![]() |
ارتفاع عدد سكان الخليل القديمة الى 6000 نسمة
نشر بتاريخ: 26/02/2013 ( آخر تحديث: 26/02/2013 الساعة: 22:37 )
الخليل-تقرير معا- تتسم رؤية لجنة اعمار الخليل، بضرورة الحفاظ على الخليل القديمة مدينة عربية إسلامية ذات ارث حضاري عريق، أما رسالتها فهي أن اللجنة تسعى إلى تأهيل وترميم المباني التاريخية في البلدة لقديمة من الخليل لمحاصرة البؤر الاستيطانية والحد من توسعها وتشجيع السكان على العودة والسكن فيها والحفاظ على هذه المباني التاريخية القديمة وضمان الإحياء الاقتصادي والاجتماعي وتواصل البلدة القديمة مع بقية النسيج العام للمدينة.
|206022| وقد نجحت اللجنة من الوصول الى أهم أهدافها في الحفاظ على الوجود السكاني داخل البلدة القديمة، فعندما بدأت عملها في البلدة القديمة كان عدد السكان فيها يبلغ نحو 400 ساكن، أما اليوم فقد ارتفع هذا العدد الى ما يزيد عن 6000 ساكن، على الرغم من الوضع السياسي الصعب الذي تعيشه البلدة القديمة من خلال الممارسات الاسرائيلية اليومية والحواجز الالكترونية والبوابات الحديدية والاسمنتية، ناهيك عن فرض نظام حظر التجوال المستمر عليها إبان انتفاضة الاقصى، ما جعل قرابة 1000 نسمة يلجأون الى مناطق أخرى في مدينة الخليل. ويروي السيد عماد حمدان مدير عام لجنة اعمار الخليل، أن اللجنة وعند تشكيلها بمرسوم رئاسي عام 1996، وضعت عدداً من الاهداف الاستراتيجية وبضمنها: إعادة إحياء البلدة القديمة عبر ترميم مبانيها، وإعادة استخدام المهجور منها، وتأهيل بنيتها التحتية، والحفاظ على تراثها الثقافي وعناصر الوحدة التكوينية للمباني، والحفاظ على النسيج العمراني، وتحسين الظروف المعيشية للسكان من خلال ترميم البيوت السكنية وربط البلدة القديمة بالجديدة، وتقديم الخدمات الاجتماعية المختلفة التي تساهم في تنمية شروط السكن والعمل، اضافة لتنشيط الحركة التجارية والاقتصادية، وزيادة الحركة السياحية المحلية والوافدة، وتوفير مشاريع حيوية لتشغيل السكان من أجل مكافحة البطالة والفقر. |206016| وأضاف في حديثه مع مراسلنا في الخليل: نظراً لما تتمتع به البلدة القديمة من تراث حضاري عريق يتمثل بالتكوين المعماري لمبانيها وما تحويه من عناصر ذات قيمة معمارية وأثرية وتاريخية. ولتحقيق الحفاظ على هذا التراث وعناصره، كان لا بد من توثيق الموروث الثقافي. ويعتبر توثيق الموروث الثقافي جزءاً من المحافظة عليه، ويتم تسجيله في السجلات الوطنية والعالمية لحمايته وتسهيل الإطلاع عليه. وبالتوافق مع هذه المبادئ، فقد تم إجراء مسح شامل للمباني في المنطقة، وأعدت مجموعة استمارات خاصة لكل مبنى حسب استخدامه، واعتمدت عملية المسح على ثلاث مراحل رئيسة هي: الترقيم، التسجيل، التحليل. وارتكزت فلسفة اللجنة لتأهيل المباني السكنية القديمة على تطويعها وظيفياً من خلال التدخل بالحد الأدنى الممكن، وتحويلها إلى مساكن توفر الخدمات والخصوصية بما يتلاءم واحتياجات الإنسان في نهاية القرن العشرين. وزاد في حديثه: تراجع الوضع الفيزيائي للبلدة القديمة في التسعينيات من القرن السابق بشكل كبير، بسبب هجر المواطنين مبانيهم وتركها دون صيانة أو ترميم، فترميم المباني القديمة يتطلب توجهاً نحو ترميم شامل للمباني للحد من تراجع وضعها الفيزيائي، وضمان توفير برنامج صيانة للمباني المرممة. بعد اجتياح الاحتلال الاسرائيلي لمدينة الخليل، تغير المفهوم السائد لدى المواطنين عن البلدة القديمة بأنها منطقة موبوءة بالمشاكل الاجتماعية، ولا يتوفر فيها الأمن والأمان، وتم التركيز على تشجيع الهجرة العكسية المتمثلة بجلب السكان من مناطق مختلفة من المدينة، وتشجيعهم على العيش في هذه المنطقة، كخطوة للمساهمة في تطويرها وانصهارها مع المدينة، وإيجاد التفاعل وتوثيق الروابط الاجتماعية بين سكان المنطقة وسكان المدينة ككل، وتنمية ثقافة المجتمع بأهمية هذه المنطقة وما تحويه من تراث ثقافي وحضاري، وخلق آليات لإشراك السكان في عملية الحفاظ على البلدة القديمة". |206015| وفي هذا الصدد يقول حمدان: نجحت لجنة الإعمار في خلق تنوع مجتمعي بين السكان، بعد أن كانت البلدة القديمة تقتصر على فئة من الفقراء ومحدودي الدخل، وأصبح هناك تنوع، حيث تمكنت اللجنة من استقطاب فئات أكثر دخلاً وثقافة للسكن في المنطقة، وإن كان ذلك بشكل محدود نسبياً، وبنسب لا تتوافق مع قوانين الدمج الاجتماعي، إلا أن اللجنة مدركة تماماً لأهمية هذا الدمج، وتعمل على توفير العوامل التي تساهم في استقطاب العديد من العائلات التي تتمتع بوضع اجتماعي وثقافي متوسط". كما أنشأت لجنة إعمار الخليل مركز إرشاد اجتماعي، يتولى متابعة سكان البلدة القديمة وحل مشاكلهم الاجتماعية من خلال التوعية والإرشاد، ويسهم في سلاسة دمج السكان الجدد مع السكان القدامى، وتذليل عقبات اختلاف الثقافات، وقدمت اللجنة تسهيلات للسكان لتشجيعهم على العودة والبقاء في البلدة القديمة وذلك بترميم المنازل وتأجيرها مجاناً، وساعدت في إعفاء سكانها من دفع رسوم المياه والكهرباء، وضريبة الدخل، ومنح تأمين صحي مجاني لشرائح واسعة من السكان. وقال مدير عام لجنة اعمار الخليل: وفرت اللجنة أعمال ترميم البلدة القديمة المئات من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لعمالة مدربة وغير مدربة على مدى سنوات عمل اللجنة. تدرب معظمهم على قواعد وأصول الترميم، علماً بأن أجور العمالة تشكل 60% من تكلفة أعمال الترميم في حين يذهب الباقي إلى المواد اللازمة للعمل". |206018| |206020| |