وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

د.غنام تصطحب السفير البرازيلي بجولة بالمحافظة وتطلعه على معاناة شعبنا

نشر بتاريخ: 14/03/2013 ( آخر تحديث: 14/03/2013 الساعة: 17:20 )
رام الله - معا - قامت محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام اليوم باصطحاب السفير البرازيلي في فلسطين باولو كامنها كستشيلو بجولة في المحافظة لإطلاعه بأم عينه على جوانب معاناة شعبنا جراء الإحتلال وممارساته القهرية بحق كل ما هو فلسطيني.

وابتدأت الجولة بزيارة لخنساء فلسطين أم ناصر أبو حميد في مخيم الأمعري والتي قدمت للوطن شهيدا من أبنائها وخاض جميع أفراد أسرتها الإعتقال ومازال أربعة منهم في معتقلات الإحتلال يقضون أحكاما تتجاوز المؤبد، حيث أطلعت المحافظ السفير من خلالها على أوضاع أسرانا ومعاناة أبناء شعبنا في المخيمات التي تدفع وقاطنيها ضريبة الإحتلال وتشتيته وتشريده لشعبنا، وقابلت أم ناصر السفير بعزيمه وإرادة قويتين، مؤكدة أن كافة أسرى فلسطين بمثابة أبنائها وعزيمتها هي امتداد لكل أم فلسطينية.

وأطلعت المحافظ السفير على معاناة طلبة فلسطين وأطفالها، خلال زيارته لمدرسة الطيرة بيت عور ومروره عبر عبارة تحت الأرض يسلكها الطلبة بشكل يومي للوصول إلى المدرسة مشكلة خطرا حقيقيا على حياتهم خصوصا في فصل الشتاء، حيث استمع السفير للطلبة ومعاناتهم وإدارة المدرسة وتخوفهم من تهديدات المستوطنين الذين لا يفصلهم عن المدرسة سوى سورها، ومعاناتهم من جدار لفصل الذي اقتلع أراضيهم ونهب أرزاقهم. وتم وضع السفير بالتهديدات التي تصل للمدرسة والطلبة بهدم المبنى الجديد وتعريض الطلبة للخطر وجرى تكريم للسفير من مدير التربية والتعليم الأستاذ ذيب حداد.|208002|

وتواصلت الجولة لتصل إلى بيت لقيا ومن ثم تجمع بيت نوبا وتم إطلاع السفير على إجراءات الإحتلال بهدم المباني بشكل متكرر ومنع إضافة أي بناء وما يتعرض له الأهالي من قمع وتنكيل، وأطلعه الأهالي على الأراضي التي التهمها الإحتلال وأسلاك الرعب العازلة والتي تهدد حياة كل من اقترب منها حيث يستهدف الإحتلال أبناء شعبنا الأعزل بالرصاص الحي بشكل فوري.

وأوضح الأهالي للسفير أن الأراضي التي تم الإستيلاء عليها تتميز باحتياطي مائي ضخم للشرب، وأن الإحتلال يستولي على أرزاق ومقدرات شعبنا دون رادع أو مانع.

وجرت زيارة لبيت الأسير محمد ناصر في قرية صفا والمحكوم بالمؤبد وقد أمضى في زنازين الإحتلال 28 عاما، حيث التقى السفير مع ابنه وسيم ناصر 30 عاما وهو يحمل الجنسية البرازيلية بالإضافة إلى زوجته الصابره والتي قامت بتربية أبنائها ممثلة بالنسبة لهم الأب والأم في آن معا بحضور رئيس مجلس صفا يوسف كراجه وحشد من الأهالي قبل الإنتقال إلى مبنى البلدية حيث كرم السفير كعربون محبة من الشعب الفلسطيني إلى البرازيل قيادة وشعبا.

وعبرت المحافظ خلال الجولة عن امتعاظ شعبنا من حالة الصمت التي يبديها العالم أمام المخاطر التي يتعرض لها أسرانا وأسيراتنا وخصوصا الأسرى المضربين عن الطعام، مشددة على ضرورة التحرك الفوري لإنقاذ حياة الأسير العيساوي والأسير شراونة وزملائهم الذين يتعرضون لخطر الموت في كل دقيقة.

وبينت المحافظ أن هذه الجولة تأتي في سياق وضع العالم أمام مسؤولياتهم تجاه شعبنا ومعاناته، مخاطبة السفير "ما تراه بعينك هو جزء بسيط من ممارسات الإحتلال الذي استهدف الأرض والبشر والشجر، معتبرة أن ممثلي الدول هم سفراء أصدقاء لقضيتنا يجب أن يدفعوا العالم للإنحياز لقيم الحرية والعدالة بنصرة شعبنا وقضيتنا، مشيدة بعمق العلاقات الفلسطينية البرازيلية، لافتة إلى الموقف المشرف لدولة البرازيل من خلال تصويتها لصالح الحق الفلسطيني في الأمم المتحدة ودورها المتميز في دعم شعبنا وقضيتنا في كافة المحافل الدولية، مشيرة إلى ضرورة مواصلة الدعم حتى ينال شعبنا حقوقه التي كفلتها كافة المواثيق والمعاهدات الدولية.

وأكدت المحافظ أن الاحتلال يخلق من الأرض الفلسطينية كانتونات منفصلة بهدف إذلال الفلسطينيين، لافتة إلى الجدار الفصل الذي يخلق الوقائع على الأرض ويزيد من الأعباء المترتبة على الفلسطينيين من كافة النواحي ويفصل الفلسطيني عن أرضه ومصدر رزقه.

وقالت غنام: الاحتلال يستهدف أطفال فلسطين يوميا، إلا أنهم ينقشون بالصخر ليتلقوا العلم الذي يعتبر موردنا الوحيد، مطالبة كافة أحرار العالم بحماية أطفالنا ووقف إجرام الاحتلال بحق أبناء شعبنا.|208003|

وشددت غنام أن شعبنا وبرغم كل هذا التصعيد الإسرائيلي إلا أنه يبدع بصموده وإرادته، مشيرة الى أن شعبنا لولا تمسكه بالأمل لانتهى منذ أكثر من 60 عاما إلا أن إرادة البناء والتطوير وعزيمة وصمود أبناء شعبنا في وجه المحتل والنابعة من إيماننا جميعا بحتمية النصر عصية على الانكسار، مبرقة من خلال اللقاء تحياتها للجالية الفلسطينية العريضة في البرازيل، مشيرة الى أن شعبنا يثبت في كل أماكن تواجده أنه صاحب فكر وقضية، وأن اليد التي تبني وتعمر ستواصل البناء والتطوير بالرغم من كل مشاهد الدمار والإمتهان التي شاهدها السفير بأم عينه.

من جانبه شدد السفير على دعم بلاده للفلسطينيين وحقوقهم واستعداده للتواصل البناء لخدمة شعبنا وقضيتنا، مؤكدا أن البرازيل قيادة وشعبا ترفض الاستيطان وتؤمن بحق الشعب الفلسطيني بالعيش بحرية وكرامة.

وقال السفير إنه قرأ وتابع الكثير عن معاناة شعبنا إلا أنه وبوجوده على أرض فلسطين لاحظ ما لا تعكسه وسائل الإعلام، مشيرا إلى أنه شعر بالمعاناة الشديدة من خلال الحواجز وسياسة الإذلال التي يتبعها الاحتلال بحق الفلسطينيين، مبديا تعاطفا كبيرا واستعدادا دائما لدعم فلسطين بكافة السبل المتاحة، مؤكدا احترامه لهذا الشعب المناضل والمحب والمضياف.