننا لن نالوا جهدا في تقديم كل ما نستطيع من اجل حماية الاقصى ولكننا تحت الاحتلال نحتاج منهم ان يقفوا مع ضمائرهم وان يعرفوا ان القدس وفلسطين هما البداية وليست النهاية والا يكونوا كقصة الاسد والثيران الثلاثة وليتذكروا صيحة الثور الاسود حينما قال اكلت يوم اكل الثور الابيض ، على العرب ان يدركوا ان المسجد الاقصى ليس للفلسطينين وحدهم وان كانوا خط الدفاع الاول عنه وان الله سائلهم عنه يوم القيامة لان التقصير في الاقصى تقصير في العقيدة ومن فرط في الاقصى فرط في عقيدته ودينه ".