وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مصادر عسكرية مصرية تكشف عن الية تدمير الانفاق بغمرها بالمياه

نشر بتاريخ: 20/02/2013 ( آخر تحديث: 20/02/2013 الساعة: 18:10 )
العريش - معا - كشفت مصادر عسكرية مصرية تفاصيل الحملة العسكرية التي تديرها مصر الان لتدمير الانفاق المحفورة بين مصر وقطاع غزة برفح واعداد الانفاق التي تم تدميرها مطلع عام2013.

واكد مصدر عسكري كبير بسيناء بان حملة تدمير الانفاق بغمرها بالمياه بدات بتاريخ الثالث من فبراير من الشهر الجاري عن طريق تنفيذ خطة محكمة لتدمير الانفاق بغمرها بالمياه العذبة ومياه الصرف الصحي بواسطة سلاح المهندسين بالجيش المصري برفح.

واضاف المصدر بان منطقة الانفاق الحدودية بين مصر وقطاع غزة مقسمة الى منطقتين وهما المنطقة الامامية التي تقع على خط الحدود مباشرة مع قطاع غزة والتي تتولى حراستها ومتابعتها قوات حرس الحدود المنتشرة بحوالي 750 جنديا على مسافة ثلاثة عشر ونصف كم فاصلة بين حدود مصر مع قطاع غزة برفح والمنطقة الخلفية للانفاق على حدود غزة هي المنطقة التي تبعد عن خط الحدود بحوالي 100 متر فما اكثر من ذلك باتجاه عمق مدينة رفح والتي تخرج من هذه المنطقة الخلفية فتحات الانفاق القادمة من غزة وذات الطول الاكبر والمعنية بحراستها الشرطة المدينة الغائبة حاليا منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحل محلها حاليا رجال المخابرات الحربية المصرية برفح.

وتمكنت قوات حرس الحدود من ضبط 55 نفقا للتهريب بمنطقة الانفاق الامامية خلال شهري يناير وفبراير من العام الجاري وضبطت كميات كبيرة من البضائع المهربة من الحديد والاسمنت والاسماك كما ضبطت حوال 10 شاحنات نقل محملة ببضائع التهريب

اما رجال المخابرات الحربية المصرية تمكنت من ضبط قرابة 200 نفقا للتهريب بمنطقة الانفاق الخلفية وضبطت معها قرابة 20 شاحنة للتهريب وكميات لاحصر لها من البضائع المهربة لغزة والمتنوعة من مئات الاطنان من الدقيق والسكر والاسمنت واجهزة الكومبيوتر واللاب توب وسطوانات الغاز والفواكهه بجميع انواعها.

كما تم ضبط حوالي 12 وبيارة وقود بالقرب من خط الحدود وضبط مضخات وقود وخراطيم وذلك خلال شهر يناير الماضي وبيارات الوقود عبارة عن احواض كبيرة وعميقة مبطنة بالسيراميك ويتم تفريق سيارات الوقود المهرب فيها ثم يقوم المهربون بسحب الوقود من احواض البيارات بخراطيم ومضخات عبر الانفاق لتهريب الوقود الى قطاع غزة من حلال هذه الالية.

ليصل اجمالي فتحات الانفاق التي تم ضبطها بمنطقة الانفاق الامامية والخلفية خلال العام الجاري قرابة 255 فتحة نفق وقرابة 30 سيارة للتهريب كما ضبط حوالي 10 مهربين فقط بينهم مصريون وفلسطينيون من عمال الانفاق والمتوسط اليومي لضبط فتحات الانفاق كان يصل الى حوالي من 5 الى 6 فتحات انفاق يتم ضبطها يوميا خلال شهري يناير وفبراير من العام الجاري حتى توصل سلاح المهندسين بالجيش المصري الى الفكرة العبقرية العسكرية الجديدة والتي بدء الجيش المصرى في تطبيقها بداء من مطلق شهر فبراير الجاري.

وكشف مصدر عسكري مصري عن الية غمر الانفاق بالمياة لتدميرها عن طريق حفر احواض كبيرة وعميقة فوق منطقة الانفاق على خط الحدود مباشرة وفوق اجسام الانفاق مباشرة وتم مليء هذه الاحواض بكميات كبيرة من المياة بشكل متواصل بهدف ترسب وتغلغل مياه هذه الاحواض الى اعماق التربة وعندما تفرغ الاحواض يتواصل ضخ كميات اخرى وجديدة من المياه داخل احواض المياه المنتشرة فوق اجسام الانفاق بطول الحدود فتحدث عملية تصفية لمياه هذه الاحواض بنظرية ترسيب مياه الاحواض الى اعمق التربة لمسافات تصل الى اكثر من 40 متر تترسب وتتغلغل مياة هذه الاحواض لمسافات عميقة في الترية فتتشبع التربة بالمياه وبالتالي تتشبع اجسام الانفاق بالمياة فتحدث لها انهيارات فورية دون الحاجة لهدمها بالمعدات واللوادر المصرية كما كان يحدث خلال الحملة العسكرية الاخيرة لمنطقة الانفاق كانت تعتمد فقط على هدم اجسام الانفاق بالمعدات حتى فشلت هذه الطريقة الا ان غمر التربة بالمياه هي الطريقة الوحيدة التي نجحت وتسببت في تدمير اجسام الانفاق منذ بداية الشهر الجاري.

واضاف المصدر العسكري بان سلاح المهندسين بالجيش المصري المصري برفح نجح في هدم قرابة 20 جسم نفق حتى الان تقع جميعها شمال منفذ رفح البري وبالتالي فكل جسم نفق تخرج منه فتحات عديدة ولكن الاهم هو تدمير جسم النفق تماما وانهيار التربة في الاعماق بسبب تشبعها بكميات كبيرة من المياه.

واستعان سلاح المهندسين المصري بنوعين من المياة النوع الاول هو مياه الابار الجوفية وتم حفر ثلاثة ابار للمياه الجوفية بالقرب من خط الحدود مع قطاع غزة وتقوم قوات الجيش بسحب المياة العذبة من الابار الثلاثة وضخ مياهها في احواض المياة المنتشرة فوق اجسام الانفاق مباشرة بطول الحدود والممتلئة بالمياه طوال 24 ساعة وكلما قلت او نقصت المياه في حوض من الاحواض فهذا يعني ان المياه بالحوض قد ترسبت في قاع التربة ويتم ملء احواض المياه التي تنقص المياه منها بكميات اضافية من المياه.

ونجحت هذه الطريق بشكل كبير وتسببت في انهيار قرابة 20 جسم نفق في اعماق التربة حتى الان فيما يواصل سلاح المهندسين بالجيش المصري انشاء وحفر احواض مياه جديدة بطول خط الحدود الفاصل بين مصر وقطاع غزة وضخها بالمياة طوال 24 ساعة يوميا حتى تتشبع التربة وتغمر بالمياة تماما.

اما النوع الثاني من المياه هو الاستعانة بضخ مياه الصرف الصحي في الانفاق المستعصية على الجيش تدميرها وهي اجسام الانفاق العميقة او اجسام الانفق التي يصعب الوصول اليها ولها فتحات انفاق عديدة وترهق الامن المصري فيلجا الامن المصري لغمرها بمياه الصرف الصحي عن طريق سيارات الصرف الصحي المتجمعة من مدينتي رفح والشيخ زويد يتم الاستعانة بها بضخها في فتحات الانفاق المستعصية لان مياة الصرف الصحي تعمل على تآكل التربة وانهيار اجسام وفتحات الانفاق بسرعة شديدة.

واوضح المصدر العسكري بان اغلب المياه المستخدمة لغمر الانفاق هي المياه العذبة تجنبا لتلوث التربة والمزارع المنتشرة على الحدود ويلجأ الجيش المصري لغمر الانفاق بمياه الصرف الصحي مع الانفاق المستعصية فقط.

وتابع المصدر العسكري بان هناك حالة احتقان شديدة بين صفوف المهربين المصريين والفلسطينيين ولدى حركة حماس في قطاع غزة.

واعرب المصدر العسكري بان هناك مخاوف لدى الجيش من حدوث ردود افعال عنيفة من المهربين المصريين والفلسطينيين تجاه الجيش المصري برفح من جراء نجاح الجيش المصري لاول مرة في اكتشاف طريقة لتدمير الانفاق بشكل جدي هذه المرة مما ترتب عليه تدمير الانفاق واجسام الانفاق وتراجع عمليات التهريب بدرجة تصل الى اكثر من 80 % وتعرض العديد من العاملين في مجال التهريب عبر الانفاق للبطالة الشديدة .

وحسب مصدر سياسي فان هناك بديل يتم تجهيزه لقطاع غزة من خلف الستار سيتم الكشف عنه قريبا من خلال مفاوضات تجريها مصر حاليا مع كل من اسرائيل وامريكا وهناك وفد امني مصري سيتوجه قريبا الى اسرائيل ستتركز مباحثاته عن ايجاد بديل لغلق الانفاق مع غزة.

ويبدو ان الطرح السياسي المصري يتجه نحو وعد الرئيس محمد مرسي السابق بانشاء منطقة تجارية حرة بين مصر وغزة قريبا او انشاء خط تجاري عبر معبر يكون بديلا عن الانفاق حتى تدخل وتخرج البضائع لقطاع غزة من فوق الارض وليس من تحت الارض.